تعتبر البراكين ظاهرة طبيعية فريدة ومثيرة للاهتمام، حيث تلعب دورا كبيرا في العمليات الجيولوجية وتؤثر على تاريخ تطور القشرة الأرضية وتشكيلها، وذلك لأن جميع أو معظم أجزاء القشرة الأرضية تأثرت بالعمليات البركانية، كما أن دراسة البراكين تساعد على التعرف على مراكز الزلازل وتعد فرعا من فروع الجيولوجيا ويعرف باسم علم البراكين.
تعريف البراكين
البركان هو عبارة عن المكان الذي تخرج منه المواد الصهيرية الحارة مع الابخرة وكذلك الغازات المصاحبة لها وتكون على عمق من القشرة الارضية، ويكون ذلك عن طريق فوهات او شقوق، وهذه المواد المنصهرة تتراكم او تنساب حسب نوعها وتعمل اشكال ارضية تكون مختلفة منها التلال المخروطية او الجبال البركانية العالية.
أجزاء البراكين
حيث يتكون البركان من ثلاثة اجزاء وهي :
1ـ جبل مخروطي الشكل او ما يسمى بالمخروط البركاني
يتمثل الحمم البركانية في المواد التي يقذفها البركان من فوهته، وقد تكون بعضها أو كلها في حالة منصهرة، ويتكون من حطام صخري أو لافا متصلبة.
2ـ الفوهة
وهي تكون في قمة المخروط عبارة عن تجويف يكون مستدير الشكل تقريبا، واتساعه يتراوح بين بضعة آلاف من الامتار، ويخرج من هذه الفوهة على فترات غازات وكذلك كتل صخرية وحمم ومواد منصهرة( لافا ) وقذائف، ومن الممكن ان يكون هناك اكثر من فوهة للبركان الواحد فتكون ثانوية و بجانب الفوهة الرئيسة في قمته.
3ـ مدخنة او قصبة
تمثل القناة الطويلة الممتدة من الفوهة حتى القاع الرابط بين فوهة البركان وفرن الصهير في باطن الأرض، وهي وسيلة لتدفق المواد البركانية من الفوهة إلى الخارج، وتسمى هذه القناة أحيانا بعنق البركان.
انواع المواد البركانية
حيث ان البراكين حين ثوراتها تخرج حطام صلب ومواد سائلة كالاتي:
ـ الحطام الصخري
وهو ينبعث بسبب الانفجارات البركانية ويكون مختلف الاحجام الانواع، ويكون عادة في الفترة الاولى من الثوران البركاني، وهو يكون منشق من القشرة المتصلبة والتي تنتزع من جدران العنق بسبب دفع اللافا وكذلك المواد الغازية المنطلقة من الصهير بعنف وقوة ، وهو يتكون من مواد تكون مختلفة في احجامها، فمنها القذائف والجمرات، ومنها الكتل الصخرية، والرمل والغبار البركاني.
ـ الغازات
عند نشاط البراكين، تخرج غازات بخار الماء بكميات كبيرة جدًا، وتختلط هذه الغازات مع غبار وغازات أخرى، وتتكاثف هذه الأبخرة وتتسبب في هطول أمطار غزيرة في محيط البركان.
تصاحب هذه الانفجارات وسقوط الأمطار أضواء كهربائية، ويكون ذلك نتيجة لاحتكاك حبيبات الرماد البركاني ولأيضاً للاضطرابات الجوية.
ينفث البركان غازات مختلفة منها الكلورين والنيتروجين والهيدروجين والأكسجين والكربون.
ـ اللافا
تتكون كتل سائلة تخرج من البركان من فوهته ومن خلال الكسور والشقوق الموجودة في جانب المخروط البركاني، وتكون درجة حرارتها بين 100 و1200 م. وتسبب هذه الشقوق والانفجارات والضغط في تشكل كتل الصهير.
تتميز اللافا بمظهر وطبيعة مختلفة بناءً على التركيب الكيميائي لكتل الصهير التي تنبعث منها، وتُقسَّم إلى نوعين:
النوع الاول: لافا خفيفة فاتحة اللون
تكون لزجة بشكل كبير، مما يجعل تدفقها بطيئًا، ومثال على ذلك الحمم البركانية التي ثارت من بركان بيلي في البحر الكاريبي في عام 1902.
تراكمت المادة اللزجة بشدة حتى عجزت عن الحركة، وتراكمت لتشكل برجًا فوق الفوهة بارتفاع يصل إلى حوالي 300 متر، ولكنها تحطمت بعد ذلك بسبب الانفجارات التي تم إطلاقها لإطلاق الغازات.
النوع الثاني: لافا ثقيلة داكنة اللون
تتميز بأنها سائلة متحركة بشكل كبير، إذ تكون لافا بازلتية، وتتشكل كتدفقات على سفوح البراكين، وعندما تنفجر هذه اللافا، تنتشر على مساحات واسعة وتكون هضابا شاسعة، مثل هضبة الحبشة وهضبة الدكن في الهند وهضبة كولومبيا في أمريكا الشمالية.
اشكال البراكين
1ـ براكين الحطام الصخري
تختلف أشكال المخاريط البركانية بناء على المواد التي تتكون منها، فإذا كان المخروط البركاني مصنوعا من الحطام الصخري، فسيكون عاليا وشديد الانحدار بالنسبة لحجم القاعدة، ودرجة الحرارة في الانحدار تصل إلى 30 درجة مئوية، وتتشكل هذه الأشكال في الغابات نتيجة لانفجارات البراكين، وتوجد في جزر إندونيسيا.
2ـ البراكين الهضبية
وهي تكون نتيجة لخروج اللافا وتراكمها حول فوهة البركان،÷ وهي لذلك تكون قليلة الارتفاع بالنسبة لما تشغله من مساحة كبيرة ، وتكون قممها شبيهة بالهضاب محدبة لذلك سميت بالبراكين الهضبية، وهي نتيجة تدفق مصهورات اللافا ذات الحرارة الشديدة والسيولة والتي تكون قد انتشرت فوق مساحات شاسعة، وتكون في احسن شكل في براكين جزر هاوي مثل بركان مونالوا الذي بلغ ارتفاعه ل4100م، وهو شبه قبة فسيحة تنحدر انحدارا سهل هين.
3ـ البراكين الطباقية
وهي واحدة من أشهر البراكين، وتتوسط بين النوعين السابقين، حيث يتكون مخروطها من مواد الحطام الصخري واللافا التي تنبعث عند ثوران البركان.
تتكون على شكل طبقات فوق بعضها، وتتألف من قسمين؛ الأول يتضمن موادًا خشنة والثاني يتضمن موادًا دقيقة، وتتداخل الألياف بينهما على شكل أشرطة قليلة السمك.
يتكون نوع من الصخور البركانية المعروف بالطباقية في بركان مايون، وهو واحد من أكثر البراكين نشاطا في جزر الفلبين حاليا.