كيف كان حال الجزيرة العربية قبل توحيدها
أحوال شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام
كان وطني قبل التوحيد حيث كانت الحالة سيئة جداً من حيث الضعف الديني والتفكك السياسي، فكانت الحاجة ملحة لإصلاح شامل في جميع الجوانب، وكانت الأوضاع في تلك الفترة الزمنية كالتالي:
الوضع السياسي في الجزيرة العربية قبل التوحيد
تم تقسيم الجزيرة إلى عدة مشيخات وإمارات، وتحكمت الأسس القبلية فيها، حيث يتحكم رئيس القبيلة بالسلطة الكبيرة ويكون بمثابة القاضي لهم، ويدير الأمور الاجتماعية والسياسية مع مساعدة مجلس استشاري.
لكن الأمور تخضع لإرادة شيخ القبيلة وحده، ويجب الخضوع والولاء له، وربما كانت التحالفات المتنوعة والمتعددة هي العائق الرئيسي لإنشاء دولة سيادية، ولذلك كان من المستحيل إنشاء دولة مركزية.
القبيلة تتنافى مع تأسيس دولة حديثة، وهذا هو ما يمارس في شبه الجزيرة العربية بشكل عام وفي عسير ونجد بشكل خاص، ويمثل جمع تلك القبائل في دولة واحدة طفرة كبيرة نحو التقدم، ويحول ولاء القبيلة للدولة الحديثة.
لعب الملك عبد العزيز دورا أساسيا في توحيد هذه الفرقة وتأسيس دعوة إصلاحية تعتمد على الشريعة الإسلامية والاندماج السياسي للدولة والتخلي عن جميع الأفعال والظواهر القبيحة.
عندما كانت شبه الجزيرة العربية مقسمة وفقًا للنفوذ الاقتصادي أو السياسي أو الديني، كان الحجاز له مكانةٌ دينيةٌ هامةٌ للحفاظ على الحرمين الشريفين من التمدد البرتغالي، وكان وسط البلاد مهتمًا بالجانب الاقتصادي فقط، فيما تم تقسيم الجهات الشرقية والجنوب الغربي للبلاد، مما يدل على تفكك الدولة.
النواحي الاجتماعية في الجزيرة العربية قبل التوحيد
غلب على شبه الجزيرة العربية طابع القبيلة، فهناك قبائل استقرت في الحضر وشكلت ما يعرف باسم الحضر، أما البعض الآخر من القبائل فاستمروا على حالة البدو وأطلق عليهم اسم البدو.
ولكن على كل حال فالبدو والحضر كانوا على علم بأصولهم القبلية، لأن ذلك يعتبر مصدر للفخر والذاتية وإن كان أستقرار الحضر بالمناطق الحضرية قد غير من بعض الأنشطة الاقتصادية لهم لكنه لا يؤثر على أصلهم القبلي مصدر الانتماء والفخر، ويعد ذلك أمرا طبيعيا في ظل عدم قيام الدولة التي يكون له سيادة على أرضها.
الولاء يعتمد على الوحدة الاجتماعية والاقتصادية، والقبيلة هي التي توفر احتياجات الفرد الذاتية في غياب التنظيم السياسي أو الدولة. ظهرت هذه القبيلة في نجد وعسير، ولكنها كانت مختفية في منطقة الحجاز لأنها كانت مفتوحة على العالم الآخر من خلال قوافل الحج التي تأتي لزيارته من جميع دول العالم.
كان هناك اجتماع عالمي سنوي يحضره الآلاف من المسلمينويتم الاجتماع بينهم بالمدينة المنورة ومكة المكرمة، وكان المشاركون في الاجتماع يتحدثون لغات مختلفة ويمتلكون ثقافات متنوعة، وهذا جعل سكان الحجاز أكثر تحضرًا وحضاريةً .
الجزيرة العربية قبل التوحيد من الناحية الاقتصادية
كان سكان الحضر يمارسون الأعمال التجارية في الواحات والقرى والمدن، وكانت المجموعة الكبيرة من سكان الحضر يمارسون النشاط الحرفي واليدوي وليسوا مرتبطين بالقبيلة.
كانت تربية المواشي والرعي من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية للبدو، كما كان الهجوم على القوافل التجارية التي تمر على طريقهم أو الغزو بعضهم لبعض هو نشاطهم الآخر المعتمد.
يجدر بالذكر أن الحضر سعوا إلى الاستقرار والنظام وسيادة القانون، حيث يتطلعون إلى تحقيق الأمن والسلام في منطقتهم، وذلك يساعدهم على تحقيق النجاح في النشاطات الزراعية والتجارية.
كان الاستقرار والسلم لا يحقق طموح البدو، فكانوا يميلون للمباغتة والغزو، وكان نشاطهم غير مستقر تمامًا، مما جعل عدماستقرار الأوضاع هدفًا أساسيًا لهم .
الديانات في شبه الجزيرة العربية قبل التوحيد
انتشر الفكر الديني بشكل كبير في شبه الجزيرة العربية، وتنوعت الاعتقادات الدينية. وكانت اليهودية والنصرانية حاضرتين في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، حيث بني كل منهما طقوسا خاصة بديانته، ومارس كل اعتقاد عبادته وأتبع المشروع الفكري الخاص به .
لعب الاعتقاد الديني دورًا في النظام السياسي والاجتماعي في تلك المنطقة، وأدى ذلك إلى تبعات مهمة في العلاقات المادية والاقتصادية، وكذلك في العلاقات الفكرية والدينية.
في الحقيقة، عرف العرب الله منذ القدم وكانوا يقدسونه ويعتبرونه إلها واحدا. وكان الألوهية معروفة لدى الناس قبل ظهور الإسلام، وقد كانت تجمع جميع البشرية. ومن الجدير بالذكر أن الأقوام العربية كانت تؤمن بالله كإله واحد، إلا أنهم انحرفوا عن الطريق الصحيح وانتهكوا التوحيد بالشرك بالله .
العقيدة اليهودية بشبه الجزيرة العربية قبل التوحيد
انتشرت تلك الديانة في عدد من القبائل التي تعيش بعيدًا عن مكة، مثل بنو ثعلبة وبنو النضير وبنو قريظة وبنو حارثة وغيرها، ودخلت بعض القبائل الدين اليهودي، ويتضح ذلك من التراث التاريخي وبعض النقوش .
يعتقد أن الخزرج والأوس قد تحولوا إلى اليهودية قبل ظهور الإسلام، وعلى الرغم من ذلك فإنهم قاتلوا اليهود في قريظة وخيبر، ولكن هذه الديانة لم تنتشر بشكل كبير في شبه الجزيرة العربية.
يعتقد اليهود أن الإله المعبود لهم هو يهوه، ولذلك ظهرت لديهم فكرة أنهم شعب الله المختار، مما ساعدهم على تعزيز فكرة العنصرية لديهم.
عاش اليهود في شبه الجزيرة العربية معزولين، وكانت اهتماماتهم بجمع المال والإقراض الربوي ونشر الفتن والوقيعة بين الناس، على الرغم من أنهم عاشوا في عدد من المناطق الهامة التي تقربهم من المياه، ودفعوا الجزية لشيوخ القبائل العربية التي كانت تحكمهم في ذلك الوقت.
ومع ذلك، هناك روايات تروي أن اليهود ليسوا من سكان تلك المنطقة الأصليين، بل لجأوا إليها بحثا عن الأمان والاستقرار والمحاصيل والماء، وعلى الرغم من وجودهم في تلك الأراضي، إلا أنهم ظلوا بعيدين عن الكعبة ومكة المكرمة.
وشعرهم في التراث العربي هو موضوع ومزيف، لذا لا يجب أخذ أي شيء يتعلق بهم بجدية أو أنه يؤثر عليهم، إذا كان هناك شعر قليل يعود لهم.
النصرانية بشبه الجزيرة العربية قبل التوحيد
هي ديانة سماوية جاء بها سيدنا عيسى عليه السلام، وانتقلت تلك الديانة بشبه الجزيرة العربية من خلال التجارة مع بلاد العراق والشام، وقد جاء عدد من التجار النصرانيين إلى الحجاز.
عندما انتشرت هذه الديانة، اعتنقها بعض قبائل شبه الجزيرة العربية، مثل طيئ وبنو عمرو وتنوخ وغيرهم، ووصلت هذه الديانة إلى مكة، حيث اعتنقها عدد من الغرباء والعبيد والنازحين.
يعتقد النصارى أن الإله المعبود من قبلهم هو إله جميع البشر، على عكس اعتقاد النصارى الذين يعتقدون أن الإله خاص بهم وحدهم لأنهم الشعب المختار. وعلى الرغم من اختلافهم حول طبيعة السيد المسيح، فإن إلههم إله لجميع البشر.
يذكر أن القرآن الكريم ذكر الخلاف بين اليهود والنصارى في عدد من الآيات، حيث قال تعالى: `وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله`.
أثرت الديانة المسيحية على الفكر الوثني المنتشر في شبه الجزيرة العربية، وعلى الرغم من أن العرب القدماء في العصر الجاهلي كانوا يؤمنون بأن الأصنام هي آلهتهم .
وعلى الرغم من ذلك، كان أهل قريش يعتقدون منذ القدم بأن هناك إله واحد هو الأعظم، حيث حمى أرضهم يوم حاول أبرهة هدم الكعبة المشرفة، وقد دافع هذا الإله عنها وحماها.