تعليم

مؤشرات قياس الاداء في التعليم

لا شك أن التعليم هو أحد السبل الرئيسية للنجاة من التخلف والتراجع وللحاق بركب الأمم المتقدمة. وهذا ما دفع جميع دول العالم لإيلاء التعليم أولوية خاصة واهتمام كبير ونفقات باهظة أيضا، من أجل الارتقاء بالمستويات التعليمية التي يمكن من خلالها تحقيق أعلى معدلات جودة الحياة التعليمية. وظهرت بعض المؤشرات الهامة التي يمكن الاستناد إليها لتقييم الأداء في التعليم، وهي مؤشرات قياس الأداء عبر العملية التعليمية بشكل عام

مواصفات جودة التعليم 

التعليم الجيد يشمل عددًا كبيرًا من العوامل الهامة التي يجب الحرص على تحقيقها جميعًا من أجل تحقيق جودة تعليمية عالية، وهذه العوامل تشمل:

  • يتمثل الهدف من الاعتماد على الأنظمة والاستراتيجيات التعليمية الحديثة والمرموقة والمستخدمة عالمياً في تحقيق أقصى قدر من الفائدة للطلاب .
  • ينبغي أن تتم تقديم المراحل التعليمية وخاصةً مرحلة التعليم الأساسي، التي تعد أولى الخطوات في تحديد صفات ومهارات الأطفال، بشكل مجاني أو بتكلفة منخفضة ومناسبة للجميع، حتى لا يتم حرمان أي شخص من حقه في الحصول على التعليم النافع .
  • توفير هياكل إدارة ونظامية جيدة لمراحل التعليم ، حيث أنه ليس من المفترض أن يقضي الطالب سنوات متعددة في مرحلة دراسية واحدة ؛ وإنما يمكن تقليص عدد سنوات الدراسة من خلال التركيز على الأجزاء والمهارات الأهم والنافعة للطلاب في المناهج والتخلص من الأجزاء التي لا تمثل أهمية تذكر لمهارات الطالب ، ومن ثم تحديد هيكل نظامي وعدد سنوات دراسة مناسب لكل مرحلة دراسية .
  • وتحدد جودة الحياة التعليمية أيضًا بناءً على نسبة النجاح التي يحققها كل نظام تعليمي في كل مرحلة دراسية، شريطة أن تكون وسائل التقييم والاختبارات المستخدمة متطورة وقادرة على تقييم الطلاب بشكل دقيق وشفاف في نفس الوقت .
  • تقوم جودة التعليم على تقييم مدى اكتساب الطلاب للمهارات اللازمة للمشاركة الإيجابية في المجتمع المدني والحياة العملية. ويعتبر هذا النقطة الأهم في تحقيق مفهوم جودة التعليم .

أهم مؤشرات قياس الأداء في التعليم

تُعرف مؤشرات تقييم الأداء عمومًا باسم key performance indicators واختصارًا بـ KPIs، وهي عبارة عن مجموعة من العوامل التي يتم الاعتماد عليها لتقييم أداء وتطور أي مؤسسة، وفيما يخص التعليم، فإن مؤشرات تقييمه تشمل ما يلي:

المؤشرات الأكاديمية

  • معدلات التخرج : يساعد معدل التخرج في التعرف على عدد الطلاب الذين أكملوا دراستهم وحصلوا على شهادات التخرج من الجامعة
  • عدد الجوائز : تعكس عدد الجوائز المحلية والعالمية التي يحصل عليها الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس أو اسم الجامعة بشكل عام جودة العملية التعليمية المتميزة بها .
  • معدل القبول في المنح الخارجية : يتم قياس عدد المنح التي يتقدم إليها خريجي الجامعة ونسبة القبول في تلك المنح، ويتم حساب النسبة المئوية للقبول. تعكس النسبة المئوية للقبول بشكل كبير مدى قوة خريجي هذه الجامعة
  • نسب الغياب والحضور : يعد حساب نسبة الطلاب الذين يحققون نسبة حضور مرتفعة لا تقل عن 90% وتتبع هذا العدد من أهم مؤشرات تقييم الأداء الأكاديمي .

المؤشرات المالية

-المصاريف الدراسية : يساعد هذا المقياس على حساب تكلفة التعليم لكل طالب ومقارنتها بجودة التعليم المقدمة من المنحة .

-نسبة المساعدة المالية : تعكس نسبة الإعفاء من الرسوم أو تقديم المنح المجانية أو الممولة جزئيًا مدى القوة المالية للكلية وقوة نظام التعليم داخل الجامعة بأكملها .

مؤشرات النسب العددية

-نسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس : يعد هذا المقياس واحداً من أهم المقاييس التي يتم الاعتماد عليها في تقييم الجامعات على مستوى العالم، حيث كلما انخفضت نسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس كلما كان ذلك أفضل .

-نسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الإدارة : انخفاض نسبة المسؤولين الإداريين إلى أعضاء هيئة التدريس يشير إلى وجود مشكلة في النظام الإداري والتنظيمي داخل الشركة، فمثلاً قد يوجد مسؤولان فقط لكل 50 عضوًا في هيئة التدريس، وهذه نسبة منخفضة جدًا وتؤثر سلبًا على تقدم الجامعة .

-نسبة الطلاب المسجلين إلى عدد المقاعد بالجامعة : يجب أن يتوافق عدد الطلاب المسجلين مع عدد الأماكن التعليمية المتاحة في الجامعة وعدد البرامج الدراسية المقدمة، حيث يؤدي التوازن في هذه النسبة إلى تحقيق تقدم ومنافسة أكاديمية قوية للجامعة .

مؤشرات تقييم أعضاء هيئة التدريس

  • تتباين نسبة أعضاء هيئة التدريس الذين حصلوا على درجات علمية متقدمة مثل الدكتوراه الفلسفية بين الكليات المختلفة .
  • يتم تحديد عدد الأساتذة المتخصصين في كل برنامج دراسي يتم تقديمه في كلية معينة .
  • يؤدي انخفاض معدل حضور أعضاء هيئة التدريس إلى حدوث تأثيرات عكسية على المؤسسة التعليمية بأكملها، حيث يتأثر العملية التعليمية ويقل الإنتاج والإنجاز الأكاديمي .
  • معدل بقاء أعضاء هيئة التدريس يشير إلى جودة البيئة التعليمية المتقدمة والتي تجذب أفضل الأعضاء للبقاء فيها، وبالتالي فإن معدل بقاء الأساتذة والموظفين في الجامعات يعد دليلًا على تفوق وتقدم وتطور أساليب الإدارة والتعليم في الجامعة .

مؤشرات استخدام التقنيات الحديثة

  • يعتبر استخدام التقنيات والأساليب والوسائل التكنولوجية الحديثة بنسبة عالية في العملية التعليمية، سواء بالنسبة للتسجيل والقبول أو لتقديم المادة العلمية للطلاب، من سمات الجامعات المتقدمة. وكلما ارتفع هذا المؤشر، كان له تأثير إيجابي على الجامعة .
  • النسبة المئوية لأعضاء هيئة التدريس والإداريين والموظفين القادرين على استخدام التقنيات الحديثة في إتمام المهام المختلفة داخل الجامعة من أهم مؤشرات تقييم الجامعات الناجحة
  • من بين أهم عوامل نجاح المؤسسات التعليمية وتميزها، تأتي قدرتها على توفير التقنيات والأساليب الحديثة القائمة على التكنولوجيا المتطورة، مثل إطلاق منصات تعليمية إلكترونية .
  • يُعد التواصل الإيجابي والبناء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من أهم مظاهر تطور الجامعات .
  • توفير قسم خاص لتكنولوجيا المعلومات ومعالجة البيانات في كل جامعة يعد واحداً من أهم الطرق التي تساعد على المحافظة على تقدم الجامعة واستخدامها لأحدث التقنيات دائمًا .

مؤشرات تقييم الخدمات الطلابية

من بين أسباب تقدم الجامعات وازدياد إقبال الطلاب عليها هو توفير الخدمات الطلابية، مثل وجود عدة مباني داخل الحرم الجامعي وتطوير هذه المباني بشكل دائم، واستخدام ألوان وأشكال مميزة ومحفزة للتعلم والإبداع .

تعتبر خدمات السكن الجامعي، وخاصة للطلاب الذين يعيشون بعيدًا عن مقر الجامعة، وتوفير أماكن إقامة للطلاب الدوليين وأصحاب المنح، من أهم عوامل تميز الجامعات .

يُذكر أن بعض الجامعات تعمل على توفير وسائل النقل الخاصة بها للطلاب، حتى يتمكنوا من الانتقال إلى الجامعة دون تكبد تكاليف المواصلات والإجهاد البدني الذي قد يتعرض له الطالب عند استخدام وسائل النقل العامة .

يجب أن تتوفر جميع مؤشرات تقييم الأداء السابقة في أي جامعة، بغض النظر عن نسب تلك المؤشرات المتفاوتة، حتى يمكن تقييمها وتحديد نجاح معدلات الأداء والوصول إلى أعلى مستويات جودة التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى