ماذا يتخيل مريض الفصام ؟.. وكيف يفكر
ما هو مرض الفصام
تعني الأمراض النفسية ألما وخطورة مثل الأمراض الجسدية، ويعاني المريض النفسي من الكثير من الأفكار والمشاعر المؤلمة والمزعجة التي تؤثر على حياته وتعيق ممارساته الطبيعية. وبما أن الكثير من الناس لا يفهمون ما يتخيله مريض الفصام وكيف يفكر، فإن التعامل معهم يحتاج فهما جيدا. لهذا السبب، تمت كتابة هذه السطور للتوضيح وتعريف الناس على ما يتخيله مرضى الفصام وكيف يفكرون.
عادة، عندما يشارك الناس تجاربهم الشخصية مع بعضهم البعض، يفترض أن هناك تفاهما مشتركا بشأن ما يشعر به الشخص عند التفكير والإدراك، ويتوقع الشخص أن يتحدث بحرية عن ما يفكر فيه دون الحاجة إلى شرح العمليات الداخلية في عقله، وكيفية توصيل المعلومات من الحواس والذاكرة للتفكير.
على الرغم من اعتقاد كثيرين من الناس، فإن الفصام ليس تشتتا أو تعددا في الشخصية، بل ينطوي على الذهان، وهو نوع من الأمراض العقلية التي يفقد فيها الشخص القدرة على تمييز الواقع من الخيال. في بعض الأحيان، يفقد الأشخاص المصابون بالاضطرابات الذهانية اتصالهم بالواقع، ويبدو العالم لهم كخليط من الأفكار والصور والأصوات المربكة.
تخيلات مرض الفصام
يمكن فهم ما يتخيله المريض الذي يعاني من انفصام الشخصية من خلال تفنيد وفهم الأعراض الأساسية التي يمر بها المريض، ويمكن أن يتخيل المريض أحد الأمور التالية
- يتخيل أن بعض الأشخاص قد يحاولون السعي لقتله.
- تخيل وجود علامات على الطريق، تشير إلى رموز سرية وشفرات، وليست مجرد علامات عادية كما يراها الناس عموما.
- يتخيل بعض المرضى أن لديهم قوى خارقة وأنهم ليسواعدين مثل باقي البشر.
- يتخيل مريض الفصام نفسه شخصًا مشهورًا وذو مكانة ومنزلة عالية.
يمكن أن يكون سلوك الشخص غريبًا جدًا أو حتى مفزعًا للآخرين، ويُطلق عليه ذلك بسبب التغيير المفاجئ في الشخصية والسلوك، والذي يمكن أن يحدث للشخص المصاب عندما:
- يفقد الأشخاص المقربون منه
- يفقد الاتصال بالواقع
- يصاب بنوبة ذهانية
تختلف شدة الفصام من شخص لآخر، إذ يعاني بعض الأشخاص من نوبة ذهانية واحدة فقط، في حين يعاني البعض الآخر من العديد من النوبات خلال حياتهم. ومع ذلك، فإنهم يحيون حياة طبيعية نسبيا بينما يعاني البعض الآخر من مشاكل أكبر في الأداء مع مرور الوقت، وعلى الرغم من تحسن طفيف بين النوبات الذهانية الكاملة، يزداد سوءا تدريجيا في الدورات المعروفة باسم الانتكاسات والهفوات.
لذا فإن الإجابة بوضوح على استفسار ماذا يتخيل مريض الفصام، وكيف يفكر، هي أنهم يتخيلون أمور كثيرة بينهم وبين نفسهم، ثم يخلطونها بالواقع الذين يعيشون فيه، ويتعاملون مع خيالهم على أنه واقع، وقد يتخيل وجود شخص في حياته، بعكس الحقيقة، فقد يكون هذا الشخص ميت، أو غير حقيقي وهو فقط من نسج خياله، وقد يتخيل أن هناك من يطارده، أو من يتآمر عليه.
يمكن لأولئك الذين يعانون من الفصام، والذين يشمل حالتهم الهلوسة والأوهام، أن يشعروا أيضا بالحزن الحقيقي والعزلة، وغالبا ما يكون هذا الحزن رد فعل طبيعي على وقوعهم في مواقف مؤلمة.
كيف يفكر مريض الفصام
- يتأثر تفكير الشخص المصاب بالانفصام بعدة أعراض، بما في ذلك الاكتئاب والانعزال الاجتماعي.
- التفكير العدواني والشك ورد الفعل الشديد تجاه أي تشكيك.
- عدم التفكير في النظافة الشخصية.
بعد توضيح ما يتخيله مريض الفصام، يبقى السؤال حول كيفية تفكير المريض، ويمكن الإشارة إلى بعض الأفكار التي يفكر فيها والتي يعيشها خلال فترات الإصابة بالمرض
- نظرات شاردة، لا يوجد بها تعبير.
- يتمثل عدم القدرة على التعبير بالبكاء أو الضحك أو إظهار أي علامات على الفرح أو الحزن.
- النوم الكثير أو على العكس حالة من الأرق.
- النسيان المستمر وصعوبة التركيز.
- يكون الحديث غير مألوف عندما تتضمن البيانات الغريبة أو غير المنطقية، مثل استخدام كلمات غريبة أو طريقة غير مألوفة في الحديث.
يمكن اعتبار جميع علامات التحذير السابقة التي قد تتسبب في مشاكل متعددة للمصاب، ليس فقط انفصام الشخصية، بل أيضا قد يكون سببا للقلق وسلوك غير مألوف يؤدي إلى مشاكل في الحياة أو فقدان شخص ذو قيمة كبيرة في حياة المصاب. إذا كان هناك صوم أو مشكلة عقلية أخرى تكون السبب، فإن الحصول على العلاج في وقت مبكر سيكون له تأثير إيجابي أكبر.
لا يمكن التأكيد بالضبط على طريقة تفكير مريض الفصام، إذ يعيش في عالم من الأفكار والمشاعر المشوشة التي لا أساس لها من الصحة، ويتخيل العديد من الأشياء غير الحقيقية، ويفتقر إلى القدرة على السيطرة على مشاعره.
يمكن لمريض الفصام أن يتخيل أن أقرب الأشخاص إليه هم أعداء حقيقيون، ويمكن أن يخترع شخصًا غير حقيقي ويتفاعل معه ويتحدث إليه ويخلق حياة كاملة في وجوده، ويتشوش دائمًا أفكار مريض الفصام وتتداخل مع مشاعره الغير مستقرة.
مريض الفصام والصلاة
للصلاة أحكام وشروط خاصة بها، وعلى الرغم من أنها فرض على المسلمين، إلا أن هناك بعض الناس الذين يسقط هذا الفرض عنهم، وكما تبين في بداية الحديث عن ما يتخيله مريض الفصام وكيف يفكر، فهل لهذين الأمرين علاقة بالعبادات الإسلامية وبشكل خاص علاقة بالصلاة.
وبناء على ذلك، وبحسب واضحي النفس والمختصين في مرض الفصام، رأى الكثيرون من علماء الإسلام أن هذا المرض يؤثر على العقل بطريقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، وأن المصاب به قد يصل إلى حالة لا يستطيع فيها السيطرة على أفعاله وسلوكياته، وقد يفعل أشياء دون وعي أو إرادة منه بسبب المشكلة التي تؤثر على عقله.
: “من الواضح أن الشخص الذي يكون في مثل هذه الحالة ، لا يحاسب على أفعاله، ولا يتحمل أي مسؤولية عنها، ويكون في حكم المكره أو المجنون والمعتوه. والشخص الذي يكون في مثل هذه الحالة لا يجب عليه الصلاة، ولا يتحمل أي تكليف، ويتم تطبيق حكم آخر عليه، حيث لا يجب عليه قضاء الصلوات التي فاتته في فترة الإصابة بالفصام، سواء طالت أم قصرت فترة الإصابة. ولكن إذا استعاد الوعي بشكل مؤقت وفي وقت صلاة، فإنه يجب عليه قضاء الصلاة في ذلك الوقت.
نهاية مرض الفصام
كما تبين أن مرض الفصام من الأمراض الذهانية باعتبار التعرف أو معرفة ماذا يتخيل مريض الفصام، وكيف يفكر، ومن المعروف أن تلك الإصابة النفسية، والعقلية أنها تحتاج إلى العلاج الذي لا يتوقف طوال الحياة، من أجل التعامل مع الأعراض، مع مراعاة االطريقة أو الخطة العلاجية التي ينتهجها الطبيب المعالج.
بالنسبة لنهاية مرض الفصام، فهناك طريقتان، إما المواظبة على الرعاية الطبية طوال الحياة، أو إذا لم يلتزم المريض بالجلسات العلاجية وتناول الأدوية الموصوفة له من قبل الطبيب المختص، فمن الممكن أن يصل به الأمر إلى الانتحار والوفاة.