صحة

كيفية التغلب على الشراهة المرضية

الشراهة هي اضطراب في الأكل يتميز بالاكتئاب المفرط والإسهال، حيث يتناول الشخص كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة ويشعر بالذنب بعد ذلك، وقد يضطر إلى القيء المتعمد أو الإسهال التلقائي. وعلى الرغم من أن الرجال والنساء في مختلف المراحل العمرية يمكن أن يصابوا بهذا الاضطراب، فإن النساء عادة ما تتعرض لاتهامات بالشراهة. وتعزى الشراهة إلى عوامل نفسية أو هرمونية، وقد تستمر لفترة وتختفي بشكل طبيعي أو تستمر مع المريض، مما يؤدي إلى البدانة والإصابة بكثير من الأمراض .

أسباب الشراهة :
تحدث الشراهة للشخص بسبب أسباب عصبية، نفسية، أو أمراض جسدية، بما في ذلك:
– الضغوط النفسية : من بين الأضرار النفسية التي يسببها الشره في الأكل هي القلق والتوتر والاكتئاب، حيث يدفع الشخص إلى تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل متكرر دون وعي، ويكون ذلك غالبا نتيجة الشعور بالملل أو تفريغ الشحنات العصبية، وتعتبر الشراهة طريقة للتغلب على هذه المشاعر السلبية. كما يمكن أن تؤدي الصدمات العاطفية إلى الشراهة في الأكل، ويمكن تفسير ذلك بزيادة هرمونات الكورتيزول والإدرينالين في الجسم، مما يعني حاجة الجسم لمزيد من الطاقة من خلال تناول كميات كبيرة من الطعام .

– المشكلات الصحية العقلية : لاحظ أن المصابين بالوسواس القهري أو بعض الأمراض العقلية يعانون من الشراهة لأنهم غير قادرين على التحكم في كمية الطعام الذي يتناولونه أو التعبير عن الشعور بالجوع الحقيقي .

– المرض البدني : الشراهة في الأكل تؤدي إلى بعض الأمراض البدنية .
– الشراهة العصبية : تُعرف البليميا بافراط الطعام ثم اللجوء للتقيء للتخلص من الشعور بالذنب نتيجة تناول كميات زائدة من الطعام، وهي إحدى الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان .

– فرط نشاط الغدة الدرقية : يتسبب مرض جريفز في زيادة إفراز هرمون الثيروكسين نتيجة خلل في الجهاز المناعي يصيب الغدة الدرقية .
– تناول بعض الأدوية : مثل مضادات الاكتئاب ، أدوية الكورتيزون ، إذ يعمل هذا الهرمون بوظيفة عكس ما يقومب ه هرمون الإنسولين ، حيث يقوم بإدخال السكر الموجود في الدم للخلايا مما ينبه الخلايا العصبية لحاجتها للسكر ، وهو ما يزيد من ردود أفعال الجهاز العصبي وزيادة شهية المريض بشكل مستمر دون وصول السكر للخلايا .

– الجفاف : يشعر الشخص بالجوع نتيجة جفاف السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى إرسال إشارات مشابهة للجوع إلى الدماغ، لذا من الضروري شرب كميات مناسبة من الماء والسوائل يوميا لحماية الجسم من الجفاف، ويمكن التمييز بين الجوع الحقيقي والجفاف من خلال شرب كوب من الماء عند الشعور بالجوع، إذا اختفى الشعور بالجوع بعد ذلك، فإنه يعني أن الجوع غير صحيح ولا يعكس إلا حاجة الجسم للماء .

– الحاجة للنوم الكافي : يؤدي نقص النوم للشراهة بشكل ملحوظ ، والتي تنتج عن هرمون جريلين المحفظ للشهية ، وهرمون اللبتين الذي ينخفض بنسبة كبيرة وهو الهرمون المسؤول عن الإحساس بالشبع ، وينتج هذا الشعور نتيجة للإرهاق وحاجة الجسم لمزيد من الطاقة مما يعني له طلب مزيد من الطعام ، وهو ما يمكن السيطرة عليه بالنوم لعدد ساعات كافية .

– نقص السكريات : تساعد السكريات والنشويات على تنظيم مستوى السكر في الدم، وعندما ينخفض هذا المستوى، يمكن أن يشعر الشخص بالجوع، ومن الممكن التغلب على هذا الشعور بتناول قطعة من الحلوى أو قطعة من الفاكهة الغنية بالألياف مثل التفاح، مع بعض المكسرات مثل اللوز، لتعطي شعوراً بالشبع .
– الحاجة للبروتين : يعمل البروتين الموجود في الوجبات اليومية على كبح الشهية والسيطرة على الشراهة ، إذ يعطي شعور بامتلاء المعدة ويمنح الجسم المغذيات اللازمة له ، لذا دائما ما ينصح بتناول وجبة متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية ومنها البروتين مثل الزبادي ، البيض ، اللحم ، الحبوب الكاملة مثل الفول والفاصوليا والعدس .

– الحاجة للدهون الجيدة : يحتاج الجسم للدهون الجيدة مثلما يحتاج بلقية العناصر الغذائية الضرورية ، والتي يحتاجها الجسم للحصول على الطاقة بالإضافة لقدرتها على منح الجسم الشعور بالشبع ، لذا لابد أن تحتوي الوجبات على كمية قليلة من الدهون الغير مشبعة والتي مكن الحصول عليها من الافوكادو ، الحبوب ، المكسرات ، الزيوت .
– تفويت الوجبات : عند تفويت إحدى الوجبات اليومية تبقى المعدة فارغة لمدة طويلة ، تزيد نسبة هرمون جريلين مما يزيد من الشهية والرغبة في تناول كميات أكبر من الطعام ، لذا يجب الحرص على تناول الثلاث وجبات اليومية وعلى رأسها وجبة الإفطار والتي تعد الوجبة الرئيسية لحصول الجسم على الطاقة طوال النهار .

العلاج :
يجب التعرف على الأسباب الصحية أو النفسية التي تؤدي إلى الشراهة لتحديد العلاج الصحيح. ويحتاج ذلك إلى الفحص الطبي للتأكد من وجود أمراض جسمانية مثل اضطراب الغدة الدرقية التي تسبب الشراهة، وإلقاء نظرة على العلاجات التي يتناولها المريض والتي قد تسبب الشراهة، فضلا عن استشارة طبيب نفسي لتحديد الحالة النفسية للمريض ومعرفة ما إذا كان يعاني من الاكتئاب أو التوتر أو الضغوط النفسية التي تسبب الشراهة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى