كيف أتأكد من صحة الأحاديث النبوية
يوجد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي نأخذها كمرجع لنا في كل الأمور الدنيوية، ولكن ليس كل ما ينسب إلى رسولنا الكريم من قول أو فعل أو صفة أو تقرير هو حقيقي، ولذلك يجب التحقق من صحة هذه الأحاديث بالرجوع إلى آيات الله، ومن ثم الاستناد إلى أقوال العلماء الذين يوضحون ما إذا كان هذا الحديث صحيحا أم لا .
التأكد من صحة الأحاديث النبوية
اعتنى علماء المسلمين على مدار مراحل التاريخ المختلفة بجمع الأحاديث النبوية الشريفة وتصنيفها وفقاً لعدة معايير ، وذلك من أجل إخراج كتباً موثوقة ومعتمدة تعد مرجعاً للمسلمين في كل زمان ومكان . وعلى كل مسلم أن يدرك مدى أهمية التأكد من صدق الأحاديث الشريفة باعتبارها مصدر تشريع من بعد القرآن و أركان الإسلام الخمس التي جاءت في أحد الأحاديث النبوية الصحيحة :
في حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: “سمعت رسول الله يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان”. وهذا الحديث أخرجه الإمام البخاري. ويمكن بشكل عام التحقق من صحة الأحاديث وفقا لتصنيف العلماء على النحو التالي
الحديث القدسي
هو ما نقله الرسول صلَ الله عليه وسلم على لسان الله سبحانه وتعالى ، أي أن معناه منسوب إلى الله ، ولكنه مع ذلك لا يعد جزاءً من القرآن مثل اية الكرسي على سبيل المثال أو غير ذلك من الآيات المحفوظة ، لأنه لم يأتي بإعجازٍ كإعجاز القرآن الكريم ، كما إنه لا ينقل بالتواتر كالقرآن لذا فإنه قابل للتحريف . ويرجح العلماء هذا الحديث لأنه الأقرب للصواب بما أن لفظه جاء من نبينا الكريم صلّ الله عليه وسلم .
الحديث الصحيح
إن الحديث الصحيح هو الحديث الذي نقل عن الرسول صلَ الله عليه وسلم وفقاً لسند صحيح لا يشيبه خطأً أو شذوذ ، أي إنه نقل عن أصحاب النبي عبر أهل التقوى والصلاح ، إلى جانب أنه لا يخالف ما جاء في القرآن الكريم . ويعد كل من صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، صحيح الموطأ من أهم الأمثلة على هذا النوع من الأحاديث ، لذا يجب قراءتهم بعناية والالتزام بما جاء فيهم من تشريع .
الحديث الحسن
يوجد ذلك القول أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وفقا لسند صحيح، ولكن ذلك القول أقل دقة من الأحاديث الصحيحة، ومن الأمثلة البارزة على هذا النوع من الأحاديث هي أحاديث الجامع والمسند والسنن، ولا يقل هذا التشريع عن التشريع الصحيح نظرا لأنه يحمل المعنى ذاته .
الحديث الحسن لغيره
هذا الحديث قد جاء من راوٍ لا يمكن وصفه بالكاذب، ومن الممكن أن يكون هذا الراوي غير معروف أصلا، أو أن هذا الحديث قد جاء في عدة روايات مختلفة ومن دون سند كامل .
الحديث الضعيف
هذا الحديث لا يشمل أي شرط من شروط الحديث الصحيح، ويعتبر مقطوع السند وغير مضبوط بشكل سليم، وبالتالي فهو يتعارض مع الحديث الصحيح والحديث الحسن. وبالتالي، لا يمكن الاعتماد عليه أو اعتباره مصدرًا للتشريع الإسلامي، خاصةً وأن مصدره غالبًا ما يكون مجهول الهوية .
الحديث الموضوع
الحديث الكاذب الذي يتعارض مع سيرة النبي وما جاء في القرآن الكريم، هو حديث لا أساسله من الصحة تمامًا، ولا ينبغي أن يؤخذ بجدية أو يصدق .