كيف تأثرت طيور الامازون بتغير المناخ
تعد غابات الأمازون – أكبر غابة في العالم – موطنا للعديد من التغيرات المناخية على مدار العام. تشير العديد من الدراسات التي تناولت تغيرات المناخ هناك إلى أن هذه التغيرات أثرت على العديد من أنواع الطيور التي تعاني من حساسية تجاه تلك التغيرات وتحديدا عندما ترتفع درجات الحرارة في غابات الأمازون. كما أظهرت تلك الدراسات أن هناك أربعة أنواع من الطيور تتأثر جسديا بشدة عند ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف داخل غابات الأمازون.
تأقلم طيور الامازون مع تغير المناخ
أجرت العديد من الأبحاث دراسات حول كيفية تكييف الطيور داخل غابات الأمازون، وأثبتت دراسة أودوبون الوطنية لعام 2019 أن أكثر من ثلثي الطيور الموجودة في أمريكا الشمالية ستكون مهددة بالانقراض بحلول عام 2100 بسبب تغير المناخ في غابات الأمازون المستمر. وأوضح العديد من الباحثين أن هناك 77 نوعا من الطيور المهاجرة التي تعيش داخل غابات الأمازون، وطوال 40 عاما وحتى الآن، فقدت 36 نوعا من هذه الأنواع الكثير من وزنها الأساسي البالغ حوالي 2%
تم الكشف عن انخفاض في متوسط كتلة الجسم للأنواع الأخرى من الطيور الموجودة في الغابة، مما لم يؤثر على نمو أجنحتهم، وأجرى الباحثون الدراسة في فترات مناخية مختلفة مثل:
- خلال فترة انخفاض كميات الأمطار، يرتفع متوسط درجة الحرارة في الغابة.
- خلال فترة هطول الأمطار، ارتفعت درجة الحرارة بمعدل درجة واحدة مئوية.
- ارتفعت درجة الحرارة خلال موسم الجفاف بمعدل 1.65 درجة مئوية.
- خلال زيادة نسبة هطول الأمطار بنسبة 13%
- تحدث انخفاضًا في درجات الحرارة بنسبة 15% خلال موسم الجفاف.
أثبتت الدراسات خلال هذه الفترات أن هناك تغيرات في أجسام الطيور خلال فترة الجفاف.
السبب وراء تغير أحجام الطيور في الامازون
نفذ الباحثون دراسة حول الطيور الغير مهاجرة في غابات الأمازون من أجل فهم تغيراتها المرتبطة بتغيرات المناخ. وقد أظهرت الدراسة أن الطيور التي تعيش تحت مظلات الأشجار لا تتأثر بتغيرات جسدية مقارنة بالأنواع الأخرى، وخاصة في طول الأجنحة. كما أظهرت الدراسة أن أنواع الطيور الصغيرة تحتفظ بالبرودة لفترة أطول، وأن نقص الطعام المتاح، مثل الفواكه والحشرات، يساعد على صغر حجم الطيور، وخاصة خلال فترات الجفاف.
أظهرت الأبحاث أن الطيور ذات الأحجام الصغيرة هي الأكثر قدرة على الطيران، وقال جيرينك، الذي أجرى إحدى الدراسات، إن طيور الأحجام الصغيرة ليست بحاجة إلى الرفرفة بسرعة للطيران، وهذا يعني أن هذه الأجسام الصغيرة تنتج حرارة وطاقة أقل للعثور على طعامها، وأكد البروفيسور وولف، الذي درس تفاعل الطيور مع البيئة، أن طيور الأمازون خلال موسم الجفاف تكون أصغر حجما وتتحرك بشكل أقل مما يؤدي إلى فقدانها للماء بشكل كبير، وأشار جيرينك إلى أن فترات الجفاف هي الأكثر إرهاقا على جميع أنواع الطيور في غابات الأمازون
يحدث تغيير في أحجام الطيور في غابات الأمازون خلال فترة الأمطار، وهذه التغيرات تحدث على الرغم من توفر الماء والطعام بوفرة، وعلى الرغم من أنه من الممكن للطيور التكيف مع درجات الحرارة الأكثر دفئا، إلا أن التغير يحدث خلال هذه الفترة بسبب نوع الطعام وتفاعلها مع البيئة، ولذلك أصبح عدد طيور الأمازون أقل مع مرور الوقت، وتتوقف التغيرات في غابات الأمازون بسبب التلوث الناتج عن البشر الذي يؤثر على جميع المخلوقات الحية الأخرى حول العالم.
سبب تغير المناخ في غابات الأمازون
رغم أن غابات الأمازون بعيدة عن المناطق الكثيفة بالسكان، إلا أنها تحتضن تنوعا حيويا غنيا. والسبب وراء تأثير التغيرات المناخية على التنوع الحيوي في غابات الأمازون هو التلوث الناجم عن النشاط البشري. وعلى الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن الغابات غير متأثرة بالتلوث، إلا أنها تتأثر بشدة. ومن بين العوامل المؤثرة تجد إزالة بعض الغابات نتيجة التلوث الضار لها، وكذلك تسبب التغيرات المناخية الناجمة عن هذا التلوث في تغير هياكل وألوان الطيور المختلفة، ووصفها الباحثون بأنها تظهر بألوان باهتة. كما يشمل التغير أيضا تغير وزن الطيور.
أجريت أبحاث استمرت لمدة أربعة عقود حول دراسة 77 نوعا مختلفا من الطيور في غابات الأمازون. عندما تم حساب أوزان الأنواع المختلفة، تبين أن الأوزان المقدرة أقل من أوزان هذه الأنواع في الثمانينيات. أوضح الباحثون أن هذا التغير يعود إلى تغيرات المناخ، وليس هناك سبب آخر وراء ذلك، ويعزون ذلك إلى التلوث الناجم عن النشاط البشري على مستوى العالم، والذي يؤثر بشكل أساسي على حجم وشكل جميع الطيور في غابات الأمازون.
وقال فيتيك جيرينك عالم البيئة `إن التنوع البيولوجي الأرضي يؤثر على طيور الأمازون وأشار إلى أن الطيور تواجه التهديدات المناخية`. وفقا لدراسة أجريت في عام 2019، تبين أن الولايات المتحدة وكندا فقدت ربع عدد الطيور مقارنة بأعداد الطيور منذ عام 1970 وحتى تاريخ البحث، ويعزى ذلك إلى تغيرات المناخ. وقال بلير وولف، الأستاذ في علم الأحياء بجامعة نيو مكسيكو، إن الطيور ما زالت تتأثر بتغيرات المناخ على الرغم من حماية الأماكن التي تعيش فيها مثل الحجور والأعشاش والكهوف.
أماكن التغيرات المناخية في غابات الأمازون
أثبتت جميع الأبحاث والدراسات التي أجريت داخل غابات الأمازون لمعرفة التغيرات المناخية أن جميع مناطق غابات الأمازون تأثرت بتغيرات المناخ، حتى الأماكن الخالية تماما من وجود البشر، وأثبتت العديد من الأبحاث والدراسات أن التغيرات المناخية في غابات الأمازون تؤثر في عدد الطيور وأحجامها وطول أجنحتها وتقليل العدد الكلي لعدد الطيور، ويزداد هذا التأثير تحديدا في موسم الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في الفترة من يونيو إلى نوفمبر.
وقال Vitek Jirinec وهو عالم في البيئة ” إن حتى الأماكن الموجودة في وسط غابات الأمازون الغير كثيفة بالطيور بها تأثيرات نتيجة لتغير المناخ والأماكن الأخرى الكثيفة بالطيور أصيبت بالعديد من التغيرات العديدة ولكن جميع الطيور أصبحت ذات أجنحة طويلة على مدة فترات طويلة مما أنتج تغيرات فسيولوجية وأنظمة غذائية جديدة.
تم إجراء دراسة على أكثر من 15000 طائر بعد قياس الطول والوزن والجناح، وتم الكشف عن تقلص في أحجام هذه الطيور بنسبة 2% من وزنها الأصلي بعد العمل الميداني، حيث كان وزن الطائر الأصلي المسجل منذ فترة الثمانينات 30 جرام، وأصبح الوزن الأخير بعد التأثر بالتغيرات المناخية 27 جرام، وتم إجراء هذه الدراسة على مجموعة كبيرة من أنواع الطيور داخل غابة الأمازون ومناطق متفرقة داخلها.