كيف تتخلص من الرسوب الوظيفي
يسعى الموظف الطموح الناجح، سواء كان في القطاع العام أو الخاص، دائما إلى إثبات نفسه وقدراته من أجل الترقية إلى وظائف ومناصب أعلى وأفضل وأكثر أهمية. ومع ذلك، قد يواجه بعض الموظفين صعوبة في الحصول على حقوقهم في الترقية لأسباب عدة، بما في ذلك تأخر قرارات الترقية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى الفشل والرسوب الوظيفي .
الرسوب الوظيفي
يتم تطبيق فكرة الرسوب الوظيفي على مجموعة من الموظفين في الوظائف الحكومية في الدولة؛ حيث يعتمد نظام الترقيات وتولي المناصب العليا على تنظيم إداري وقانوني يتحكم فيه بعض الشروط والقوانين والقرارات. وبالتالي، أشار الخبراء إلى أن مفهوم الرسوب الوظيفي يشير إلى بعض الحركات الاستثنائية بين درجات مالية في شركة أو مؤسسة تابعة لحكومة الدولة؛ وذلك بسبب وجود درجة مالية غير مشغولة أو بسبب تأخر كبير في حركة الترقيات. يعتبر الرسوب الوظيفي قرارا استثنائيا يحدث في بعض المؤسسات وقد لا يحدث في العديد من المؤسسات الأخرى؛ حيث يكون مؤقتا فقط وليس دائما. وبالتالي، يختلف عن نظام الترقيات الذي يعني تولي الموظف منصبا أعلى وأكبر بشكل دائم وفقا لبعض الآليات والقوانين والضوابط التي تحددها الدولة في هذا الشأن .
على الرغم من أن نظام الترقية والقوانين التي تحكم تحويل الموظف من وظيفة إلى أخرى يتم تحديدها وفقا للقوانين التي تحكم شؤون العاملين في كل دولة، وهي الأساس المتعارف عليه في جميع مؤسسات العمل الحكومية، إلا أن بعض الحالات داخل بعض المؤسسات يمكن أن تتطلب بعض الاستثناءات، وخاصة في حالة تأخير الترقيات بشكل مفرط وحدوث شواغر في بعض الوظائف داخل المؤسسة؛ في هذه الحالة يتطلب إصدار قرار استثنائي بتعيين أحد الموظفين لتلك الوظيفة .
الفرق بين الترقية والرسوب الإداري
يخلط العديد من الأشخاص بين مفهوم الترقية والرسوب الإداري والوظيفي، على الرغم من أن كل منهما يحمل معنى مختلفًا كثيرًا، وذلك على النحو التالي:
مفهوم الترقية
تحدث الترقية عندما يقوم الموظف بأداء مهام وظيفته بشكل محترف ودقيق وأمين وعالي الجودة، وبعد اكتسابه العديد من المهارات والمؤهلات المطلوبة للمنصب الأعلى مباشرة، على سبيل المثال، يتم ترقية مشرف المبيعات ليصبح مدير المبيعات في بعض الشركات وما إلى ذلك، وبالتالي، لا يتم الترقية إلا إذا كان الموظف ماهرا في العمل ويستحق هذا المنصب الجديد .
الرسوب الإداري والوظيفي
بالنسبة للرسوب الإداري والوظيفي، يشير ذلك أيضا إلى نقل الموظف إلى منصب أعلى، وليس لأنه مهرة وماهر ولديه القدرة على النجاح في هذا المنصب، بل يحدث ذلك بسبب عدم توفر الخبرة العملية اللازمة لهذا المنصب في العديد من المؤسسات الحكومية. يتم اتخاذ قرار الرسوب الوظيفي بنقل الموظف إلى منصب شاغر آخر لا يوجد شخص آخر مؤهل لشغله من الجهة الحكومية المسؤولة عن ذلك، ونادرا ما يحدث الرسوب الوظيفي في مؤسسات العمل الخاصة .
طرق التخلص من الرسوب الوظيفي
يُعد الرسوب الوظيفي والإداري أحد أسوأ صور الإخفاق الإداري داخل المؤسسات العامة ؛ لأن يؤدي إلى تولية أشخاص ليسوا ذو خبرة في مناصب هامة تتطلب القدر الكافي من المهارة والخبرة ، وفي هذا الصدد أشار العديد من خبراء التوظيف إلى أهم الحلول التي يُمكن من خلالها التخلص من هذا الرسوب ، مثل :
-يجب على جميع مؤسسات العمل الحكومية أن تسعى إلى تدريب الكوادر البشرية جيدا على المهام الوظيفية قبل منحهم المناصب؛ حيث أن المؤهلات الدراسية بمفردها لن تكون عامل نجاح في أداء المهام الوظيفية .
-يجب أن يكون هناك نظام سنوي مُحدد للترقيات والحرص على عدم تأخيرها أكثر من اللازم ؛ لأن ذلك ينتج عنه عدد كبير من الأضرار مثل حدوث الرسوب الوظيفي ، إلى جانب إحساس الموظف بعدم التقدير ، وبالتالي ؛ لن يكون لديه دافع إلى إنجاز العمل على اكمل وجه واكتساب المهارات التي تؤهله للترقية .
يجب تشديد الرقابة على حركة التوظيف والترقيات في المؤسسات الحكومية بشكل عام، ومحاسبة المدراء الذين لا يقومون بضبط درجات الترقية بشكل سليم داخل تلك المؤسسات .
-في حالة وجود وظائف شاغرة ، وعدم وجود ذو الخبرة والمهارة لمن يشغلها ؛ لا يكون الحل هنا بنقل أحد الموظفين من أجل إدارة هذه الوظيفة ؛ بل يجب عقد دورة تدريبية مكثفة لعدد من الموظفين المرشحين لتلك الدرجة ، ومن ثم اختيار أفضلهم بشفافية وبناءً على درجة مهارته وخبراته في العمل .
– يعد التراجع الوظيفي واحدا من الحلول الفريدة التي يتم تطبيقها داخل بعض المؤسسات الحكومية، بدون الحاجة إلى اللجوء إلى الترقية التقليدية لتعديل وضع العاملين داخل المؤسسة. في حين أن الترقية تعد شائعة ومستمرة في المؤسسات، يعتبر التراجع الوظيفي حلا مؤقتا فقط، وقد تكون حركة التغيير في الوظيفة ناجحة في بعض الأحيان وغير موفقة في غيرها .
يجب على الحكومات أن تطلب من رؤساء ومدراء المؤسسات الحكومية عمل تصنيف دائم للموظفين وعرض أسماء الموظفين الأكثر كفاءة في تولي المناصب الرئيسية داخل الشركات بشفافية ودون تحيز أو محاباة لأي موظف على حساب آخر .
يجب التسريع في ترقية الموظفين أيضًا للحد من وجود شواغر داخل مؤسسة العمل، حتى لا تضطر المؤسسة في النهاية إلى اتخاذ قرارات الرفض الوظيفي لتعديل وضع أحد الموظفين داخل المؤسسة .
في حالة تعديل وضع فئة العاملين بسبب التأخير في الترقية تحت مسمى الرسوب الوظيفي ، يجب مساعدة هؤلاء العاملين على النجاح في وظائفهم الجديدة وتقديم الدورات التدريبية المكثفة اللازمة لذلك، حتى يكونوا قادرين على أداء عملهم الجديد بأفضل طريقة .
تأثير الرسوب الوظيفي على المؤسسات الخاصة
تعتبر الشركات الخاصة أقل عرضة للرسوب الوظيفي، حيث يختلف نظام الترقيات فيها كثيرا عن المؤسسات العامة، حيث تتطلب الترقية في تلك المؤسسات فقط المهارة والقدرة على النجاح في العمل، ومن ثم صدور القرار من مدير المؤسسة وتنفيذه بشكل لحظي. وبذلك، فإن تلك المؤسسات لا تتعرض للتأخير في الترقيات ولا يحدث بها الرسوب الوظيفي .
على الرغم من قدرة الشركات الخاصة على توظيف موظفين جدد في مناصب ووظائف مهمة بعد تدريبهم المكثف داخل الشركة، فإن التأثيرات السلبية المتعلقة بترقيات الموظفين وفشلهم في المجال الإداري لا تؤثر بنسبة 95٪ على المؤسسات الخاصة. وفي المقابل، تصل نسبة التأثر بفشل الترقية في المؤسسات العامة في العديد من البلدان إلى 50٪ أو أكثر من المؤسسات الخاصة في مختلف مجالات العمل .