تردد الفتاة في قبول الخاطب
– “إذا كنتِ تفكرين في قبول عريس وتشعرين بالتردد، فإليكِ بعض الأمور التي يجب علينا البحث عنها قبل الزواج من شخص ما
- الخلق والدين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وإلا فتكن فتنة في الأرض وفساد كبير”، لذلك يجب على الفتاة أو وليها البحث عن الأخلاق والدين في الخاطب، فالإنسان الذي يملك الدين سيكون كريما ومحترما تجاه زوجته.
- الميل القلبي
وبالطبع، الدين وحده ليس الطريقة الوحيدة التي يجب أن تختاري بها العريس، فالميل القلبي ضروري جدا في الزواج، وذكر في سنن بن ماجه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: `لم ير للمتحابين إلا أن يتناكحا`، وعلى الرغم من ضعف الحديث، إلا أن معناه حسن ومقبول.
وذكر في السنة النبوية أن بريرة مملوكة كانت متزوجة من عبد يسمى مغيث ، ولكنها اشترت حريتها من مالكها، ولم تكن ترغب في الزواج من مغيث ولا نعرف كيف تزوجا أو إذا كانت قد أجبرت على الزواج منه وهي مستعبدة.
بعد أن أصبحت بريرة حرة، قررت أن تفسخ عقد زواجها من مغيث، وهو ما أحله لها الإسلام. ويقول بن عباس إن مغيث كان يتبع بريرة ويبكي حتى تبتل لحيته. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس: ألا تعجب من مغيث لبريرة وكرهت بريرة مغيثا.
ذهب مغيث إلى النبي ليشفع له عند بريرة، فشفع له النبي عليه الصلاة والسلام، فقالت له: أتأمرني يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: إنما أنا أشفع. فقالت له: لا حاجة لي فيه.
النبي عليه الصلاة والسلام لم يجبرها على العودة إلى رجل لا تحبه، وهو رسول الله وقدوة المسلمين. فإن المرأة لديها الحق في أن تشعر بميل تجاه الرجل الذي ستتزوجه طالما أنها لم تتجاوز حدا محددا من حدود الله.
كما يعرف، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعبر عن حبه لزوجته عائشة رضي الله عنها، وهذا يدل على أن الميل القلبي هو أحد الأمور الهامة التي يجب البحث عنها قبل اختيار شريك الحياة .
- المال
حق الفتاة هو أن يكون للعريس أو الزوج المستقبل ما يكفي من المال لتمويل زواجها وإقامة بيت وتوفير حياة كريمة لها، تشبه الحياة التي كانت تعيشها قبل الزواج. بالطبع، المال ليس شرطا أساسيا إذا كانت العروس راضية عن أخلاقها ودينها وتشعر بالميل إليه، وترغب في إكمال حياتها معه، حتى لو كانت ستواجه بعض التحديات في الحياة.
إذا رأت الفتاة أنها لا تستطيع العيش في بيت فقير، فلديها الحق في إخبار وليها بذلك، إما بتوفير ما يكفيها أو برفض العريس، لأن ضيق الحال قد يسبب لها الكثير من الأذى بعد الزواج.
ومع ذلك، فإن الإسلام يحثنا أيضا على الصبر والتمسك بالرزق في النجاح، فقد يكون الشخص لا يمتلك المال، ولكنه يمتلك الطموح والقدرة على السعي الجاد لتحقيق أهدافه في الحياة، لذا لا ينبغي للفتاة أو أهلها أن يعتبروا المال هو الشرط الأول لاختيار الزوج.
- ابحثي عن الأهل والعائلة
تلعب العائلة والأهل دورا كبيرا في حياة الأسرة، سواء كانوا الجدود أو الأعمام والعمات، حيث يعتبرون داعما للأبناء في المستقبل، وفي حالة وجود مشاكل زوجية، فإنه يمكن للزوج والزوجة اللجوء إلى أهلهما لحل تلك المشاكل، لذا إذا كنت تتردد في الموافقة على العريس، فيمكن لقاء أهله للمساعدة في اتخاذ القرار المناسب، سواء بالقبول أو الرفض.
كيف أعرف أن الخاطب مناسب لي
إذا التقيت بعريس وتحدثت معه، يمكنك مراقبة بعض العلامات لمعرفة ما إذا كان هو الشخص المناسب أم لا
- اتركيه يتحدث عن نفسه
في البداية يجب أن تحرصي على الاستماع الجيد لكل ما يقوله، ودعيه يتحدث عن نفسه كثيرًا دون الكثير من التدخل أو المقاطعة في البداية، فإذا أخبرك على سبيل المثال أنه إنسان مزاجي أو عصبي فيجب أن تضعي هذا الحديث في عين الاعتبار، ويمكنك مراقبة ردود أفعاله في بعض المواقف لتتأكدي من أنك ستكوني قادرة على تحمله.
- اخرجوا جميعًا في نزهة
يمكن لعائلتك دعوة عائلة العريس للنزهة ومراقبته أثناء تعامله مع الناس.
- ابحثي عن شخص يمكنك التحدث معه
بعد الاستماع جيدا له في اللقاءات الأولى، يجب عليك التحدث معه في اللقاءات التالية للتأكد من قدرته على الاستماع لك والاهتمام بمشاعرك وأفكارك، وأنه لن يستهين بأفكارك أو مشاعرك أو طموحاتك، وأنك في المستقبل ستكونين قادرة على البكاء على كتفه دون خجل أو خوف من سخريته.
- ابحثي عن الأساسيات المشتركة بينكما
هناك بعض الأمور الأساسية في الحياة يجب أن تتأكدي من أنكما ستتفقان عليها، على سبيل المثال هل يريد عدد كبير من الأطفال، هل يمكن أن ينتقل من البلد التي تعيش عائلتك بها في المستقبل، هل يوافق على أن تكملي دراساتك أو تتابعي عملك بعد الزواج، هل يمكن أن يسافر معك لاستكمال دراستك في الخارج.
هناك بعض الأمور التي يمكن التوصل إلى حلول وسط، بينما البعض الآخر لا يمكن الاتفاق عليه.
- ابحثي عن شخص يجعلك تضحكين
إن الفكاهة تساعدنا على التغلب على صعوبات الحياة، فإذا وجدت شخصًا يجعلك تبتسم حتى عندما لا ترغبين في ذلك، فهذا الشخص يستحق أن تفكري فيه كزوج مستقبلي.
كيف اعرف أن شخص معين من نصيبي
النصيب أمر نتحدث عنه ولكننا لا نستطيع أن نسأل كيف نعرف إن هذا الشخص هو الشخص المناسب لنا، لأن ذلك في الغيب، ولكن هناك طريقة يشرحها لنا النبي صلى الله عليه وسلم وهي صلاة الاستخارة.
الاستخارة تستحب في جميع الأمور، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ومن بين هذه الأمور هو الزواج الذي ينبغي استشارة الله عز وجل فيه. إذا كان هذا العريس هو الشخص المناسب لك، سيوفقك الله عز وجل للزواج به.
إذا كان غير ذلك، فإن المولى عز وجل سوف يبعده عنك.
تعد صلاة الاستخارة ركعتين غير فرضية، ويمكن صلاتها في أي وقت غير أوقات النهي عن الصلاة، ولكن قد يكون من الأفضل صلاتها بعد صلاة العشاء.
في الركعتين من الصلاة، يتلى الفاتحة وأي آيات من القرآن الميسرة. وقبل إتمام الصلاة بالتسليم، يتم ترديد دعاء الاستخارة للزواج، وصيغته هي: “اللهم إني استخيرك بعلمك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من فلان (ويسمى باسمه) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيثما كان، ثم أرضني به.