يعاني العديد من الأسر من مشكلة الكذب لدى الأبناء، ويوجد العديد من الأسباب المتعلقة بهذه الحالة، بالإضافة إلى العديد من الحلول الممكنة لها .

ما هى أسباب كذب الطفل ؟
يعتقد معظم خبراء علم نفس الأطفال أن أسباب هذه الظاهرة تعود إلى:
بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، فإن السبب يعود إلى خصوصية خيالهم، حيث يكونون في هذه المرحلة مخصبين بالخيال لدرجة أنهم قد يخلطون بين الخيال والواقع .

يمكن للطفل أن يكذب للحصول على بعض الأشياء التي تساعد على تلبية شعور النقص الذي يشعر به .

يمكن أن يكون الكذب انتقاميًا، حيث يشعر الطفل بالظلم والتمييز مثلًا بينه وبين إخوته أو بينه وبين زملائه فيقوم الطفل بالكذب المتعمد لإلقاء اللوم على إخوته أو زملائه .
يشمل التقليد تقليد الشخصيات الكبيرة والمؤثرة في حياة الشخص .

يمكن أن يكذب الشخص نتيجة للدفاع عن النفس أو خوفًا من العقاب بعد ارتكاب خطأ ما .
يمكن أن يجد الطفل نفسه يعاني من الإهمال من قبل والديه، مما يدفعه للكذب للحصول على الاهتمام والانتباه .

يتمثل الكذب الاستكشافي في أن يقوم الطفل بالكذب لمعرفة ما سيحدث نتيجة كذبه .
يتضمن التضخيم والمبالغة عملية المبالغة والكذب للتباهي والتفاخر .
الكذب المرضي هو عندما يصبح الطفل الكاذب بشكل مرضي ويصبح ماهرًا جدًا في الكذب حتى يصعب اكتشافه
10- الكذب الغرضي كأن يكون الأبوين عائقا للحصول على شيء ما فيقوم بادعاء شيء ما للوصول إلى هدفه، كأن يكون بحاجة إلى شراء لعبة معينة ويعرف أن الأب والأم لن يوافقوا فيقوم بالادعاء بأنه في المدرسة طلب منه مبلغا معينا فيقوم بأخذ المال وشراء اللعبة .

يعد النوع الأكثر انتشاراً من الأكاذيب بين الأطفال هو الكذب الوقائي والذي يشكل حوالي 70% من حالات الكذب بين الأطفال، في حين يمثل الكذب التخيلي أو الإلتباسي حوالي 10%، بينما يشكل الكذب الإنتقامي والحقد والغش والخداع حوالي 20% .

مهما كان السبب الذي يدفع الطفل للكذب، يجب على الآباء والأمهات العمل على حل تلك المشكلة أو الظاهرة أو على الأقل الحد منها .

كيف يمكننا علاج ظاهرة الكذب لدى الأطفال أو الحد منها؟
1- الابوان هما القدوة للأبناء لذا يجب ان يكونا قدوة حسنة يجب أن يراعي كل من الأب و الأم تحري الصدق في كل تصرفاتهم حتى يقوم الطفل بتقليدهم في العادات الحسنة , فجزء ليس بالقليل من كذب الأطفال هو تقليد للكبار و على رأسهم الأب و الأم فعندما يجد الطفل ابويه يقومان بالكذب فلن يجد غضاضة او يعتقد أن هذا شئ سئ .
يحتاج الطفل الذي يمتلك خيالًا خصبًا إلى مشاركة والديه، ودعوتهم دائمًا للحديث عن تلك الخيالات، مما يدفع الطفل إلى الابتعاد عن الكذب .

3- يجب مواجهة الطفل وتوجيهه بطريقة إيجابية، فلا تصفه بالكاذب، ولكن اختر كلمات مختلفة غير مباشرة ولكنها توصل المعنى المطلوب، حيث أن النقد المباشر بلفظ صريح قد يدفع الطفل إلى الانتقام .
يجب على الآباء والأمهات الحفاظ على الهدوء والتحلي بالصبر في التعامل مع الطفل الذي يكذب، حيث أن الغضب والثورة يمكن أن تدفع الطفل إلى الكذب للهروب من غضبهم .
5- ابتعدعن فكرة الضرب لعلاج او للتغلب او لحل مشكلة الكذب لدى الأطفال , حيث أن الضرب سيؤدي الى تفاقم المشكلة و إنما يجب العمل على تعزيز قيمة الصدق في نفس الطفل و ذلك يمكن أن يتم من خلال تذكير الطفل الدائم بعقاب الله للكاذب او تذكيره بالعقاب الذي يمكن ان يناله في حال الكذب و المكافأة التي ينالها عندما يكون صادقًا .
إحدى الخطوات الأساسية للتغلب على أي مشكلة أو حلها هي معرفة السبب الذي يكمن وراء تلك المشكلة، لذا يتعين علينا معرفة السبب الذي يدفع الطفل للكذب، وعند علاج هذا السبب يمكن حل المشكلة .
7- يعمل على تلبية احتياجات الطفل جسديا ونفسيا واجتماعيا، حيث يوجد العديد من حالات الكذب ناتجة عن عدم تلبية تلك الاحتياجات
يجب استخدام نوع من التأديب المناسب، وينبغي على الطفل أن يعرف ويكون على يقين بأن الأب والأم يفخرون به عندما يقول الصدق، ويتم عقابه عندما يكذب .
9- يجب أن نبتعد قدر الإمكان عن معاقبة الطفل عند قول الصدق فإذا تعرض الطفل للعقاب عند قول الصدق او الحقيقة فإن ذلك قد يدعوه الى الكذب مستقبلًا , كما يجب أن لا يتم تحت اي ظرف من الظروف أستحسان كذب الطفل حيث أن هذا الإستحسان قد يجعل الطفل يستحسن الكذب حيث أنه يكسبه إستحسان الآخرين .

الكذب ليس سلوكًا طبيعيًا، وإنما هو سلوك يتعلمه ويكتسبه الطفل من خلال التعلم، ولذلك يجب على الأهل الاهتمام بتربية الأطفال على الصدق وعدم ترك ظاهرة الكذب دون حل، حتى لا تتفاقم وتنمو معهم وتصبح جزءًا من سلوك الطفل الذي يصعب عليه التخلي عنه .