كيفية وضع خطة للحكومة الإلكترونية
تعتبر الخطط أو الاستراتيجيات أساس نجاح أي عمل، وخاصة المشروعات الكبيرة التي تريد الحكومات والأنظمة تنفيذها، أو المشروعات القومية العملاقة التي يرغب الشعب في تنفيذها، وهذه الخطط والرؤى الواضحة ذات أهمية كبرى لمشروع كبير جدا مثل تطبيق وتعميم برنامج الحكومة الإلكترونية.
ومن أجل وضع خطة ورؤية مناسبة لتدشين مثل هذا المشروع وتحديد الكيفية التي سيكون عليها هذا المشروع في فترة مستقبلية، بالإضافة للوضعية المناسبة له من حيث الدور والأهداف، بما يضمن توضيح ماهية الدور الذي يراد لمشروع الحكومة الإلكترونية أن يؤديه في حياة الأفراد والمجتمع والمنظمات والدولة ككل، فإن وضع تلك الرؤية يتطلب تحقيق العديد من الخطوات التفصيلية، وهي :
الخطوة الأولى : لجنة إدارية عليا
يتطلب تدشين مشروع ضخم مثل هذا وجود قيادة عليا مسؤولة عن وضع استراتيجية مشروع الحكومة الإلكترونية على المستوى الوطني، دون الحاجة إلى تفرعات المسؤولية والموافقات عند اتخاذ كل قرار. يجب أن تمنح الإدارة صلاحيات كاملة لإدارة المشروع بجدية وفعالية.
ثانيا : وضع بنود ومهام فرعية
لا ينبغي أن تقتصر أهداف مشروع عملاق مثل برنامج الحكومة الإلكترونية على الأهداف النهائية التي تم وضعها في الاستراتيجية الطويلة للمشروع فقط، بل يتعين أيضًا وضع خطط فرعية للمشروع وتوثيقها بمراحل ومواعيد ومواصفات محددة.
ثالثا : الاستعانة بالخبرات
لا شك أن أية دولة تطلب النجاح وتود البدء بشكل جاد في التطوير التقني والنهوض بالخدمات والمعاملات الإدارية لأقصى درجة، يجب أن تكون مبنية على أسس علمية قوية؛ وهذا ما يستدعي الاستعانة بالجهات الاستشارية والبحثية للمشاركة في الدراسة ووضع الخطط عبر خبرائها ومتخصصيها في شتى المجالات لا سيما المجالات التقنية.
رابعا : الربط الإلكتروني
عادة ما ترتبط البرامج التقنية التي تهدف إلى تطوير النظم الإدارية بربط وتجميع مختلف التعاملات المتعلقة بكيان ما، بحيث تتوفر جميع خدمات الأقسام والإدارات المختلفة داخل نفس الموقع، ويجب فعل ذلك مع برنامج الحكومة الإلكترونية؛ حيث يتم ربط جميع مواقع الحكومة بوزاراتها ودواوينها ومديرياتها وإداراتها وهيئاتها ومؤسساتها الرسمية، مما يؤدي إلى تحقيق التوافق والتكامل بين المعلومات المرتبطة بأكثر من جهة حكومية أو أهلية.
خامسا : عمل بوابة رئيسية
كما أوضحنا سابقا، هناك حاجة لإقامة ربط شامل بين جميع مواقع الحكومة، بما في ذلك وزاراتها ودواوينها ومديرياتها وإداراتها وهيئاتها ومؤسساتها الرسمية. ومع ذلك، للوصول إلى جميع تلك المواقع، يجب أولا تحديد مدخل أو بوابة إلكترونية شاملة تعمل كنقطة دخول موحدة لبرنامج الحكومة الإلكترونية. تعتبر تلك البوابة موقعا موحدا يجمع بين جميع الوزارات والهيئات الحكومية، على الرغم من اختلاف تخصصاتها.
مع التطور التقني، ينصح بإنشاء صفحات رسمية للبوابة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لتسهيل عملية الوصول إليها، ويتطلب ذلك توفير خدمة عملاء على مدار الساعة لاستقبال الاستفسارات والاقتراحات والشكاويات من المواطنين.
سادسا : الاستعانة بالقطاع الخاص
لا شك أن الحكومات تمتلك من الخبرات والكفاءات ما يؤهلها لتنفيذ وتدشين مشروعاتها الخاصة، إلا أنه لا يجب أبدا إهمال التعاون مع القطاع الخاص لما يملكه من خبرات وقدرات كثيرة للغاية علاى عكس ما تمتلكه الحكومة من أشخاص قليلون في بعض المؤسسات، ولابد أن يتم التعاون مع القطاع الخاص من أجل تنفيذ بعض مراحل المشروع، أو المشاركة في بعضها، بما يتمتع به من إمكانيات وحرية إجراءات خاصة في الدول النامية التي نجد القطاع الخاص فيها متفوق كثيرا عن الحكومات ومؤسساتها الرسمية.
سابعا : تدريب المواطن
بالطبع لا يمكن تغيير النظام التقليدي فجأة وتحويله لإلكتروني دونما تعويد المواطن على ذلك، وهناك عدة طرق لتدريبهم كان يتم تعليم التلاميذ والطلاب بالمدارس والجامعات على استخدام البوابة الإلكترونية الجديدة ومطالبتهم بنقل تلك الخبرات لأهلهم وذويهم، أو غير ذلك الكثير من الأفكار.