زد معلوماتك

ماذا كان يسمى يوم الجمعة في الجاهلية ؟ ” ولماذا

تسمية يوم الجمعة في الجاهلية

من المعروف أن يوم الجمعة لديه منزلة عالية وفضل كبير عند المسلمين، إذ يعتبر عيدا لهم، وهو أفضل الأيام، حيث تستجاب الدعوات فيه، ولا يرد الدعاء في ساعته، وقد جاءت إحدى السور في القرآن الكريم باسم سورة (الجمعة)، وكان يسمى يوم الجمعة في الجاهلية بـ (العروبة)، حيث قال السهيلي: إن معنى (العروبة) هي الرحمة، كما ذكره بعض أهل العلم، وفقا لما ذكر في روح المعاني للألوسي، وكذلك القرطبي، وكان الصحابي (كعب بن لؤي) هو أول من أطلق على يوم الجمعة هذا الاسم.

كان يُطلق على يوم الجمعة في شبه الجزيرة العربية اسم `العروبة` في الجاهلية قبل الإسلام، كما قال ابن دريد:

آمل أن أعيش وأن يكون يومي… أولا أو أهون ولا يكون جبارا

يمكن أن يكون البديل دبار أو فيومي… مع مؤنس أو عروبة أو شيار

يحمل جمالًا عند العزيز عندما يظهر في يوم العرفات ويستقر المنبر

سبب تسمية يوم الجمعة بالعروبة في الجاهلية

ذكر المؤرخ البيروني أن العرب في شبه الجزيرة العربية قديما لم يعتمدوا أيام الأسبوع السبعة، بينما كانت تستخدم في حضارات مصر والشام وبلاد الرافدين. ولكن قام عرب شبه الجزيرة العربية بوضع اسم لكل ثلاث ليال من كل شهر من شهورهم، مستخرجين ذلك من حالة القمر وأطواره فيها، ولم يقسم العرب في الجاهلية الشهر إلى أربعة أسابيع، ولكن كان يقسمه على عشر مجموعات، حيث كل مجموعة تحتوي على ثلاثة أيام، ولكل منها اسم معروف.

يوضح الدكتور جواد علي في كتابه `المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام` فكرة تقسيم الشهر إلى أربعة أسابيع، وتقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام، ويرجع أصل هذه الفكرة إلى البابليين. استلهم الآراميون فكرة تقسيم الشهر إلى أربعة أسابيع والأسبوع إلى سبعة أيام، وقاموا بتخصيص يوم السبت (اليوم السابع) كيوم للراحة والعبادة، وقاموا بتسمية أيام الأسبوع وتسمية كل يوم باسم مستوحى من الأعداد، وتم تسمية يوم الجمعة حينها بـ ܥܪܘܒܬܐ (تلفظ عروبتا)، والمقصود بها في العربية (لفيف، حشد، تجمع)، ولذلك سميت في الجاهلية باسم العروب.

سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الإسم

يحكى أن أهل المدينة اجتمعوا قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا لنا يوما نجتمع فيه لنذكر الله تعالى ونشكره. فقالوا: يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصارى، فجعلوه يوم العروبة. فاجتمعوا عند (أسعد بن زرارة) وصلى بهم ركعتين وذكرهم. وسميت الجمعة عندما اجتمعوا إليه، وذبح لهم شاة فتناولوا طعام الفطور والعشاء منها، فهذه هي أول جمعة كانت للمسلمين في الإسلام.

تعددت أسباب تسمية يوم الجمعة، فقيل إنها سميت جمعة لأنها مشتقة من الجمع، وسبب ذلك يرجع إلى اجتماع الناس في الصلاة، حيث يجتمع المسلمون حتى يصلوا في المسجد كل أسبوع، وقد أمر الله المؤمنين بالاجتماع لعبادته، وفي الآية قال: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله” (الجمعة: 9) أي اجعلوا هذا اليوم يوما مليئا بذكر الله وعبادته وتعظيمه وتقديسه، ومن أسباب تسمية يوم الجمعة:

  • وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال: سُمِّي يوم الجُمُعَة لأن الله تعالى جمع فيه خلق آدم، صلى الله على نبينا وعليه وسلم.
  • وقال آخرون: سُميت يوم الجمعة في الإسلام بهذلك لاجتماع المسلمين في المسجد.
  • وقال ثعلب: يُطلق على يوم الجمعة هذا الاسم لأن قريشًا كانت تجتمع في دار الندوة للحكم والنقاش.
  • وقال آخرون: لأن الله تعالى جمع في الجمعة خلق آدم عليه السلام، قد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب تسمية يوم الجمعة، فقال: `لأن فيها خلق الله آدم من الطينة، وفيها الصعقة والبعثة، وفيها البطشة، وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة يستجاب فيها دعاء الله لمن يدعوه`.
  • وقيل: تجمع الناس في المسجد لأداء الصلاة في ذلك اليوم.
  • وقيل: يعود سبب وجود آدم وحواء معًا على الأرض إلى إرادة الله سبحانه وتعالى.
  • وقيل: لما جُمع فيه من الخير.
  • وقال ابن حجر: أصح الأقوال في سبب تسمية يوم الجمعة بهذا الاسم هو أن الله خلق آدم وجمع فيه يوم الجمعة. وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `أضل الله عن يهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، ثم جاء الله بنا وهدانا ليوم الجمعة. فجعل الله الجمعة والسبت والأحد أياما مجتمعة. وكذلك يوم القيامة سيكون هم يومنا الجمعة. نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، وسيتم الحكم عليهم قبل سائر الخلائق.` ” رواه مسلم.

فضل يوم الجمعة

ذكر فضل يوم الجمعة في الآيات الكريمة من سورة الجمعة: يا أيها الذين آمنوا، إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة، فاسعوا إلى ذكر الله واتركوا التجارة، فذلكم خير لكم إذا كنتم تعلمون. وإذا انتهت الصلاة، فانتشروا في الأرض وابتغوا فضل الله، واذكروا الله كثيرا، لعلكم تفلحون. وإذا رأيتم تجارة أو لهوا، فانفضوا إليها وتركوكم قائمين، فقولوا: ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة، والله خير الرازقين.

 ويعنى قول الله سبحانه وتعالى للمؤمنين أن إذا سمعتم المؤذن ينادي للصلاة يوم الجمعة فلبوا النداء يا أهل المؤمنين واذكروا الله كثيراً في ذلك اليوم، فاتركوا أعمالكم و اشغالكم و اسرعوا لعبادة الله وذكر الله، وأداء صلاة الجمعة جهراً وجماعة مع إخوانكم فذلك خير لكم، وأوضح الصابوني أن هناك عدد من الناس يفضلون الحياة الدنيا على الآخرة لا يعلمون أن الدنيا فانية والآخرة باقية حيث إذا جاءتهم صفقة أو ربح في الدنيا انشغلوا وتركوا رسول الله يخطب وانصرفوا عنه، ولكنهم إذا عقلوا لعلموا أن الله هو خير الرازقين ويرزق من يشاء بغير حساب.

وفي كتاب (روائع البيان في تفسير آيات الأحكام)، أشار محمد علي الصابوني وتحدث عن أحوال السلف الصالح يوم الجمعة، حيث قال: “السلف الصالح كانوا يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله وحركاته وسكناته، وذلك حتى ولو لم يفهموا السبب وراء ذلك، وذلك بسبب حبهم الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد روى عن بعضهم أنهم كانوا يخرجون من المسجد بعد صلاة الجمعة ويقضون ساعة في السوق، ثم يعودون إلى المسجد ليصلوا ما شاء الله تعالى أن يصلوا. وعندما سألوا أحدهم عن السبب، قال: “إني رأيت سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك”. ولقد تلاو أحدهم هذه الآية: {فإذا قضيت الصلاوة}، وعراك بن مالك كان ينصرف من المسجد بعد صلاة الجمعة ويقف عند باب المسجد ويقول: “اللهم إني أجبت دعوتك، وصليت فريضتك، وأداءت ما أمرت به، فارزقني من فضلك، فإنك خير الرازقين.

وقد ذكر الصابوني بعض الأحاديث الواردة في فضل يوم الجمعة، منها:

  • يعد يوم الجمعة من أفضل الأيام وأكثرها فضلاً، فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضلُ الأيامِ طلوعُ الشمسِ يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُدخِل الجنَّة، وفيهِ أُخرِجَ منها، ولا تَقومُ الساعةُ إلا في يومِ الجمعةِ).
  • أفضل يوم تشرق فيه الشمس، وتستجاب الدعوة في ذلك اليوم بإذن الله، حيث أخبر مالك في (الموطأ) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفضل يوم تشرق فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه نزل من الجنة، وفيه تائب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وكل دابة تصيح يوم الجمعة منذ طلوع الشمس حتى تشرق بريقا من الساعة، إلا الإنس والجن، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي، يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه).

وذكرت بعض الأحاديث الأخرى عن فضل يوم الجمعة، منها:

  • يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أفضل الأيام الذي يطلع فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم وفيه أُدخل الجنة وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة.
  • عن أبي هُرَيرةَ، وحُذَيفةَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قالا: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ).
  • حديثُ أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّه قال: (نَحنُ الآخِرونَ الأوَّلون السَّابِقون يومَ القِيامةِ، بَيْدَ أنَّهم (3) أُوتوا الكتابَ مِن قَبلِنا، ثمَّ هذا يومُهم الذي فَرَضَ اللهُ عليهم، فاخْتَلفوا فيه، فهَدَانا اللهُ له، والنَّاسُ لنا فيه تَبَعٌ؛ اليهودُ غدًا، والنَّصارَى بعدَ غدٍ).
  • روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: يقال إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سيضيء له نور بين المشرق والمغرب.

فضل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام يوم الجمعة

عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فزيدوا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معرضة علي`. فقالوا: `يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟` قال: `يقول بليت`. قال: `إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء`. رواه أبو داود بإسناد صحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى