لماذا تفتح الشمس لون شعرنا ؟.. بينما تسود بشرتنا
لماذا تفتح الشمس لون شعرنا بينما تسود بشرتنا
تؤثر الشمس على أجسامنا وصحتنا بشكل عام، ولكن الغريب أننا عندما نتعرض لأشعة الشمس قد يصبح لون بشرتنا أغمق، في حين يصبح لون شعرنا أفتح، وهذا يعد ظاهرة غريبة.
ومع ذلك، يرجع سبب هذه الظاهرة إلى كيفية تأثير الأشعة فوق البنفسجية التي تنبعث من الشمس على الجلد والشعر، وتحديدا على صبغة الميلانين الموجودة في البشرة والشعر.
تحتوي الجلد على خلايا خاصة تسمى الخلايا الصباغية وهي تصنع نوعين مختلفين من الميلانين وهما الإوميلانين والفيوميلانين.
اليوميلانين يحتوي على لون بني أو أسود، بينما يكون للفيوميلانين لون أحمر مائل للأصفر، ويحدد كل نوع من الميلانين الذي ننتجه درجة لون بشرتنا وشعرنا بدقة.
تلعب هذه الصبغة دورا هاما في حماية بشرتنا وشعرنا من التأثير الضار لأشعة الشمس، حيث تقوم بتصفية الأشعة فوق البنفسجية التي يمكن أن تؤثر سلبا على صحة الإنسان، حيث يمكن أن تتسبب في تلف الحمض النووي مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة. وتعتبر هذه الصبغة إحدى الأسباب التي تجعل لون البشرة يصبح أغمق عند التعرض لأشعة الشمس، وذلك لأنها تساعد في حمايتنا من الأمراض.
سواد الجلد الناتج عن التعرض لأشعة الشمس يحدث على مرحلتين وليس خلال خطوة واحدة، والخطوة الأولى تكون استجابة فورية بعد التعرض لأشعة الشمس، حيث تتعرض خلايانا للأشعة فوق البنفسجية من النوع ب، وتعرف هذه الاستجابة بـ `سواد الصبغة الفوري`، وهذا التأثير يظهر بوضوح أكبر عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة ويحدث في فترة تتراوح بين دقائق وأيام بعد التعرض للشمس.
أما الخطوة الثانية فتكون أبطأ وتسمى ب” تأخر الدباغة” حيث تحدث تلك الاستجابة في الجلد بعد التعرض للأشعة فوق البنفسجية من النوع a ، حيث تقوم الخلايا بإنتاج الميلانين بكثافة أكثر وأيضًا يتم تكوين مزيد من الخلايا الصباغية، لذلك ينتهي الأمر بتكون خلايا صبغية كثيرة وذات لون أغمق بسبب كمية الميلانين الكثيرة.
الشمس بشكل ذاتي لا تسبب تغير لون الجلد، ولكن الأضرار التي تسببها للجلد هي التي تؤدي إلى هذا التأثير؛ عندما تدمر الشمس خلية جلدية، يتم إفراز مواد كيميائية تحفز الجسم على إنتاج المزيد من الخلايا الصباغية والميلانين، مما يؤدي إلى تغيير لون الجلد.
غالبًا ما يتوقف الجسم عن تنفيذ هذه العملية عند نقطة معينة بواسطة إنتاج مواد كيميائية أخرى.
فيما يتعلق بالشعر، لا يحدث أيًا من ما سبق لأن الشعر هو مادة غير حية، لذلك لا ينتج شعرنا أي دفاعات عند التعرض لأشعة الشمس، ولكن أشعة الشمس تعمل على أكسدة الميلانين الموجود في الشعر فيصبح عديم اللون أو يصبح لونه أفتح، ولذلك يصبح لون شعرنا أفتح عند التعرض للشمس.
لا يعد الميلانين هو البروتين الوحيد الموجود في الشعر، فتعمل الشمس على ضرب البروتينات الأخرى في الشعر، مما يجعله أقل قابلية للتحكم.
والسبب في ذلك هو وجود مجموعة مجموعة كيميائية على الشعر تسمى ثيول، وعندما تكون الثيول غير مؤكسدة ، تنزلق الشعيرات بسهولة عبر بعضها البعض، لكن عندما تؤكسد الشمس الثيول ، فإنها تتحول إلى حمض السلفونيك،وهذا يجعل الشعيرات تميل إلى الالتصاق ببعضها البعض أكثر، لذلك تحصل على تشابك لا يمكن إصلاحه.
عند تأكسد الثيول في الشعر وتحوله إلى أحماض السلفونيك، لا يمكن استعادته، والحل الوحيد هو تطبيق البلسم والانتظار لنمو شعر جديد.
هل الشمس تضر الشعر
إذا تعرض الشعر لأشعة الشمس لفترات طويلة، فإن الأشعة فوق البنفسجية UVA وUVB يمكن أن تتسبب في تلف الغلاف الخارجي لخصلة الشعر، حيث تؤثر على صبغة اليميلانين وتؤكسد الثيول، مما يؤدي إلى جفاف الشعر وتقصفه وتجعده.
فوائد أشعة الشمس للشعر
على الرغم من ذلك، فإن أشعة الشمس لها فوائد للشعر، وينصح الخبراء عادة بالتعرض لأشعة الشمس لفترة قصيرة من وقت لآخر للاستفادة من فوائدها، ومن بين فوائدها للشعر:
- تحفز نمو الشعر
يحتاج الشعر إلى جرعة جيدة من فيتامين د لتحفيز نموه، وفيتامين (د) الذي يتم الحصول عليه من الشمس يمكن أن يساعد في إعادة نمو بصيلات الشعر، حيث إنه يعتبر فيتامينا هاما يحتاجه جسمنا يوميا لمعالجة الكالسيوم والكوليسترول في الجسم.
- يمنع تساقط الشعر
لا يساعد تعرض الشمس لفترات طويلة فقط في تحفيز وإعادة نمو بصيلات الشعر، بل يمكن أيضًا أن يساعد في منع تساقط الشعر عند التعرض للشمس لفترات قصيرة يوميًا، ويرتبط هذا الأمر أيضًا بالحصول على فيتامين د من الشمس.
- القضاء على الفطريات
هناك فائدة أخرى رائعة للحصول على فيتامين د مباشرة من الشمس، حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية علاج الالتهابات الفطرية وحب الشباب الموجود في فروة الرأس.
يتعلق الأمر بأن الأشعة فوق البنفسجية تبطئ نمو خلايا الجلد، مما يجعل من الصعب نشر حب الشباب أو الفطريات.
مدة تعريض الشعر للشمس
ينصح معظم الخبراء بتعرض الجسم لأشعة الشمس قبل أو بعد وقت الظهيرة لمدة 10 إلى 30 دقيقة على الأقل يوميًا، حيث يساهم ذلك في الاستفادة من فوائد الشمس وتجنب مخاطرها.
نصائح السلامة من الشمس
على الرغم من فوائد التعرض القصير للشمس، إلا أنه يجب علينا اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعرض للشمس، وذلك لحماية البشرة من حروق الشمس وخطر الإصابة بسرطان الجلد، ويشمل ذلك تطبيق بعض الإجراءات الواجب اتباعها
- وضع كريم واقي من الشمس
يعتبر واقي الشمس الذي يحتوي على الزنك هو الأفضل لأنه يعمل كحاجز على بشرتك، وتكون واقيات الشمس الكيميائية كذلك فعالة على الرغم من أنها مصنوعة من مواد كيميائية.
تأكد من جعل وضع الكريم الواقي من الشمس جزءًا من روتينك اليومي على مدار السنة، حتى في فصل الشتاء أو الأيام الملبدة بالغيوم، حيث أنك لا تزال معرضًا للآثار الضارة للشمس، واختر حماية من الشمس بمعامل حماية (SPF) لا يقل عن 30.
- تغطية أكبر قدر من الجسم
يجب ارتداء قبعة لحماية فروة الرأس، ويساعد نوع القبعة ذو الأسنان على حماية الأذنين من أشعة الشمس، ويجب ارتداء ملابس تحمي الجسم دون أن يؤدي ذلك إلى تعرض الجسم لدرجات حرارة مرتفعة جداً.
يجب اختيار الملابس المصنوعة من الأقمشة التي تسمح بمرور الهواء، ويمكن شراء ملابس تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، ولكن إذا كنت تقضي وقتا طويلا تحت أشعة الشمس يوميا، فيجب اختيار الملابس التي تحميك من الشمس.
- ارتدي نظارات شمسية
تعد النظارات الشمسية ضرورية لأنها لا تحمي عينيك فقط من آثار الشمس الضارة، بل يمكنها أيضًا حماية الجلد حول العينين من تأثيرات الشمس، ومن الأفضل البحث عن النظارات التي توفر حماية 100٪ من الأشعة فوق البنفسجية.
- تجنب الشمس في أوقات معينة
تكون شمس الظهيرة هي الأقوى خلال اليوم بأكمله، لذلك يجب أن تحاول الابتعاد عن الشمس خلال تلك الفترة التي تمتد من الساعة 10 صباحًا حتى 4 مساءً، حيث تجعلك أكثر عرضةً لخطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية.