لم يمص الأطفال اصابعهم
الامتصاص من الأصابع هي عادة شائعة بين الأطفال ، ولكن في مرحلة معينة يجب على الطفل التوقف عن هذه العادة
يوجد لدى الأطفال ردود فعل طبيعية تجاه الإمتصاص، مما يدفعهم إلى وضع أصابعهم في أفواههم، حتى قبل الولادة، وذلك لأن مص الأصابع يشعرهم بالأمان، ولكن يمكن لبعض الأطفال أن يتبنوا عادة مص الأصابع عندما يشعرون بالتوتر أو يودون النوم
كم يدوم مص الاصبع
يتوقف العديد من الأطفال عن مص أصابعهم في مرحلة معينة من حياتهم، غالبًا ما يكون ذلك في سن 6 أو 7 أشهر وبين سن الثانية والرابعة، ولكن حتى الطفل الذي توقف عن عادة مص الإصبع قد يعود لها في أوقات التوتر
تأثير عادة مص الأصبع على الأسنان
يتوقف معظم الأطفال عن مص أصابعهم بشكل طبيعي عندما يكونون في العمر بين سنتين وأربع سنوات. ومع ذلك، يوجد بعض الأطفال الذين يستمرون في هذه العادة لفترة طويلة. في حالة هؤلاء الأطفال، قد تنحرف الأسنان العلوية الأمامية نحو الشفة أو قد لا تنمو بشكل صحيح. يمكن أن تؤثر هذه العادة المتكررة والمكثفة على تطور عضة الأسنان وتحجيمها على المدى الطويل، بالإضافة إلى نمو الفكين والعظام التي تدعم الأسنان.
يمكن لطبيب الأسنان مراقبة نمو أسنان الأطفال وتطور الفكين، مع مراعاة عادة المص لدى الأطفال في جميع الأوقات، حيث أن هذه العادة يمكن أن تؤدي إلى ظهور مشاكل طويلة المدى. وينصح بتدخل الأهل في هذا الصدد.
متى يتدخل الأهل
مص الإصبع ليس مشكلة كبيرة حتى يظهر السن الدائم. ولكن في هذه المرحلة، يبدأ مص الإصبع في التأثير على سقف الفم (الحنك) أو توضع الأسنان في الفم. الخطر المحتمل لهذه العادة يتعلق بمدة وشدة مص الإصبع عند الطفل.
على الرغم من توصيات بعض الخبراء بالحد من مص الأصابع عند الأطفال حتى سن الثالثة، إلا أن العلاج للأطفال لا يبدأ إلا إذا استمر الأطفال في مص أصابعهم بعد بلوغ سن الخامسة
كيف يتخلص الطفل مص الأصبع
يجب التحدث مع الطفل للتوقف عن هذه العادة، ويمكن التخلص منها عندما يتقبل الطفل فكرة التوقف عنها، ويمكن اختيار الطريقة المناسبة للتخلص منها بشكل فعال
في بعض الأحيان، يمكن أن يكون تجاهل الموضوع وعدم إيلائه الأهمية كافيًا لوقف هذا السلوك، وخاصةً إذا كان الطفل يستخدم هذا السلوك للحصول على اهتمام الوالدين. وفي حالة عدم كون التجاهل حلاً مرضيًا، يمكن اتباع هذه التقنيات:
- استخدام التعزيز الإيجابي: يمكن مدح الطفل أو تقديم مكافآت صغيرة مثل قصة إضافية قبل النوم أو القيام برحلة في الحديقة، وذلك عندما لا يقوم الطفل بمص إصبعه، يمكن وضع أهداف معقولة، كالطلب من الطفل أن يتوقف عن مص إصبعه لساعة قبل النوم، يمكن وضع ملصقات على التقويم لتسجيل الأيام التي تجنب فيها الطفل مص إبهامه بنجاح
- إيجاد المحفزات: عندما يمص الطفل إصبعه كرد فعل على القلق، يجب التعرف على المشكلة الحقيقية وتوفير الراحة بطرق أخرى مثل العناق أو استخدام الكلمات المطمئنة، كما يمكن إعطاء الطفل وسادة محشوة بشكل جميل يمكنه الضغط عليها أثناء القلق.
- تقديم التذكيرات اللطيفة: عندما يمتص الطفل إصبعه بدون وعي أو إدراك، بدلاً من أن يكون هذا وسيلة لجذب الانتباه، يمكن تذكيره بلطف بالتخلي عن هذه العادة، ويُفضل تجنب الصراخ والتقليل من شأن الطفل وبدلاً من ذلك معاملته بلطف
- اعثر على أوقات مص الإبهام المفضلة للطفل: مشاهدة التلفزيون والنوم هما وقتان شائعان عندما يعود الأطفال إلى عادات مصهم. إذا كان الليل يمثل مشكلة ، فحاول وضع الجوارب على يدين الطفل قبل النوم وإرفاق الجوارب بأكمام بيجاما مع دبابيس الأمان. إذا كانت مشكلة مشاهدة التلفزيون مشكلة ، فيجب إيقاف تشغيل التلفزيون لمدة 5 أو 10 دقائق في كل مرة يتم فيها الطفل بمص إصبعه
- مخطط الملصقات أو نظام المكافأة الإيجابية: قم بإعداد خطة ملصقات وامنح الكثير من الثناء والمكافآت الإيجابية للنجاح. في البداية، قد يحتاج الطفل إلى ملصق لكل ساعة يمر بها دون المص. إذا استطاع الطفل الامتناع عن المص طوال اليوم، فقد تحتاج إلى مكافأة خاصة مثل كتب إضافية في وقت النوم. في النهاية، ستتمكن من الوصول إلى خطة يومية للملصقات. عندما يتمكن الطفل من الامتناع عن المص لمدة تقريبية لمدة أسبوعين، فمن المحتمل أن يكون الوالدين فخورين به.
دور طبيب الأسنان
عند القلق من تأثير مص الأطفال لإصبعهم على أسنانهم، يجب مراجعة طبيب الأسنان. لبعض الأطفال، قد يكون الحديث مع طبيب الأسنان حول أهمية التوقف عن مص الإصبع أكثر فعالية من الحديث مع الأم أو الأب .
نادراً ما يوصي الأطباء باستخدام تقنيات غير لطيفة لإيقاف عادة مص الأصابع لدى الأطفال، مثل تغطية إصبع الطفل بمادة لزجة أو حارة، أو تغطية الإصبع بغلاف لجعل هذه العادة غير مرغوبة عند الأطفال.
سبب مص الأصبع علميا
كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يقومون بمص إبهامهم أقل عرضة للإصابة بالحساسية تجاه مسببات الحساسية كحبوب اللقاح وغبار الطلع ووبر القطط وتابعت الدراسة ألف شخص منذ الولادة وحتى بلوغهم سن الثامنة والثلاثين، وبحلول سن الثالثة عشر كان الأطفال الذين كانوا يقومون بعادة مص الإصبع أٌقل عرضة بنسبة ثلاثة وثلاثين بالمئة للتفاعل مع مسببات الحساسية الشائعة وفي سن الثانية والثلاثين بلغت النسبة ثلاثة وتسعين بالمئة.
السبب كما يراه العلماء أن الأطفال يقومون ببناء مناعة كبيرة لمختلف أنواع البكتيريا في عمر صغير، من خلال وضعها ببساطة في فمهم. السنوات الأولى في حياة الطفل مهمة جدا في بناء الجهاز المناعي للطفل، ومن خلال تعرض الطفل لمختلف أنواع القذارات والجراثيم يساعده ذلك في بناء مناعة تجاه هذه الكائنات
تعتبر هذه الدراسة مدهشة، حيث تظهر أن الأمر الذي يثير قلق الآباء ويدفعهم للاعتراض، ألا وهو امتلاك الأطفال للحيوانات الأليفة في المنزل، قد يكون في الواقع وقائيا من الأمراض. وتشير دراسات أخرى إلى أن الأطفال الذين ينشأون مع الحيوانات الأليفة في المنزل يعانون من الحساسية بشكل أقل. ويمكن تمثيل هذا الأمر بفكرة أن الأطفال الذين لا يتعرضون للجراثيم والمؤثرات الضارة في صغرهم، يمكن أن يواجهوا مشاكل مع هذه الأمور عندما يكبرون
عادة مص الأصبع سلبية أم إيجابية
غالبا ما يحاول الآباء إقناع أطفالهم بالتوقف عن هذه العادة والتخلص منها، ولكن في الواقع قد تكون مفيدة، وعادة ما يتوقف الطفل عن ممارستها بشكل طبيعي. الشيء الوحيد السلبي في هذه العادة هو دخول الطفل لأنواع مختلفة من البكتيريا إلى فمه عند مص إصبعه، ويتعرض للعديد من الأنواع الضارة من الجراثيم، ولذلك قد يقوي مناعته ويقلل خطر الإصابة بالحساسية في المستقبل
وعند بلوغ الطفل العمر المناسب ودخوله إلى روضة الأطفال ولا يزال يقوم بعادة مص الإصبع، يمكن ان يشعر الطفل بالتنمر او المضايقة بسبب هذه العادة. يجب حينها التحدث مع الطفل والشرح له أن الأطفال يشيرون إلى الإجراءات المختلفة والتي تكون اعتيادية بالنسبة لهم، لا يجب الضغط على الطفل بالتوقف عن ممارسة هذه العادة، بل يجب التحدث معه عنها، بعد ذلك سيقوم الطفل من تلقاء نفسه بالتوقف عن ممارسة تلك العادة