لماذا يخاف الجن من الملح

هل يخاف الجن من الملح

المخلوقات المسماة “الجن” هي مخلوقات خلقها الله، وليس لدينا الكثير من المعرفة حولها، والمعلومات المتاحة تأتي من ثلاث مصادر: ما أفاد به الله في الكتاب الكريم، أو ما أفاد به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أو ما أفاد به الرقاة الذين يعتمدون على تجربتهم وإيمانهم الثابت، ومن الضروري عدم الاعتماد على ما يقوله السحرة والدجالون

لا يوجد دليل ديني شرعي يفيد بوجود علاقة بين الملح والجن، سواء كانت تلك العلاقة علاقة حب أو كره أو خوف أو ضيق. ولا يمكن قول أي شيء عن أي مشاعر للجن تجاه أي شيء ما لم يتم ذكر السبب والدليل. ومع ذلك، يشير بعض الرقاة إلى أن الملح له تأثير سلبي على الجن وأنه يؤذيهم، وهذا هو خلاصة قولهم في أمر الملح بالنسبة للجن

وعلى ذلك فلا دليل على خوف أو كره الجن للملح، وعلى المسلم ألا يعتقد في الملح ولا في غيره أي قدرة، أو مقدرة على دفع ضرر أو جلب منفعة من أي نوع، وأن يكون اعتقاده الكامل التام في الله وحده سبحانه وتعالى، وليس في منفعة، أو ضرر من مخلوق من مخلوقات الله ضعيف، بل هو أضعف من الإنسان نفسه.

يمكن اللجوء للدعاء إلى الله والاقتراب منه وقراءة القرآن الكريم وحفظ الأذكار والاستعانة بالرقية الشرعية المكتوبة أو المسموعة، كوسيلة للحصول على الحماية من الجن والشياطين

ومن أكثر ما يحصن من الجن هو القرآن الكريم والأذكار، والحفاظ على الأذكار له مفعول كبير في دفع الأذى والضرر من أمور كثيرة، منها الشياطين والجن، ومن الفواجع والمصائب وغيرها، إلا ما شاء الله وقدر على الإنسان، ومما يحصن الناس من كل شر خفي من شياطين وجنة هو آية الكرسي.

 ورد فيها قول أبي هريرة: رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بحفظ زكاة رمضان، فأتاني شخص يحثو على الطعام، فأخذته وقلت لأرفعك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال: أُعلِّمك بعض الكلمات التي ينفعك الله بها. فقلت: ما هي؟ فأجاب: عندما تذهب إلى فراشك، اقرأ هذه الآية: `الله لا إله إلا هو الحي القيوم` حتى تنتهي الآية، فإنها ستجعلك على حفظ من اللهتعالى ولا يقربك الشيطان حتى تصبح.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك الليلة ؟ قلت : يا رسول الله علَّمَني شيئاً زعم أن الله تعالى ينفعني به ، قال : وما هو؟ قال : أمرني أن أقرأ آية الكرسي إذا أويت إلى فراشي ، زعم أنه لا يقربني حتى أصبح ،  ولا يزال عليَّ من الله تعالى حافظ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، ذاك الشيطان . رواه البخاري

يتم تداول فكرة بين الناس بأن الجن والشيطان يخافون من الملح، ويعتقد البعض أن هذا يرجع إلى أن الجن هي أيونات سالبة والملح أيونات موجبة فيمكن استخدام الملح لطرد الجن. ومع ذلك، هذا الأمر غيبي ولا يعرف الحقيقة فيه إلا الله.

ما هي الروائح التي يكرهها الجن

يعتقد الناس في بعض من الأشياء التي تساعد على دفع الجن، وطرده، سواء كان أشياء صلبة مثل الحديد، أو مواد مثل الملح، أو حتى غازات منبعثة من بعض الروائح، وهذا الاعتقاد ليس مؤكد إن كان البعض قد بناه على جهل الدجالين، واستغلال خفة بعض الناس، أم كان عن تجارب حقيقية لبعض الرقاة، وعلى كل فالمهم في الأمر الاعتقاد أن لا يكون في غير أن الخير ودفع الضرر بيد الله وحده.

يرى بعض الناس أن المسك، بما في ذلك أنواع المسك الأبيض والأحمر والأسود، هو عامل مساعد لبعض المشعوذين، على الرغم من أن الشيوخ والعلماء الكثيرون لا يفضلون شيئا سوى الرقية باستخدام القرآن الكريم فقط

وما ورد من  كلام النبي صلى الله عليه وسلم، مع التأكيد أن بعض الرقاة المتوكلون على الله المعتقدون في الله وحده قد جربوا بعض تلك الروائح والاستخدامات، وأفادوا بحسن تأثير تلك الروائح على الشياطين من الجن، وأنهم يتأذوا من تلك الروائح، مما قد يدفعهم مع وجود الرقية الشرعية، في الابتعاد والهروب.

الزعفران والمسك الأبيض أو الأسود وغيرهما، يعدان أمورا مساعدة، يستخدمهما بعض من يرقى ولا يستخدمهما البعض الآخر، وهذا يعني أنه لا مانع من استخدامهما، لأن بعض الرقاة الذين يستخدمونهما يضعونهما في الماء

وفي بعض الأحيان يطلب من الناس أن يغتسلوا في هذا الماء، وقد يطلب أيضا أن يبقوا فيه لفترة، ويقال إن بعض الجن يتأثر بشدة بهذا الماء، ويمكن لبعض الجن أن يترك الجسد أو المكان بسبب خوفهم من تلك الروائح، مما يجعلهم يضطرون للمغادرة

مع وجوب العلم أن الله وحده كافي عباده الشرور، وكلام الله تعالى وكلام نبيه محمدٍ صلى الله عليه وسلم وما يشير له العلماء من الرقية الصحيحة التي ليس فيها أي تعارض مع الوحي والنصوص من الكتاب والسنة، والرقية الشرعية قد ثبت بعضها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها عن الصالحين.

فوائد رش الملح على باب المنزل

تنتشر بين الناس عادة وفكرة عن الملح في المنازل، وهي أن يرش الملح على عتبة البيت من الخارج أو الداخل، أو يرش الملح وينثر أمام الباب، وهم يعتقدون في ذلك فائدة، سواء بجلب ما يسمى بطاقة إيجابية، أو دفع الشياطين والجن، أو منع الأذى، وغير ذلك من المعتقدات التي تتعلق بالغيبيات ومخلوقات الله غير البشر

ويقول العلماء في ذلك أنه إذا قام شخص بتقليد ذلك الفعل، يجب عليه أن يتوقف عن الفعل بسبب خطورتها وعدم التوجه إلى ما يفيد أو يضر في هذه الحياة بدون توجيه من الله، وبدون دليل ديني صحيح. ومن الأفضل للمسلم أن يتجنب كل ذلك، والعلماء لا يعلمون بشكل قاطع ما يمكن أن يفيد في طرد الشياطين والحسد وأمور أخرى مثل الملح، سواء كانت في الدين أو التجارب أو بالعقل، بل يجب عدم استخدام أي شيء أو سبب غير شرعي للاعتقاد بطرد الجن والشياطين من المنزل

حكم رش الملح في زوايا البيت 

يعتقد بعض الناس، وخاصة النساء، أن الملح يساعد على طرد الشياطين من المنزل إذا وضع في أركان وزوايا البيت، كما هو الحال مع العديد من المعتقدات الأخرى التي يعتقد الناس فيها أنها تستطيع طرد الشياطين، مثل زيت الزيتون والحديد وغيرها من الأشياء المادية، والتي لا يجوز الاعتقاد بها

في المقام الأول، يجب على الناس استخدام ما شرعه الله في ذلك، سواء كانت آيات من القرآن الكريم مثل آية الكرسي، أو الاستماع أو قراءة سورة البقرة. فهذه الأمور أكثر فائدة مع الشياطين والجن من التعامل بما لم يحكم به الشرع.

يجب على من يريد تحصين بيته من الشياطين والجن أن يتوب عن الذنوب والمعاصي، وأن يقترب من الله بأداء الفروض التي فرضها الله على الناس، وأن يزيد في النوافل والصدقات، وأن يحفظ نفسه بأذكار الصباح والمساء، وأن يعتمد على الرقية الشرعية، ويؤمن بقدرة الله وعدم وجود معين سواه

وعلى من يفعل ذلك ويرش الملح في الزوايا أن يعلم إن كان اعتقاده القلبي بأن هذا الملح سوف يخلص البيت من الجن أو يطرده، أو يحمي من بالبيت فعقيدته فاسدة، أما إذا كان على يقين أن لا شئ يطردهم سوى كلام الله فقط ويستخدم الملح كوسيلة مجربة من بعض الرقاة فلا بأس ولكن ترك ذلك كله أولى وأوجب عليه.