لماذا يعطس الناس ؟
هناك الكثير من العمليات الفسيولوجية والوظائف المختلفة التي يقوم بها الجسم يوميا وأصبحت مألوفة وشائعة ليس لدينا أي غرابة أو خطورة، بل أصبحت جزءا من حياتنا اليومية وعادية، وغالبا ما نتجاهل فوائدها وأهميتها للجسم. من هذه العمليات، العطس الذي قد يحدث بشكل طبيعي نتيجة استنشاق بعض المواد ذات الرائحة النفاذة، أو بسبب الإصابة ببعض الحالات المرضية، أو التعرض للمواد المهيجة، وغيرها من الأسباب الأخرى .
لماذا تعطس
المقصود بالعطس هو عملية خروج قدر من الهواء من الجهاز التنفسي بشكل مُفاجئ وبدرجة قوة كبيرة جدًا عبر كل من الأنف والفم معًا ، ودائمًا ما يحدث العطس كنتيجة لتعرض الأنف إلى بعض المواد المُهجية ، وبالتالي يحدث العطس للتخلص من هذه المواد ، وقد يحدث بسبب استثارة الخلايا العصبية في التجويف الأنفي أيضًا .
تحدث عملية العطس بشكل غير إرادي وبغض النظر عن الإرادةالبشرية، نظرًا لاستجابة الأعصاب في منطقة الأنف للمواد المحفزة بشكل غير إرادي، ولذلك يكون من الصعب في كثير من الأحيان السيطرة على هذه العملية .
تشير بعض الإحصاءات العلمية إلى أنه عندما يعطس الإنسان مرة واحدة، تنطلق ما يقرب من مائة نوع من الميكروبات والجراثيم الضارة والجسيمات الغريبة بسرعة كبيرة تصل إلى مائة ميل في الساعة، للتخلص من الضغط الجوي وعدم عودتها مرة أخرى إلى الجسم .
عدد العطسات الطبيعية
في الكثير من الأحيان لا يعطس الإنسان عطسة منفردة، وإنما قد يعطس مرتين أو ثلاثة مرات أو أكثر بشكل متتال، وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يزعج البعض، إلا أنه بالحقيقة يساعد بشكل كبير على التخلص من المواد التي تثير حساسية الأنف، ويساعد الإنسان على التخلص من كميات كبيرة من الجسيمات الغريبة والضارة والميكروبات عن طريق دفعها بقوة خارج الجسم .
عندما يعطس الإنسان مرة أو مرتين، فإن هذا يعتبر طبيعيًا جدًا، وهو مجرد محاولة من الجسم للتخلص من بعض المواد الضارة، ولا يدل على أي حالة مرضية .
في حالة العطس ثلاث مرات متتالية أو أكثر، فإن ذلك يشير إلى وجود بعض المشكلات الصحية مثل التهابات التجويف الأنفية والممرات التنفسية وأمراض الجهاز التنفسي ونزلات البرد، أو تعرض الجسم لمسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح أو شعر الحيوانات التي يتعامل معها الإنسان بشكل مباشر. قد يكون سببا لذلك أيضا التدخين أو التعرض المفرط للغبار أو استنشاق الدخان أو أي عوامل تلوث أخرى تثير الأنف .
العطس الضوئي
هناك أنواع مختلفة ومُتعددة من العطس ؛ حيث أشارت التقارير والدراسات والتجارب السريرية إلى أنه يوجد عدة أنواع من العطس وهي ليست مقرونة دائمًا باستنشاق المواد المُهجية للأنف ؛ بل إن بعض الأشخاص دائمًا ما يتعرضون إلى نوبات العطس عند التواجد في ضوء الشمس لوقت طويل ، وهي حالة تُعرف باسم (العطس الضوئي المنشأ) ويُصاب بها نسبة تتراوح بين 20 إلى 35 % من سكان العالم ، حيث أنها تكون حالة وراثية في الكثير من الأحيان والمسؤول عنها هو العصب الثلاثي Trigeminal Nerve .
نظرا لأن العصب الثلاثي يمتلك العديد من النهايات العصبية المتصلة بالجمجمة والجلد، فإن وصول الغبار إلى الأنف أو بالقرب منه يؤدي إلى استثارة هذه الأعصاب وإرسال إشارة عصبية منها إلى المخ مما يؤدي إلى حدوث العطس، وهذا يحدث بالضبط مثل العين عند التعرض للمواد المهيجة مثل النشادر أو البصل. ومع ذلك، لأسباب غير معروفة حتى الآن، تستجيب هذه النهايات العصبية عند تعرض العين للضوء الساطع أيضا وترسل إشارة إلى المخ ويحدث العطس، وهذا لا يشكل مشكلة صحية ولكنه مزعج في بعض الأوقات، خاصة أثناء القيادة أو العمل في ضوء الشمس .
كما أن بعض الأشخاص يتعرضون كذلك إلى نوبات العطس المتكررة عندما تكون بطونهم ممتلئة ، وهذه الحالة يُطلق عليها اسم Snatiation ـ .
فوائد العطس
هناك عدد كبير من فوائد العطس ، مثل :
– يساعد على الوقاية من الأمراض والتخلص منها، لأنه عندما يعطس الشخص يطرد عددًا كبيرًا جدًا من الجراثيم والميكروبات الضارة خارج الجهاز التنفسي .
يساعد العطس على الوقاية من التهابات الأنف والجيوب الأنفية والجهاز التنفسي بشكل عام .
يُساعد العطس أثناء الإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي على تنقية الممرات التنفسية والتخلص من الآلام، ويساعد أيضًا على تسريع عملية الشفاء .
– وأشارت بعض الدراسات أيضا إلى فوائد العطس في تنشيط الدورة الدموية وتعزيز الصحة بشكل عام، وخاصة عندما يحدث بشكل طبيعي .
العطس لا يحدث أثناء النوم
عندما يصاب أي شخص بنزلات البرد أو الإنفلونزا أو غيرها، يتعرض دائمًا للعطس المتكرر بسبب الاحتكاك بين الخلايا العصبية والشعيرات داخل الأنف، وترسل إشارة إلى المختُفيد بوجود دخلاء، وبالتالي يُطردون عن طريق العطس .
في حالة النوم، تكون أغشية الأنف في حالة استرخاء، وبالتالي لا يحدث احتكاك بين شعيرات الأنف والخلايا العصبية .
وقد أعزى العلماء ذلك إلى أن رد الفعل اللا إرادي للجسم يتعطل أثناء ساعات النوم ، وهذا قد ينتج عنه الإصابة بشلل جزئي أو ما يُعرف بالجاثوم ، وبالتالي لا يتفاعل الإنسان مع أحلامه ولا يؤذي أي شخص جواره أثناء نومه ، وبذلك ؛ فإن إشارات رد فعل الجسم تتعطل أثناء النوم وهذا يُفسر عدم تعرض المريض إلى العطاس أثناء نومه .
حقائق عن العطس
يُعد العطس من الأمور التي شهدت الكثير من الخرافات والمعلومات الخاطئة والمغلوطة منذ القدم، ومن أهم المفاهيم الخاطئة حول العطس هي:
فتح العينين أثناء العطس لا يؤدي إلى خروجهما، وهذا خطأ تمامًا ولا يُفسر سبب غلق العين أثناء العطس، حيث أن بعض الأشخاص يمكنهم العطس وأعينهم مفتوحة دون أن يتعرضوا لأي ضرر، حيث أن العيون تحتوي على عضلات خاصة بها ولا يمكن للعكس أن يؤثر عليها .
إن من المفاهيم الخاطئة المنتشرة أيضا أن كتم العطس يؤدي إلى الشلل والوفاة، ولكن في الحقيقة، يحمل العطس فوائد صحية متعددة، وكتم العطس يمكن أن يؤدي إلى فقدان الإنسان للعديد من تلك الفوائد الصحية، وقد ينتج عنه تأثيرات سلبية على طبلة الأذن، ولكن كتم العطس لن يؤدي إلى الشلل أو الوفاة كما يعتقد بعض الناس .
يعتقد البعض أن الإنسان هو الوحيد الذي يعطس، ولكن الحقيقة هي أن العطس هو صفة تتواجد عند بعض الحيوانات مثل الدجاج والكلاب والقطط وغيرها. وتتمثل الفوائد التي يحصل عليها الإنسان من العطس في طرد الميكروبات والسموم بعيدًا عن الجسم، وهذه نفس الفوائد التي يحصل عليها الحيوان في طرد الميكروبات والسموم بعيدًا عن جسده .