كيف أتعامل مع المراهق النرجسي
تمثل المراهقة مرحلة صعبة في التعامل معها ، حيث يكبر أطفالك ويبدؤون في التعبير والإفصاح عن رأي ذاتي ، ويمكن للسلوك المتغير والإدراك المتقدم ، أن يقودهم إلى أن يكونوا شيئًا مختلفًا عما كانوا عليه طوال هذه السنوات ، فلا تقلق إذا كان سلوك ابنك المراهق يذخر بالكثير من النرجسية ، لكن خذ بعض النصائح منا وتعامل معها.
النرجسية في سن المراهقة وتعريفها
تشير النرجسية إلى حالة ذهنية، حيث يبدأ ابنك المراهق في التفكير بنفسه ومظهره الجسدي بشكل كبير، ومن الممكن أن يتحول إلى شخصية أنانية دائما يتحدث عن مواهبه ومظهره وقدراته. ويقول الخبراء إن النرجسية في سن المراهقة تتمثل في رغبة المراهق في كسب أموال كبيرة للحفاظ على نمط حياة فاخر، ولكنه لا يرغب في العمل الجاد لتحقيق ذلك، وهذا يؤدي إلى فجوة بين أحلامه واستعداده للعمل، مما يزيد من الاتجاهات النرجسية لدى المراهقين.
النرجسية جزءًا طبيعيًا من نمو المراهقين
يتم استخدام مصطلح النرجسي عادة لوصف شخص مخطئ قليلا، على عكس شخص يعاني من اضطراب شخصية نرجسية وهو اضطراب يمكن تشخيصه، حيث يعاني المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في العمل، بالإضافة إلى أنهم يكافحون من أجل الحفاظ على علاقات صحية وتأثر تعليمهم وتوظيفهم بسبب هذا الاضطراب.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 6 في المائة من الأفراد البالغين ، قد يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية ، ولكن نادرًا ما يتم تشخيصه قبل سن 18 عامًا ، ومن غير المحتمل أن يكون السلوك القليل الذي يركز على الذات من ابنك المراهق علامة على مشكلة أكبر ، فكون المراهق أنانيًا هو جزء من التطور الطبيعي له ، فهو يساعده على الانفصال عن عائلاتهم قليلاً ، وتكوين هويته الفريدة ، ثم يبدأ التفكير الأناني والتركيز على الذات في التلاشي ، عند بلوغ سن 15 أو 16 عامًا تقريبًا.
علامات دالة أن ابنك المراهق نرجسي
- يشعر المراهق أنه أو أنها أفضل من أي شخص آخر ، وهي علامة كلاسيكية تشير إلى النرجسية ، حيث يعتقد المراهق بصدق أنه أفضل من أي شخص آخر ، ولكن قد لا يكون له أي علاقة بإنجازاته الشخصية. وقد يشعر بهذا الشعور بسبب عوامل نمط الحياة ، مثل المنطقة التي يعيش فيها ، والسيارة التي يقودها ، ونوع الملابس أو العلامات التجارية التي يرتديها.
- عند المبالغة في قدراته، قد يبدأ ابنك المراهق في الاستعراض أمام أصدقائه بمواهبه أو الهدايا العديدة التي يمتلكها. على سبيل المثال، قد يخبر الأصدقاء أنه لا يمكن لأحد أن يغني أو يرقص برشاقة مثلما يستطيع هو أن يفعل.
- توقع الحمد والامتنان من كل شخص، بغض النظر عما إذا كان المراهق يستحق التقدير حقًا أم لا. فغالبًا ما يتوقع المراهقون الإيجابية والإشادة بأفعالهم، حتى لو كانت أفعالهم عادية، وفي حالة عدم الاهتمام بأفعالهم الإيجابية، فإنهم يشعرون بالإهانة.
- يجب تجنب عدم اهتمام ابنك المراهق بمشاعر الآخرين، فعندما يسعى ابنك المراهق باستمرار للحصول على الثناء، قد يفشل في التعرف على المشاعر التي يمرون بها الآخرون، وقد يصبح أنانيًا ويشعر بالقلق فقط بشأن نفسه، وبما أن أي شيء لا يتعلق مباشرة به يصبح غير مهم بالنسبة له.
- قد لا يكون ابنك المراهق مثاليًا كما يعتقد البعض، وربما يتسبب رأيه السلبي في التقليل من قدرة أولئك الذين يقل مستواهم الاجتماعي أو الاقتصادي، وقد يتصرف بطريقة وقحة تجاههم.
- إذا كان ابنك المراهق يتغير أصدقاؤه بشكل متكرر، فقد يشير ذلك إلى صعوبة الحفاظ على العلاقات بسبب موقفه النرجسي تجاههم، إذ يتوقع الإعجاب والثناء منهم على الرغم من أنهم أقل شأناً منه، مما يؤدي إلى إحداث فوضى في أي علاقة يكون لها معه.
- يمكن أن يرفض المراهق تعلم أي شيء جديد لأنه يحس بأنه يعرف كل شيء بالفعل وأنه لا يوجد شيء جديد يستحق الاهتمام، ويعاني من شعور مشوه بالذكاء والفكر ولا يريد أن يتعلم أي شيء جديد من أي شخص آخر.
استراتيجيات التعامل مع المراهق النرجسي
للتغلب على هذه المرحلة، يمكن اتخاذ خطوات للمساعدة في التعامل مع المراهق النرجسي، ويمكن لهذه الاستراتيجيات مساعدتك على التأقلم ومعالجة النرجسية لدى ابنك أو ابنتك المراهقة، والتذكير بأن الأرض والعالم لا يدوران حوله.
بناء التعاطف
حان الوقت للتركيز على مساعدة ابنك المراهق في فهم التعاطف على مستوى أعمق، ولذا يجب عليك البحث عن فرص لشرح مشاعر الآخرين وطرح أسئلة مثل كيف تعتقد أن معلمتك شعرت عندما صاح الطالب بها؟ أو كيف كان شعور صديقك عندما ألغيت خططه في اللحظة الأخيرة؟ وعند مشاهدتك للأخبار، ستتذكر المحادثات المنتظمة حول مشاعر الآخرين، وعليك أن تشجع ابنك المراهق على الاهتمام والتعاطف مع الآخرين.
تشجيعه على التطوع
يمكن للتطوع أن يساعد ابنك المراهق على التعرف على موارده، والمساعدة في تخفيف معاناة الآخرين. ففي مرحلة المراهقة، يمكن أن يكون هناك وقت للتطوع في دور رعاية، أو لتعليم الأطفال الأصغر سنا الذين يواجهون صعوبات في المدرسة. لذلك، يمكن تحفيزه على المشاركة في أعمال التطوع، والمشاركة في اختيار بعض أعمال خدمة المجتمع، لأن ذلك قد يساعد على التخلص من النرجسية.
كن قدوة حسنة
أظهر لابنك المراهق أنك ملتزم بمساعدة الآخرين، سواء كنت تتوقف لمساعدة الناس عندما ترون الحاجة، أو تقديم وجبات طعام لجارك المسن كل أسبوع، قم بدمج الخدمة المجتمعية في حياتك اليومية ودع ابنك المراهق يرى فيك قدوة حسنة في التعامل مع الآخرين.
شجع ابنك المراهق على التفكير في البدائل
يفترض المراهق النرجسي أن سلوكيات الآخرين ترتبط بطريقة ما به. لذلك، إذا لم يقم صديقه بالاتصال به، فقد يفترض أن صديقه غاضب منه. أو قد يصر على أن المدرس الذي منحه درجة سيئة لا يحبه. لذا، قم بطرح أسئلة بلطف مثل “هل تعتقد أن هذا هو السبب الوحيد المحتمل لعدم اتصال صديقك مرة أخرى؟.” هذا السؤال يساعد ابنك المراهق على رؤية أنه في حين يكون استنتاجه ممكنا، إلا أن هناك العديد من التفسيرات البديلة الأخرى.
لا تجعل العواقب دائمًا حول الممتلكات المادية
إذا كانت كل عواقب ابنك المراهق تتمحور حول الممتلكات المادية، فقد ينشأ وهو يعتقد أن الممتلكات المادية هي أهم شيء في الحياة. لذا، لا بأس في تقييد امتيازات هاتفه الخلوي أو التخلص من أجهزته الإلكترونية بين الحين والآخر. ولكن تأكد من استخدام عواقب أخرى أيضا؛ على سبيل المثال، اعتبار معاقبته بمنعه من زيارة صديقه خلال عطلة نهاية الأسبوع أو إضافة مهام روتينية إضافية، مثل مساعدته في المزيد من الأعمال المنزلية كعقاب.
الحد من استخدام الإلكترونيات
سوف تحاول العديد من إعلانات الإنترنت والتلفزيون إقناع ابنك المراهق بأنه يحتاج إلى شراء بعض المنتجات المحددة ليبدو أكثر جمالا أو ثراء من غيره، وقد تعزز هذه الرسائل تركيزه على الأمور السطحية. بالإضافة إلى ذلك، يقضي معظم المراهقين الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كان اهتمام ابنك المراهق بالتقاط صور سيلفي مثالية أو تفاخره بأحدث عطلة عائلية. قد تكون وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتعبير النرجسي. يقضي معظم المراهقين في المتوسط تسع ساعات يوميا باستخدام الأجهزة الرقمية، لذا من المهم وضع حدود صحية للاستخدام. يجب أن تشجعه على المشاركة في مجموعة متنوعة من الأنشطة التي يمكن أن تساعده على التخلص من النرجسية والاندماج في المجتمع.