كيفية معاقبة الأطفال
تعد مرحلة الطفولة الأكثر أهمية في حياة الإنسان، حيث يتشكل شخصيته الحقيقية في هذه المرحلة. لذلك، فإن ما يتعلمه الطفل والطريقة التي يعيش بها في صغره يحددان طريقة حياته المستقبلية. ولذلك، يجب على كل أب وأم تأسيس الطفل بطريقة صحيحة وسليمة، ويجب تجنب استخدام الضرب كوسيلة للتربية لأنها طريقة خاطئة.
فالضرب يترك في نفس الطفل آثارا سلبية تجعله فيما بعد شخصا عدوانيا مع من حوله، لذلك يجب التعامل مع الأطفال بطرق معينة، ويجب أن تعلمي أن معاقبة الأطفال بطريقة صحيحة تأتي بثمار جيدة في حل المشاكل التي يواجهها الطفل فيما بعد، فالطفل لن يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ إلا من خلال والده ووالدته. وعندما تستخدمي الأسلوب الصحيح في تربيته، فإنك تساعدينه في تطوير سلوك صحيح لمواجهة الحياة، بدءا من الأمور البسيطة وصولا إلى الأمور الصعبة.
اولا: الطفل حديث الولادة، ومنذ ولادته حتى عمر عامين، يكون شديد الفضول. لذلك، يجب عليك أن تزيل كل الأشياء، خاصة الأشياء الخطرة، من أمامه. إذا حاول الطفل الإمساك بها، يجب عليك منعه بطريقة بسيطة عن طريق قول “لا” له، أو إخراجه من الغرفة، أو تشغيله بأي شيء آخر. إذا قام الطفل بسلوك غير سليم مثل الصراخ، أو رمي نفسه على الأرض، أو العض أو الضرب، فيجب عليك أن تجعليه يدرك أن هذا السلوك غير مقبول. ثم اتركيه وحده لبضع دقائق ليهدأ. يجب على الأب والأم أن يتصرفا بشكل مثالي وأخلاقي أمام الطفل ليكونا قدوة له.
ثانياً: في سن الطفولة التي تتراوح بين عامين وخمسة أعوام، يبدأ الطفل في استيعاب الفروق بين الثواب والعقاب، وعليك كأم أن تعلميه الصواب من الخطأ، وما يجب عليه فعله وما يجب عليه تجنبه. يجب أيضا عليك أن تخبريه بما يتوقع منه قبل محاسبته وعقابه على أي خطأ يرتكبه، على سبيل المثال إذا قام بكتابة على الحائط لأول مرة، يجب عليك أن تخبريه أن هذا فعل غير صحيح، وأنه يجب عليه تنظيف الحائط وأنه سيحرم من الألوان والأقلام لباقي اليوم. إذا كرر الطفل نفس الخطأ مرة أخرى، يجب عليك أن تذكريه بأنه ارتكب خطأ مرة أخرى وتذكريه بما كنت تتوقعين منه، ثم عقابه بتركه وحده في غرفة خالية من الأشياء لفترة محددة، حتى لا ينشغل بشيء عن التفكير فيما فعل.
ثالثاً: إذا كان طفلك في الفترة العمرية من خمس إلى ثمانية أعوام، فعليك أن تدرك أن عقابه يمكن أن يكون نافعا، لذا لا تتراجع عن موقفك معه وقرارك في العقاب، حتى لا يفقد طفلك الثقة بك، وحذار من التهديدات الوهمية التي يمكن أن تؤثر على طفلك في هذا العمر، فلا تقولين له، على سبيل المثال، إنك ستعاقبينه بحرمانه من الخروج إلى الأبد .
رابعاً: الطفل ما بين التسعة والإثني عشر عاما يبدأ في الشعور بأنه أصبح مسؤولا ويريد الاعتماد على نفسه، ولذلك في هذا العمر يجب أن تعلمي طفلك دائما كيف تكون العواقب للأمور السيئة التي يرتكبها. فعلى سبيل المثال، إذا لم يقم الطفل بأداء الواجب المدرسي، فلا تعينيه، واتركيه يتحمل مسؤولية التكاسل عن أداء الواجب المدرسي، لأن أفضل طريقة للتربية في هذا العمر هي تركه لمواجهة المسؤولية الحقيقية لأفعاله. فعندما يخفق مرة وينجح آخرى، يشعر بنتيجة فعله، ويدرك أهمية الالتزام
خامساً: عندما يصبح الطفل فوق الثالثة عشرة من العمر، يصبح مراهقا ويحتاج إلى معاملة خاصة وضع حدود وقواعد له. لذلك، من المهم أن تضع بعض القواعد له، مثل تحديد وقت عودته إلى المنزل وضرورة عدم التأخر عن الساعة العاشرة مساء، وتحديد مواعيد زيارة أصدقائه، والتأكد من أن ابنك سيتقيد بهذه القواعد، حتى وإن شعر بالغضب، ولا ينبغي التراجع عن تلك القواعد حتى يشعر بسلطتك عليه.