كيف حج رسول الله
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الذي فرض على المسلمين، ويجب على المسلمين القادرين عليه أداءه. حج نبينا صلى الله عليه وسلم حجة واحدة فقط في حياته، وهي حجة الوداع، وسوف نتحدث عن تفاصيلها بشكل أكثر تفصيلاً.
كيفية حج رسول الله
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بأداء بعض المناسك أثناء الحج إلى البيت الحرام، وهذه المناسك تعتبر جزءا من واجبات الحج الصحيح.
الاستعداد للحج
عندما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحج، كان أول شيء يفعله هو أنه خطب للناس ليخبرهم أنه ينوي أداء الحج في هذا العام، وقال لهم: `يا أيها الناس، خذوا مناسككم عني، فقد لا أدري إذا كنت سأحج بعد هذا العام أم لا`.
توافد الناس من كل مكان لمشاهدة المناسك التي سيقوم بها الرسول خلال الحج، وذلك لتعلمهم منها؛ وتشمل هذه المناسك:
الإحرام والتلبية والطواف
أول مكان خرج منه الرسول وهو ذاهب إلى مكة هو ميقات المدينة، ميقات ذي حليفة بعد أن استحم وتجرد من الثياب التي تحتوي على خيوط وارتدي لباس الإحرام.
ركب النبي عليه الصلاة والسلام ناقته القصواء ووصل إلى مكة مباشرة، وبدأ في الطواف والتقاط الحجر الأسود، ثم رمى الجمرات في الأشواط الثلاثة ورمى جمرة العقبة، ثم أكمل الأشواط الأربعة المتبقية سيرًا على الأقدام.
عندما ينتهي الرسول عليه الصلاة والسلام من الطواف، يتوجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام ويصلي ركعتين، ويقول ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)).
شرب ماء زمزم والسعي بين الصفا والمروة
ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب من ماء زمزم، وبدأ في شربه، ثم توجه نحو الحجر الأسود وقبله، ومن ثم ذهب إلى الصفا والمروة. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم عن الصفا والمروة قائلا (إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما، ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم).
انتقل بعدها إلى الصفا والمروة وقال “لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، نصر عبده، وأنجز وعده، وهزم الأحزاب وحده”، ثم دعا وكرر هذا الدعاء ثلاث مرات وسار سبعة أشواط في الصفا والمروة.
يوم التروية ويوم عرفة
في اليوم الثامن من ذي الحجة -وهو يوم التروية– خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى منى، وصلى فيها ركعتين لكل من الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وبات فيها ليلة.
في اليوم التالي، ذهب الرسول مع الصحابة إلى جبل عرفات، ولم يدخل الرسول الجبل إلى زوال الشمس، ثم عندما أذن الظهر، ركب ناقته القصواء وانطلق إلى وادي عرنة، وألقى خطبة الوداع للناس.
بعد أن انتهى النبي العظيم من إلقاء خطبة الوداع؛ طلب من بلال رضي الله عنه أن يؤذن في الناس لصلاة الظهر ثم أقام الصلاة وصلى الظهر والعصر جمع تقديم، وظل يدعو على جبل عرفات إلى أن زالت الشمس، وبعدها ذهب إلى المزدلفة وأدى المغرب والعشاء جمع تقديم، وبات ليلة هناك، وذهب إلى منى لرمي الجمرات، وظل يدعو إلى أن فارقت الشمس، ورمى جمرة العقبة، وكانت سبع حصيات، وكبر في كل واحدة منهم.
يوم النحر
بعدما أتم الرسول صلى الله عليه وسلم رمي الجمرات، ذبح بيده 63 بدنة، وأوكل علي أن أكمل ذبح المائة بدنة الأخرى، ثم حلق رأسه من الشق الأيمن إلى الأيسر، وذهب إلى الحرم المكي وطاف طواف الإفاضة على بعيره، ومن ثم ذهب إلى منى وصلى الظهر والعصر، وبات في منى ليلة الحادي عشر.
عندما غابت الشمس في منى ، بدأ رمي الجمرة الصغرى ورمي سبع حصيات ، ثم اتجه إلى الوادي ودعا ، ورمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات ، ثم اتجه إلى الوادي ودعا ، وبعد ذلك انتهى من رمي الجمرات ، وأمر الناس بأداءطواف الوداع ، ثم عاد إلى المدينة.