كيف أحصن نفسي
خلق الله الإنسان بمزيج من الخير والشر، فهناك من الناس من هو خير وهناك منهم من يمتلئ بالشر والحقد والحسد، وخلق الشياطين والجن، لذا يجب على المسلم أن يحصن نفسه من شر الإنس والجن، ولذلك سنعرض لكم طريقة لحصن النفس من شر الإنس والجن.
العين والحسد
كثيرًا ما نسمع عن شخص مُصاب بالعين أو الحسد، وهناك فرق بين المعنيين اللفظيين
العين هي العضو المسؤول عن البصر في اللغة العربية، وهذا المصطلح يطلق على الشخص الذي يحاول معرفة أخبار الغيب والتجسس عليها.
تعريف العين هو النظر باستحسان مشوب بالحسد من شخص خبيث الطبع، ويتسبب هذا النظر في الضرر أو الأذى.
يتم تعريف الحسد على أنه تمني زوال النعمة من الآخر وحرمانها منه، وقد وصف الجرجاني الحسد بأنه `تمني زوال النعمة من المحسود إلى الحاسد`.
الفرق بين العين والحسد
هناك عدة فروق واضحة بين العين والحسد وهي:
الحسد أشمل وأعم من العين.
يحدث الحسد عندما يتمنى الشخص زوال النعمة عن غيره قبل حتى حدوثها، ويتم التركيز بالعين على شيء موجود بالفعل.
يمكن حدوث الحسد حتى في غياب المحسود، حيث يكون العين في عين المعيون وحضوره.
الحسد والكراهية والحقد هي أسباب العين الحاسدة، وقد تكون العين بدون كراهية وحقد.
تأثير الحسد يكون أضعف من تأثير العين.
كيفية تحصين النفس من العين والحسد
هناك بعض الأحاديث النبوية والأدعية والآيات القرآنية التي تقي الإنسان من شر العين والحسد، ومنها:
– (أستعين بكلمات الله التامة من شر ما خلق).
يقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم) ثلاث مرات، فإذا قالها أحد لم يصبه بلاءٌ مفاجئٌ حتى يمسي، وإذا قالها ثلاث مرات عند الصباح لم يصبه بلاءٌ مفاجئٌ حتى يمسى.
كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يعلمنا عبارات نقولها عند الاستيقاظ من الكوابيس: “بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
– ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾[البقرة:109]
– ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾[القلم:51]
– ﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[الفتح:15]
– قراءة سورة الفلق.
– قراءة سورة الناس.
الشيطان وعداوته للإنسان
بدأت قصة عداوة الشيطان منذ بداية الخلق، عندما رفض الشيطان سماع كلام رب العالمين والسجود لسيدنا آدم. تجاهل الشيطان كلام الله وتكبر عليه، وبالتالي غضب الله وطرد الشيطان من عرشه. طلب الشيطان من الله أن يبقيه حتى يوم الدين ليضل عباده ويستمعوا إلى كلام الشيطان. وبالفعل، ترك الله الشيطان وذريته في الأرض ليختبر قوة إيمان المؤمنين.
قال تعالى ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾[الأعراف:16]
﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾[الأعراف:17]
– يأتي هذا الآية من سورة الأعراف، وتعني: “قال: اخرج منها مذءوماً مدحوراً، لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين.
كيفية حفظ النفس من الشيطان الرجيم
هناك عدة طرق يمكن للإنسان تحصين نفسه من الشيطان ومنها:
ينصح بكثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
عند قيام الإنسان بأي عمل، فإن كثرة البسملة قبله تأتي وفق قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ إذا قلت `تعس الشيطان`، يتعظم في نفسه ويقول `صرعته بقوتي`. وبينما إذا قلت `بسم الله`، يتصغر في نفسه حتى يصبح أصغر من الذباب.
يجب الالتزام بأداء الصلاة ويفضل أداؤها في جماعة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الصلاة، وقال “ما من ثلاثة في قرية أو بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية.
ينصح بتجنب البدع والاهتمام بالعلم واتباع سنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الالتزام بقراءة القرآن والعمل بالطاعات والعبادات، واتباع أوامر الله تعالى ورسوله في جميع الأمور التي يفعلها الإنسان.