المجتمعمنوعات

كيف يتحقق التكيف الاجتماعي

يتحقق التكيف الاجتماعي للفرد داخل المجتمع الذي يعيش فيه مع أقرانه بطريقة نسبية، وذلك يعود إلى الفروق الفردية الموجودة بين أفراد المجتمع الواحد، وتختلف درجات التكيف من فرد لآخر، حيث تؤثر بعض العوامل النفسية والعقلية على التكيف الاجتماعي، وهناك طرق فعالة لتحقيقه .

تعريف التكيف الاجتماعي

التكيف الاجتماعي يشير إلى الجهود التي يقوم بها الأفراد لتكييف أنفسهم مع المعايير والقيم والاحتياجات الاجتماعية الخاصة بالمجتمع لكي يتم قبولهم فيه .

يشير بعض التعريفات إلى أنها عمليات نفسية تتضمن طرق التعامل مع المعايير القيمة والجديدة في المجتمع، وهي واحدة من أنواع العمليات النفسية الأخرى .

الصحة النفسية والتكيف

يستخدم مصطلح `التكيف` في علم النفس عادة لوصف العلاقات الاجتماعية والشخصية وأنواعها المختلفة، ويمكن تفسير التكيف بأنه رد فعل تجاه الضغوط والمطالب الاجتماعية والبيئية التي يتعرض لها الأفراد في المجتمع .

يُعَدّ التكيف الاجتماعي محاولة من أفراد المجتمع للتعامل مع قيم ورغبات المجتمع، والتعامل معها بطريقة تؤدي إلى قبول الفرد في المجتمع. وفي معظم الأحيان، يكون التكيف الاجتماعي إحدى الطرق النفسية لتحقيق التكيف الاجتماعي .

يتمثل التكيف الاجتماعي في توافق الرغبات الفعالة مع الرغبات الانتسابية لتحقيق الفعالية الاجتماعية الطبيعية .

المهارات الاجتماعية

تشتمل المهارات الاجتماعية على عدة قدرات محددة مهمة، مثل السلوك اللفظي والسلوك غير اللفظي والإدراك، بالإضافة إلى العديد من القدرات التي تشكل الأداء الاجتماعي الفعال .

الكفاءة الاجتماعية

تتمثل الكفاءة الاجتماعية في القدرة الشاملة التي يتمتع بها المريض، والتي يمكنه من خلالها التأثير بإيجابية على حالته الاجتماعية .

عدم التأقلم مع الآخرين

تعتبر حالات الإصابة ببعض الأمراض النفسية أو العقلية من أبرز الحالات التي يصعب فيها التكيف الاجتماعي والتأقلم مع الآخرين، ومن هذه الأمراض “الفصام .

الفصام

مرض الفصام من الحالات العقلية المزمنة التي لها علاقة في معظم الحالات بضعف الأداء الاجتماعي ، وتكون الخسائر الاجتماعية من الناس متنوعة أثناء مراحل المرض ؛ وعلى هذا يكون تقييم الأداء الاجتماعي ضرورة مُلحة للتمكن من فهم ، ومعرفة الآثار الاجتماعية لهذا الاضطراب الحادث ، وأيضًا للتمكن من وضع التقديرات التي تتعلق بتأثير العلاجات الطبية ، والعلاجات النفسية ، والاجتماعية ومدى تأثيرها في دعم كفاءة التكيف الاجتماعي ، وذلك من خلال أداء جميع الإجراءات اللازمة .

يعاني الأفراد المصابون بحالات الفصام من ضعف في الأداء الاجتماعي، حيث يعانون من صعوبة في المهارات الاجتماعية والخلل الاجتماعي يعتبر واحدًا من أبرز سمات هذه الحالة .

غالبًا ما تنتج الاضطرابات الاجتماعية عن حالات الفصام في المراحل الأولى من المرض، وتكون العلاجات المضادة للذهان فعالة في الحد من التدهور الاجتماعي، حيث إن ضعف الأداء الاجتماعي يؤدي بدوره إلى زيادة سوء حالة المريض وحدوث حالات الانتكاس .

اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب من الحالات الأخرى التي يظهر بها عجز التكيف الاجتماعي ، ولكنها لا تصل إلى نفس درجة الشدة في ضعف الأداء الاجتماعي مُقارنة بمرضى الفصام ؛ حيث يُعاني المصابون بهذا الاضطراب بنوبات من الاكتئاب ، والتقلبات المزاجية ، والهوس ؛ الأمر الذي يُؤدي إلى ضعف التعامل الاجتماعي .

بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الحالات المرضية الأخرى التي تؤدي إلى ضعف التكيف الاجتماعي للفرد .

عوامل التوافق الاجتماعي

عوامل التوافق أو ” التكيف ” الاجتماعي تتمثل فيما يلي :

الدعم الاجتماعي

وفقا لعدد كبير من الدراسات، تشير النتائج إلى أن وجود نظام اجتماعي فعال يدعم الفرد يعد أحد أهم العوامل التي تقلل من فرص الإصابة بالاكتئاب والقلق. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع هؤلاء الأشخاص بقدرة عالية على مقاومة الشعور بالوحدة وتحقيق النجاح بنسبة أعلى مقارنة بغيرهم. كما يتمتعون بتقدير الذات ويتميزون بالتفاؤل تجاه مستقبلهم. بالمقابل، يعاني الأشخاص الذين يعيشون في نظام داعم غير فعال وغير محفز في جوانب الدعم الاجتماعي المتنوعة، بما في ذلك الجانب المادي والمعلوماتي والانفعالي .

مهارات حل المشكلات

يتم استخدام أسلوب حل المشكلات عندما يحتاج الشخص إلى تطوير خطط لمواجهة متطلبات المجتمع وتحدياته، ويعتبر جزءا من مهارات التكيف الاجتماعي التي تؤثر بشكل إيجابي على النواحي النفسية. إضافة إلى ذلك، يعد من أهم عوامل بناء الثقة بالنفس للأفراد في المجتمع بناء على شعورهم بكفاءتهم واعتقادهم بأن التحديات الجديدة التي تواجههم تتطلب بعض التغييرات

الاسترخاء الذاتي

الحفاظ على صحة نفسية جيدة يمكن أن يساعد الشخص على الاسترخاء بشكل طبيعي وتحسين استجابته للإجهاد والتوتر والتغلب على العوامل السلبية التي تؤثر عليه .

يمكن اكتساب هذا العامل الخاص بالاستجابة للاسترخاء الذاتي من خلال الممارسة والصبر والالتزام بالإرشادات الهامة التي تتعلق بهذا الأمر وفقًا لشخصية الفرد وطبيعته .

الضبط الداخلي

يعتبر قدرة الشخص على ضبط نفسه داخليا في ظروف متنوعة من أهم الصفات التي يتمتع بها الأفراد القادرين على التكيف الاجتماعي بسلاسة. وهناك اختلاف كبير بين الناس فيما يتعلق بمقدار قدرتهم الداخلية؛ فالأشخاص الذين يتحملون المسؤولية ويدركون أن بعض الأحداث التي تحدث لهم تكون خارج نطاق سيطرتهم الشخصية لديهم مستوى عال من الضبط الداخلي. وتتطور هذه القدرة لدى الفرد مع تقدمه في العمر وزيادة خبراته .

هذا بالإضافة إلى أن بعض الدراسات قد أوضحت أن الأشخاص الذين يمتلكون موقع ضبط داخلي هم الأشخاص الأكثر استقلالية ، والأكثر تحملًا للمسؤولية في الأحداث المختلفة ، كما أنهم يتمتعون بصحة نفسية ، وجسمانية ممتازة ، وتميل الأفكار والمعتقدات الخاصة بهم إلى العقلانية ، وذلك مقارنة بغيرهم ممن يمتلكون الضبط الخارجي فقط .

الحديث مع الذات

من أكثر الطرق فاعلية في تخطي الكثير من الأزمات هي طريقة التحدث مع الذات ؛ حيث يُمكن أن تُقدم هذه الطريقة الدعم الفعّال الذي يحتاج إليه الشخص في المواقف الصعبة ، وذلك من خلال أن يذكر لنفسه بالمهارات الاجتماعية الهامة التي يمتلكها ، وأيضًا يُذكر نفسه بقدرته على استخدام هذه المهارات ، والتحكم بها ، بالإضافة إلى بعض جمل التشجيع الذاتي .

الأداء الرياضي

من بين العوامل التي تساهم بشكل كبير في تعزيز التكيف مع المجتمع هو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ حيث تساهم الرياضة في التخلص من الضغوط النفسية والتوتر والقلق، وتعزز أيضا فاعلية التحكم الذاتي .

تزيد هذه العادة من استفادة الجسم من الأكسجين، كما أنها تعزز الشعور الإيجابي تجاه الذات وتساعد الشخص على قبول نفسه، مما يؤثر بشكل إيجابي على تفاعله مع الآخرين في المجتمع بطريقة فعالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى