الماء هو المورد الأكبر على كوكب الأرض، حيث تشكل المياه 70٪ أو أكثر من المساحة الكلية للكوكب. وتتكون مصادر المياه على سطح الأرض من المطر ومياه البحار والمحيطات والأنهار والينابيع والشلالات وغيرها، وكل مصدر من هذه المصادر له خصائصه الفريدة التي تميزه عن الآخرين، ومن بين هذه المصادر، تعتبر مياه البحار هي الأكثر ملوحة، وقد لا يعرف الكثيرون السبب وراء ذلك.
السبب وراء ملوحة البحار
الصخور الموجودة في الأرض هي المصدر الأساسي لملوحة المحيطات والبحار على حد سواء، حيث تحتوي الأمطار التي تتساقط على الأرض على كمية قليلة من ثاني أكسيد الكربون، الأمر الذي يؤدي إلى حموضة الأمطار عندما تتفاعل مع الهواء، وعندما تصطدم تلك الأمطار بالصخور، يحدث تحلل لتلك الصخور وتنحل في المياه على شكل أيونات، وتبقى هذه الأيونات على حالها في المحيطات والبحار ولكنها تختفي في الأنهار.
عندما تبقى الأيونات في المياه لفترة طويلة، فإن النتيجة الطبيعية هي تحولها إلى ماء مالح، وتزيد البراكين والانفجارات التي تحدث في باطن الأرض وتحت البحار من نسبة الملوحة في المياه، إضافة إلى تأثير الرياح على حدوث الملوحة في البحر بالمقارنة بالأنهار.
أهمية ملوحة المحيطات والبحار
إن وجود الملوحة في مياه البحار هو حكمة من الله عز وجل في الأرض، فإذا لم يحدث ذلك لم يكن بإمكان الكائنات الحية التي تعيش في البحار البقاء، وبسبب وجود مساحات كبيرة من الأرض بدون أملاح، فإن تلك المناطق ستتعرض لزيادة البكتيريا التي تضر بالحياة على سطح الأرض، لذا خلق الله عز وجل مياه البحار والمحيطات مالحة لهذا الغرض.
ومن الممكن الاستفادة من نسبة الملح الذي يوجد في البحار والمحيطات من خلال إدخالها في بعض الصناعات الكيميائية كما أنه يدخل في صناعة الأطعمة كما أن محلول الملح من الأشياء الطبيعية التي تدخل في علاج الكثير من المشاكل اليوم منها تنظيف الأسنان والتخلص من الالتهابات بالإضافة إلى التخلص من انسداد الأنف.
البحر الميت
تعد منطقة البحر الميت من بين أكثر الأماكن المائية المالحة الواقعة على سطح الكرة الأرضية، ورغم ذلك فإنها لا تحتضن أي كائنات حية، وعلى الرغم من ذلك يقصدها ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم بسبب فوائدها العلاجية، حيث تستطيع تخليص الجسم من مشاكل عديدة، بما في ذلك الأمراض الجلدية، ويستخدم الطين الموجود على شواطئ البحر الميت كقناع طبيعي يساعد الكثير من السيدات في التجميل.
اختلاف درجات الملوحة بين البحار والمحيطات
وفقا للعديد من الدراسات التي تم إجراؤها على المحيطات والبحار منذ القدم وحتى اليوم، تم التوصل إلى أن محتوى الملح في المحيط الهادئ يصل إلى 35 جراما في كل لتر من الماء، وهو يعادل 3.5٪ من وزن الماء. قد يختلف محتوى الملح في المحيط بشكل عام وفي عدة نقاط مختلفة، كلما اقتربنا من الشاطئ أو ابتعدنا عنه. نسبة الملح غير مستقرة بشكل خاص في تلك المناطق.
نجد أن الأنهار والبحيرات المجاورة للشواطئ التي تتصل ببعض البحار والمحيطات لها تأثير كبير على ملوحة المحيط أو البحر. كما أن المناطق القطبية تتميز بنسبة ملوحة منخفضة بسبب وجود الكثير من الجليد فيها. ومن بين البحار الأكثر ملوحة، نجد أن البحر الأحمر يعتبر واحدا منها، نظرا لأنه يعتبر بحرا مغلقا ويتعرض لدرجات حرارة عالية على مدار العام، مما يؤدي إلى تبخر الكثير من الماء وزيادة ملوحته.
أكثر المسطحات المائية المالحة على مستوى العالم
ووفقا للدراسات التي أجريت على المحيطات والبحار، يوجد عدة مناطق في العالم تتميز بنسبة ملوحة عالية، وتعد بحيرة دون جوان هي الأكثر ملوحة حول العالم حيث تصل نسبة الملوحة فيها إلى 44%، وتقع هذه البحيرة في القارة القطبية الجنوبية، وعلى الرغم من ذلك، فإنها لا تتجمد بسبب نسبة الملوحة العالية الموجودة فيها، وتأتي بحيرة فاندا في المرتبة الثانية بنسبة ملوحة تصل إلى 35%، وعلى الرغم من شهرة البحر الميت، إلا أنه يأتي في المرتبة الثالثة بنسبة ملوحة تصل إلى 33.7%.