كيفية انتقال مرض الكوليرا
تفيد تقارير منظمة الصحة العالمية بأن مرض الكوليرا يسبب ما بين 1.3 إلى 4 مليون حالة، منها 143,000 حالة وفاة، ولا تظهر أعراض مبكرة للمرض، فهي تكون خفية. يعتبر مرض الكوليرا من الحالات الحادة التي تسبب الإسهال والجفاف الشديد وانخفاض ضغط الدم بسبب تلوث الماء وقلة الخدمات الصحية. انتشر مرض الكوليرا في العالم في القرن التاسع عشر، وكان نهر الغانج في الهند أحد المصادر الرئيسية للتلوث، وانتشر بعدها بسبب حركة التجارة، وأودى بحياة الملايين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. يطلق على مرض الكوليرا أيضا اسم الكوليرا الآسيوية والكوليرا الوبائية. يسبب المرض سلالة جرثومة فيروس الكوليرا المشتقة من الأمعاء، وتنتقل هذه الجراثيم إلى البشر عن طريق المياه الملوثة بهذه البكتيريا. في البداية، زعم الخبراء أن الإنسان هو المستودع للمرض، ولكن تم تأكيد العكس، حيث أن البيئات المائية هي السبب ومستودعات البكتيريا.
تعمل تلك البكتيريا على تبطين الأغشية المخاطية للأمعاء الدقيقة تلك العملية هي المسئولة عن بروز المرض وحدوث الاسهال المستنزف في الشكل الأكثر حده هي أسرع الأمراض القاتلة تتسبب في انخفاض مستويات ضغط الدم في غضون ساعة واحدة من بداية ظهور أعراض المرض قد يموت المريض في غضون ثلاث ساعات في حال عدم تقديم الدعم الطبي يتطور البراز السائل إلى صدمة من 4-12 ساعة مسببة الوفاة في غضون 18 يوم ما لم يقدم العلاج الفموي والوريدي للمصاب.
ينتشر معظم حالات الكوليرا اليوم في أفريقيا بسبب تراجع الخدمات الصحية المتوفرة في تلك الدول.
كيفية انتقال مرض الكوليرا : تشير جميع الدراسات الوبائية إلى أن حساسية الفرد للإصابة بالكوليرا أو أي مرض من الأمراض المعوية تتأثر بنوع الدم، حيث يتعرض أصحاب فصيلة الدم O ومن بعدهم AB للإصابة بنسبة أعلى، في حين يكون أصحاب فصيلة A وB أكثر مقاومة. ويلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من مناعة ضعيفة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الكوليرا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض معدل حموضة المعدة وسوء التغذية. يتميز المصابون بمرض الكوليرا بالإسهال الحاد المائي الذي ينتقل عن طريق ابتلاع المياه الملوثة التي تحتوي على البكتيريا، والتي يمكن أن تكون موجودة في المخلفات والنفايات السائلة ومياه الشرب وغسل الأطعمة وتناول الأطعمة البحرية الملوثة مثل المحار. تنتشر الكوليرا في المدن الساحلية وهو مرض حيواني المنشأ حيث تتواجد بكتيريا الكوليرا داخل العوالق الحيوانية في المياه العذبة قليلة الملوحة، وتوجد سلالات غير سامة وسلالات سامة
تعتبر حموضة المعدة أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في انتشار الوباء، ويؤدي استعمار الإنسان إلى خلق حالة عدوى بكتيرية مفرطة وتساهم في انتشار الوباء للمرض،ويتم التعرف على المرض من خلال التعرف على أعراضه وإجراء اختبار معملي على عينات من براز المصابين، وتتمثل الأعراض في:
تتميز الحالات الحادة للإسهال باللون الأبيض ورائحة السمك، وقد يترافق ذلك في بعض الحالات مع وجود مخاط ودم، ويتكرر المريض في هذه الحالات دورة المياه من 10-20 مرة، مما يؤدي إلى فقدان كبير للسوائل والأملاح المعدنية في الجسم.
تتضمن أعراض هذا المرض القيء المستمر وارتفاع درجات الحرارة الشديد وآلام في البطن، دون وجود مكان محدد للألم بل يشمل جميع أجزاء الجسم. يعاني المريض من الجفاف بسبب كثرة الذهاب للحمام والشعور بالعطش الشديد وجفاف الجلد وتجاعيد الجلد، وفي بعض الحالات يرافق ذلك الفشل الكلوي .
يحدث خلل في كيمياء الدم وأملاحه للمرضى، مما يؤدي إلى ظهور مشاكل في العضلات والمفاصل وفقدان الوعي، وتظهر الأعراض بسرعة عند الأطفال، ولكنها تحدث في وقت أقل، ويؤدي إلى الموت بسرعة مع الإغماء ونوبات التشنج العصبي
العلاج : يتم علاج المرض بترطيب جسم المريض وإعطائه السوائل عن طريق الوريد لتعويض السوائل المفقودة، وإعطاء المريض المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا وتقلل من حالة الإسهال الحاد بنسبة 50٪ وتقلل من إفراز البكتيريا وتمنع انتشار المرض، بالإضافة إلى استخدام خافضات الحرارة وعلاج القيء والإسهال.
كيفية الوقاية من المرض : على الرغم من وجود لقاحات للكوليرا اليوم، إلا أن الوقاية تعتبر نصف العلاج في هذه الحالات. يجب تطهير مياه الشرب وإعداد الطعام على درجات حرارة عالية لقتل البكتيريا، وتنظيف الأسنان واليدين والوجه، وغسل الأواني والصحون المستخدمة في إعداد الطعام. يجب المساهمة في تقديم الخدمات الصحية، وغسل الفواكه والخضروات، والتأكد من نظافة مياه الشرب. إذا لم يتم التأكد من نظافة المياه، يجب غليها واستخدام مطهر كيميائي وتجنب المأكولات النيئة مثل المحار والسوشي والأسماك النيئة والشعاب الاستوائية والطحالب وغيرها .