علم النفسعلم وعلماء

كيفية التنبؤ بالسلوك الإجرامي عند الأطفال

عند حملك طفلك للمرة الأولى، كنت تضع قبلة على رأسه وتعطيه وعدًا بأنك ستكون دائمًا مصدر حماية له. وبعد مرور السنوات، تكتشف أن ابنك الصغير مختلف عن الأطفال الآخرين في نفس سنه، حيث يتصف بزيادة سلوكه العدواني، وتدرك أنك بحاجة ماسة للمساعدة .

سلوك الأطفال الإجرامي :
إن الأطفال معقدون قليلا عن البالغين ، حيث أن لديهم صعوبة في السيطرة على سلوكياتهم وتنظيم مشاعرهم، وعرض احساس التعاطف تجاه الآخرين ،و كل هذا أمر طبيعي. ومع ذلك، نرى في فترة ما من الفترات طفلا له سلوكيات يمكن أن تشير إلى أنه قد يصبح عنيفا في المستقبل ، و بعض هذه السلوكيات تبدو كثيراً مثل سلوك الطفولة العادية.

علامات تحذيرية للتنبؤ بالسلوك الإجرامي عند الأطفال :
– فورات الغضب والعدوان البدني :
تعتبر السلوكيات الأكثر إثارة للقلق هي الانفعالات الشديدة والعدوان الجسدي، ولا يقصد هنا نوبات الغضب فقط، بل يقصد الغضب الشديد الذي ينشأ نتيجة الاستفزازات الصغيرة .

– العنف تجاه الناس والحيوانات :
وثمة إشارة تحذير أخرى مثيرة للقلق ، وهي العنف تجاه الناس و الحيوانات ، و يجب أن يكون ملاحظتك لهذا النوع من السلوك من شقين ،فعليك أن تولي اهتماماً للسلوك العدواني نفسه، فضلاً عن استجابة الطفل لسلوكه ، فالطفل الذي لا يعاني من الندم أو الذنب لإيذاء الآخرين، معرض لخطر الاجرام في المستقبل .

– أفعال المخاطرة والتحدي للشعور بالمتعة :
في حين أن بعض أعمال المخاطرة والتحدي واختبار الحدود هي أحداث عابرة ، فإنه سيكون من الجيد أن نضع في اعتبارنا  أن هناك بعض الأطفال الذين يبالغون كثيراً في تلك الأفعال ،  حيث إن الطفل الذي لا يخشى العواقب  لايضع أي اعتبار للقوانين  ، ويصبح  شخص يشتهي الاندفاع إلى ارتكاب جريمة مع عدم الخوف من الآخرين أن يكتشفوا أمره .

– تعرض الطفل للتنمر لفترة طويلة :
بعض العلامات التحذيرية تكون في الخفاء ، فعلى سبيل المثال، فإن الطفل الذي تعرض الى التنمر قد يكون أكثر عرضة ليصبح عنيفاً في وقت لاحق من الحياة ، وربما يكون من غير العادل أن يتم وضع ضحايا التنمر كجناة محتملين للعنف ، ولكن الحقيقة هي أن تعرض الطفل للعنف يمكن أن يكون عامل خطر بالنسبة للسلوك العنيف في المستقبل .

– الانسحاب الاجتماعي والعزلة والاكتئاب :
يجب ملاحظة الانسحاب الاجتماعي والعزلة والاكتئاب لدى الأطفال كسمات تستحق اهتمامنا، ولا يعني أن يكون الطفل منعزلًا اجتماعيًا مجرمًا، بل تلك السمات تستحق اهتمامنا وخاصة إذا ترافقت مع عوامل الخطر الأخرى المذكورة أعلاه .

– الافتتان بالأشياء البشعة المتعلقة بالموت :
إذا القينا نظرة على تاريخ بعض المجرمين سنجد أنهم كانوا مسحورين بالأسلحة أو الأشياء المتعلقة بالموت ، وهذه الأنواع من الاهتمامات وحدها لا تزيد من احتمالية أن يكون الشخص عنيفاً في المستقبل ، ولكنها تستدعي بعض الرقابة من الأبوين ، لا سيما عندما يصب الطفل اهتمامه كله على هذه الأشياء ويستبعد كافة الأشياء الأخرى .

كيفية منع تحول الأطفال إلى مجرمين في المستقبل :
لنتحدث الآن عن الأخبار الإيجابية. في معظم الحالات، يمكن تغيير مسار الطفل المعرض للخطر، فالاستعدادات البيولوجية والوراثية للسلوك الإجرامي لا تعني أنه سيستمر هكذا إلى الأبد. هناك العديد من الدراسات التي تجري تجارب على التدخلات التي تهدف إلى معالجة العوامل البيئية والبيولوجية المؤثرة على الأطفال. تم تنفيذ هذه التدخلات على المستوى الفردي والاجتماعي، وقد أظهرت نتائج واعدة جدا في تقليل احتمالية حدوث سلوك عنيف في المستقبل.

تشمل النتائج هذه استخدام الأدوية أولا كخطوة أولى، حيث يمكن استخدام الأدوية المنظمة للمزاج وخاصة مضادات الذهان للحد من العدوان. أظهرت الدراسات أن التأمل والتدريب الذهني يمكن أن يقلل العدوان. برامج بسيطة تشمل التعليم المبكر والتغذية وممارسة الرياضة لها نتائج مذهلة في تقليل خطر النشاط الإجرامي في المستقبل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى