لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم
هناك تباين في الآراء حول سبب تسمية المتنبي بهذا الاسم، ولكن يقال أن السبب الحقيقي هو أنه كان يدعى النبوة في منطقة بادية السماوة، ولكن صيته انتشر وبدأ يفضح أمره، ولذلك أمر أمير حمص السيد لؤلؤ نائب الإخشيد بالقبض عليه. وبعدما تاب بعد فترة قصيرة، أفرج عنه ومن ثم انضم إلى الأمير سيف الدولة الحمداني، الذي كتب العديد من القصائد الشعرية عنه، وقدم له العديد من الهدايا والجوائز.
نبذة عن المتنبي
اسمه الكامل هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، واشتهر بأبي الطيب الكندي، ولد في الكوفة، وعاش في مكان يسمى كندة، ولذلك ينسب إليها، نشأ المتنبي في الشام، ثم انتقل إلى البادية، وكان الهدف من ذلك الانتقال هو طلب العلم والأدب والبحث عن الشعراء، فتعلم مختلف العلوم العربية المنتشرة في ذلك الوقت، وتميز بالقدرة الكبيرة على ترديد الشعر منذ صغره، فهو يعتبر شاعرا وحكيما، وهو واحد من شعراء اللغة العربية، بالإضافة إلى أنه من مفاخر الأدب العربي، وتميز بالأمثال التي تعود إلى أقواله، وتميز بالحكمة في المعاني الحديثة، بالإضافة إلى أنه من الماهرين في اللغة العربية، وكان متطلعا باستمرار إلى كل ما هو غريب وجديد في اللغة، فإذا سأله أي شخص عن شيء في الأدب، يجب أن يستشهد بأقوال العرب، سواء كانت من الشعر أو النثر.
مقتل أبي الطيب المتنبي
ألقى المتنبي هجاء على ضبة بن يزيد العيني في واحدة من قصائده، وكانت هذه القصيدة السبب الرئيسي في قتله، حيث كانت والدة ضبة أخت فاتح، وعندما سمع فاتح القصيدة، شعر بالحقد والغل تجاه المتنبي وقام بقتله في جبل دير العاقول بعد مغادرته بلاد فارس.
تعتبر تلك الرواية هي الأكثر شيوعًا على الرغم من وجود روايات أخرى تقول بأن سبب مقتل المتنبي هو رؤيته لنفسه مهزومًا وقراره بالهروب، ولكن غلامًا ناداه وسأله كيف يمكنه الهرب وهو لديه العديد من أبيات الشعر، مما جعله يرفض الهروب ويتم قتله في هذا الوقت.
شعر المتنبي والخصائص الفنية به
شكل الشعر الذي قدمه المتنبي واحدا من الصور الصادقة للحياة التي كان يعيشها، مما يشير إلى وجود اضطرابات وثورات مختلفة في عصره، بالإضافة إلى نضج فلسفي، وبالتالي فإن شعره يتناول العديد من الطموحات والرضا والعلم، ويتميز بقوة اختيار المعاني والخيال.
أغراض شعر المتنبي
الوصف: حيث تميز شعره بأنه واحد من السجلات التاريخية، بسبب قدرته الكبيرة على الإبداع في الوصف، بالإضافة إلى وصف المعارك البارزة التي وقعت في عصره. وكان هذا الأمر مميزا أيضا في بلاط سيف الدولة، وفضلا عن براعته في وصف الطبيعة وأخلاق الناس، وتمكن من وصف طموحاته ونفسه.
الحكمة: اشتهر المتنبي بالحكمة في أشعاره المتنوعة، حيث كان شعره يحمل أمثالا تعكس النفس الإنسانية.
لم يهتم المتنبي بشكل واضح بعملية الهجاء، ولذلك جعل من الهجاء الذي يقدمه في أوقات مختلفة العديد من القواعد العامة التي تخضع لمبدأ الخلق، كما استخدم العديد من الألقاب، وكان دائما يلجأ إلى التهكم، وهذا الأمر دفع في النهاية إلى إنتاج هجاء لاذع.
بالإضافة إلى ذلك، يجب ملاحظة أن المتنبي كان من الشعراء الذين كانوا يتميزون بالحساسية والحزن على أي شيء، حتى لو كان صغيرا، وكان يغضب من أصدقائه. وإليكم بعض أهم أبيات شعر المتنبي
يؤلم قلبه من الذين قلوبهم سوء، ويتألم جسده وحالته بالقرب منهم
أحتفظ بحُبٍ قد أمتلكه ولا يُراني، وأدعي حُبَّ سَيفِ الدَّوْلَةِ الأُمَمِ
إذا كنا نحبه لغروره، فليتنا نتقاسم حبه بنفس القدر
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَة “وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
قال تعالى: ”وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ،” [القلم:4] وكان خلقه أحسن الخلقة
فوتُ العدوِّ الذي يمَّمتَهُ ظَفَرٌ في طيِّهِ أسَفٌ، في طيِّهِ نِعمُ
قد يجعلك الخوف الشديد تفقد الثقة في نفسك، ولكن يمكن أن تظهر مهابة لا تمتلكها
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها …أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
كلما رميت جيشاً، انثنى هارباً، وتصرفت بك بشجاعة في آثاره