كيفية التعامل مع الطفل المتهور
الأطفال المتهورين لديهم سلوكيات مختلفة فالبعض منهم تعلموا مؤخرًا التحرك لذا يمكن أن يرمون أجسادهم على أي مكان حتى وإن كان خطر وبغض النظر عما قد يواجهونه من مخاطر. وقد يتسلق بعض الأطفال على الاغراض من أجل وصولهم للأشياء التي تلفت نظرهم. من المهم ملاحظة أن كان هناك سببًا في تطورهم العقلي يدفعهم لهذا التهور ، قد يكون الأطفال متهورين ومغامرين نتاج فضولهم وهو المعروف والطبيعي لدى الأطفال، والفضول أمر جيد للغاية وفقًا للابحاث الطبية والعلمية لنمو الاطفال.
مفهوم التهور لدى الاطفال
يوضح ليندسي جيلر ، طبيب نفساني في معهد عقل الطفل: “ردود فعل بعض الأطفال قد تكون اسرع وأكثر تهور من أقرانهم أو أشقائهم أو أقاربهم ، وهذا لإنهم لا يشعرون بالأشياء بشكل واقعي او سريع بل غالبًا ما يكونون أبطأ في العودة إلى النظام والهدوء والعدول عن هذا التهور عن غيرهم ، كما يمكن أن تجعل المشاعر الانفعالية الطفل يتصرف بشكل غير عادي ويكون أكثر عرضة للسلوك المتهور.
اضطراب الطفل عاطفيا يؤدي للتهور
- يمكن للوالدين البدء بمساعدة الأطفال على فهم كيفية فهم عواطفهم ، فلا يتنقل الأطفال من التهور إلى الهدوء والسكينة في لحظة. هذه العاطفة التي تظهر مع مرور الوقت والوعي للمشاعر يمكن للأطفال تعلم كيفية التحكم من خلال ملاحظة مشاعرهم وفهمها والتعامل معها ، قبل أن تصل مشاعره أكبر وأصعب من أن يتحملها.
- يتردد بعض الأطفال في التعبير عن المشاعر السلبية، وتقول ستيفاني سمر، الطبيبة النفسية السريرية في معهد عقل الطفل: `كثير من الأطفال ينمون وهم يعتقدون أن القلق والغضب والحزن هي مشاعر سيئة.` ولكن تسمية هذه العواطف بأسمائها الصحيحة وقبولها هو الأساس لحل المشكلات وكيفية التعامل معها.
- يمكن للوالدين أيضًا تقليل المشاعر السلبية، لأنهم يريدون أن يكون أطفالهم سعداء. ولكن يجب على الأطفال أن يعرفوا أن لدينا جميعًا مجموعة مختلفة من المشاعر، ويجب التعامل معها .
كيفية إدارة المشاعر المتهورة للاطفال
- بالنسبة للأطفال الصغار، من المفيد والضروري وصف المشاعر وشرح كيفية التعامل معها، لذلك يمكن وضع استراتيجيات لإدارة اندفاعات طفلك ومشاعره المختلفة عندما يكون متوترًا أو محبطًا، وكيفية التعامل معها، وكيفية استخدام الكلمات للتعبير عنها.
- يمكن مساعدة الأطفال الذين يشعرون بالعواطف المختلفة والغير مفهومة التي تتسلل إليهم عن طريق التدريب على التعرف على عواطفهم ووضع نموذج للقيام بذلك بنفسك. يمكنك محاولة ترتيب شدة مشاعرهم من 1 إلى 10، حيث يكون الرقم 1 هادئًا للغاية والرقم 10 غاضبًا للغاية، وهذا سيساعدهم على معرفة مستوى شدة انفعالهم .
كيفية مساعدة طفل متهور لتعلم الحذر
- يجب فهم أن التهور والمغامرة والفضول يترافقون معًا، ومع ذلك، يعتبر الفضول أمرًا مهمًا لللأطفال ولا يجب القضاء عليه.
- لا يتعلم الأطفال الصغار الحذر من خلال اللغة فحسب ، بل يحتاج الآباء أيضًا إلى تعليمهم الحذر من خلال الأفعال والتجربة.
- وضع حدود مادية للأطفال يساعد على منعهم من القيام بأفعال متهورة وحمايتهم، كما يمنعهم من اللعب بشكل عشوائي أو غير مسؤول، وهذا ما يعرف بالتعلم التجريبي.
- يتمكن الأطفال الصغار من فهم أن الأطفال الحذرين يمارسون الفضول الطبيعي، ويمكن التعلم منهم.
سمات الطفل المتهور
- قد يكون التهور الذي في أساسه فضول هو السمة المميزة للطفولة المبكرة والطفل الفضولي هو الشخص الذي سيصبح فيما بعد شخص شديد الذكاء ومهتمًا جدًا بالمعرفة وطرح الاسئلة . إن ذلك الطفل الذي يريد الإجابات لكل ما في داخله هو طفل يبحث عن المعرفة وإنها السمة المميزة للذكاء والانفتاح على العالم .
- يجب على الآباء الأخذ في الاعتبار عند غرس شعور الحذر في الطفل عدم وضع حدود لإحساسه بالاكتشاف، وتعليم الطفل أن يكون حذرًا ولكن بحذر حتى لا يتم غرس الخوف فيه. ويجب تعليم الطفل بحرية الاكتشاف والتجربة دون الإضرار بنفسه أو بالآخرين.
كيفية تقويم سلوك الطفل المتهور
ابدأ بمساعدة طفلك حتى يتعلم السلوك الصحيح
- ستزيد سرعة تعلم الطفل إذا كنت شخصًا مرحًا ولطيفًا أثناء تعليمه، وتذكر أن تشجعه ولا تقلق بشأن أية أخطاء غير مقصودة. يمكنك مساعدته على التعلم عن طريق تفويض بعض المهام البسيطة له ومساعدته في تنفيذها بنفسك، حتى لو كان من الأسهل بالنسبة له القيام بها.
- وعلى سبيل المثال، عندما يسكب طفلك الصغير حليبه ، قول له اللبن قد انسكب هذا أمر بسيط ويمكننا تنظيفه ، بينما تعطيه منشفة ورقية وتعلمه بنفسك كيف ينظف المكان . عندما يترك أطفالك حذائهم متناثر في الطريق سلمها لهم واطلب منهم أن يضعها بعيدًا ، قائلاً بلطف “رتب دائمًا أشياءك الخاصة”.
- عليك القيام بذلك بأي شكلٍ من الأشكال حتى يتعلموا بسرعة.
يحتاج الأطفال إلى فرصة للمساهمة
- يساهم جميع أفراد الأسرة الأطفال بطريقة أو بأخرى بشكل منتظم، ويمكن البحث عن هذه الطرق، حتى لو كان ذلك على سبيل المثال منخلال الملاحظات، مثل أن تكون لطيفًا مع الأخ الأصغر.
- عندما يكبر أطفالك ، يمكن أن تزيد مساهماتهم بشكل مناسب ، داخل الأسرة وخارجها. يحتاج الأطفال أن يتعودوا على نوعين من المسؤوليات: الرعاية الذاتية الخاصة بهم ، والمساهمة في مشاركة الأسرة. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يساعدون في جميع أعمال المنزل هم أيضًا أكثر عرضة لتقديم المساعدة في مواقف أخرى .
- بالطبع ، لا يمكنك أن تتوقع منهم تطوير موقف الطفل بين عشية وضحاها ولكن يساعد زيادة المسؤولية بشكل مطرد بطرق مناسبة للعمر. فيمكن مثلاً ادعُ الأطفال الصغار إلى وضع المناديل على المائدة ، وهم في الثالثة من العمر، يمكن للأطفال البالغين من العمر أربع سنوات أن يتطابقوا الجوارب ، ويمكن للأطفال في سن الخامسة أن يساعدو في إعداد طعام للكلب. الأطفال البالغون من العمر ست سنوات يمكنهم تنظيف الطاولة ، وأولئك البالغون من العمر سبع سنوات يمكنهم ري النباتات ، وفي سن ثماني سنوات طي الغسيل.
ضع خطط واستراتيجيات واضحة للطفل
التخطيط والاستراتيجيات هما أمور حاسمة في حياة الأطفال لأسباب عديدة، كما تمنحهم الفرص المتكررة لإدارة أنفسهم من خلال سلسلة من المهام. أولا، يتعلمون الروتين اليومي ويقومون بتنظيف الألعاب والاستعداد في الصباح. ثم يطورون عادات دراسية ناجحة وعادات يومية ثابتة. وأخيرا، يتعلمون المهارات الحياتية الأساسية من خلال تكرار الروتين المنزلي مثل غسل الملابس أو إعداد وجبات بسيطة.
علم طفلك أن يكون مسؤولاً عن تفاعلاته مع الآخرين
عندما تجرح ابنتك مشاعر أخيها الصغير، لا تلزمها بالاعتذار. فهي لم تقصد ذلك، ولن يساعد هذا في تحسين العلاقة بينها وبين أخيها. أولا، استمع إلى مشاعرها لتساعدها في حل تلك المشاعر المتشابكة التي جعلتها تتصارع معه بعد ذلك، وعندما تبدأ في الشعور بالتحسن، اسألها عما يمكن فعله لتحسين الأمور بينهما. ربما تكون مستعدة للاعتذار وتفضل إصلاح العلاقة معه بطرق مثل قراءة قصة له، أو مساعدته في المهام الروتينية كترتيب المائدة، أو إعطائه عناقا كبيرا. هذا يعلم الأطفال أن تعاملهم مع الآخرين له تبعات، وأنهم مسؤولون عن إصلاح الأضرار التي يلحقونها. ومع ذلك، لا تجبر الطفل بل دعه يختار الإصلاح، مما يجعله يشعر بالمرونة والاختيار.