كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة
صلاة الجنازة وحكمها
صلاة الجنازة ليست مثل الصلوات العادية، فهي لا تشمل الركوع والسجود، ويقتدي فيها الإمام بالمأمومين. إذا كان المتوفى ذكرا، يقف الإمام عند رأس المتوفى، وإذا كان المتوفى أنثى، يقف الإمام في وسط المتوفى، ويقف المأمومون وراء الإمام. صلاة الجنازة هي فرض كفاية، فإذا قام بها بعض الناس، يتحملون الواجب ويغفر لمن لم يقم بها. وهذا هو الدليل على ذلك
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ كانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الُمَتَوفَّى، عَلَيْهِ الدَّيْنُ، فَيَسْألُ: «هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلاً» فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفَاءً صَلَّى، وَإلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ». فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الفُتُوحَ، قالَ: «أَنَا أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفّىَ مِنَ المُؤمِنِيَن فَتَرَكَ دَيْناً فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مالاً فَلِوَرَثَتِهِ».
كم عدد تكبيرات صلاة الجنازة
عدد تكبيرات صلاة الجنازة فيها وجهان، وهما:
الوجه الأول: أقل ما يجزئ من التكبيرات
لا يجوز إقامة صلاة الجنازة على الميت بأقل من أربع تكبيرات، والدليل على ذلك:
الدليل من السنة: عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما: ((أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى على أَصْحمَةَ النجاشيِّ، فكبَّر عليه أربعًا )).
وعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم نعَى النجاشيَّ في اليومِ الذي ماتَ فيه؛ خرَج إلى المصلَّى فصفَّ بِهم، وكبَّر أربعًا )).
الدليل من إجماع العلماء: وقد تم الاتفاق بالإجماع على أن صلاة الجنازة لا تصح بأقل من أربع تكبيرات، وذلك حسب ابن عبد البر والنووي.
الوجه الثاني: الزيادة على أربع تكبيرات
لا يجوز زيادة عدد التكبيرات في صلاة الجنازة عن أربعة، وهذا متفق عليه من قبل العلماء في جميع المذاهب، والدليل على ذلك هو:
الدليل من السنة: عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليومِ الذي ماتَ فيهِ، وخرَج بهم إلى المُصَلَّى، فصفَّ بهم، وكبَّرَ عليهِ أربعَ تكبيراتٍ )).
وجه الدلالة:
- كانت منزلة النجاشي عظيمة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا جاز في صلاة الجنازة أن يكون أكثر من أربع تكبيرات، لم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على أربع تكبيرات فقط في صلاة الجنازة.
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم اتبع الأربع تكبيرات فقط قبل الصلاة الجنازة حتى وافته المنية، ولم يفعل غير ذلك
- تبع الصحابة رضوان الله عليهم هذا الأمر ولم يتجاوز أي منهم أربع تكبيرات في صلاة الجنازة.
كيفية أداء صلاة الجنازة
كثير من الناس يتساءلون عن كيفية الصلاة على الجنازة والصلاة على الميت. وتتم صلاة الجنازة على النحو التالي
يبدأ الصلاة بالتكبيرة الأولى (تكبيرة الإحرام)، ثم يتم قراءة سورة الفاتحة فقط ولا يتم الدعاء بدعاء استفتاح الصلاة، وبعد ذلك يتم القيام بالتكبيرة التالية والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطريقة التي تقال في التشهد الأخير.
وبعد ذلك وفي التكبيرة الثالثة يتم الدعاء للمتوفي وللمسلمين بالدعاء المعروف، وهو: (اللهم اغفر لنا ولموتانا وشهدائنا وغائبينا وأطفالنا وكبارنا وذكرنا وأنثانا فإنك تعلم متقلبنا ومثوانا، إنك على كل شيء قدير، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام والسنة، ومن توفيته فتوفه عليهما، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار وأفسح له في قبره ونور له فيه) ويجوز أيضاً الدعاء بأي دعاء يريده الإمام، وقد قيل: (يدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم إن كان يعرفه، فإن لم يكن يعرفه فبأي دعاء دعا جاز، إلا أنه يخلص الدعاء للميت، أي: يخصه بالدعاء).
في حال كان المتوفى أنثى، يجب تأنيث الضمير في الدعاء، وإذا كان المتوفى طفلاً أو مولودًا، يقال: “اللهم اجعله ذخرًا لوالديه وفرطًا وأجرًا وشفيعًا مجابًا، اللهم ثقل به موازينهما، وأعظم به أجورهما، وألحقه بصالح سلف المؤمنين، واجعله في كفالة إبراهيم، وقه برحمتك عذاب الجحيم)
شروط صلاة الجنازة
شروط صلاة الجنازة كثيرة، ومنها:
- يشترط فيما يتعلق بصلاة الجنازة أن يكون المتوفي مسلمًا، ولا يجوز صلاة الجنازة على غير المسلم (الكافر) وفقًا لقول الله تعالى: `ولا تصل على أحد منهم مات أبداً`
- لا يمكن الصلاة علىالغائب، ولكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي هي استثناء خاص به، وهذا الأمر متفق عليه من جمهور الأحناف والمالكية، في حين يختلف ذلك مع جمهور الشافعية والحنابلة
- لا يجوز أن يصلى على الميت قبل تطهيره، سواء بالغسل أو بالتيمم، وهذا هو اتفاق العلماء الأكثرية
- يجب وضع الميت أمام المصلين خلال صلاة الجنازة، ولا يجوز صلاة المتوفى إذا وضع خلف المصلين، وهذا هو اتفاق جمهور العلماء، عدا المالكية.
- يتفق الأحناف والحنابلة على عدم حمل المتوفى على دابة أو حتى على أيدي المصلين، باستثناء الجمهور الشافعي والمالكي
- إذا لم يكن المتوفى شهيدًا، فإنه يحرم الصلاة عليه كون غسل الشهيد محرمًا.
صلاة الجنازة وحكمة مشروعيتها
الحكمة من مشروعية صلاة الجنازة ما يلى:
حكمة مشروعية صلاة الجنازة تكمن في طلب المغفرة والرحمة للمتوفى، ومساندة أهل المتوفى وتخفيف مصابهم. وتعتبر هذه الصلاة تذكيرا واعتبارا للمشهد المهيب والخوف من الله. ومن واجب المسلم أن يرافق الميت إلى مثواه الأخير ويتوجه إلى الله لطلب تكريم الميت في قبره بالمغفرة والرحمة والتكفير عنه وتحرير رقبته من النار.
أركان صلاة الجنازة
أركان صلاة الجنازة هي ما يجب في صلاة الجنازة، وتشمل النية، والتكبيرات، والقيام، وقراءة سورة الفاتحة، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم الدعاء للمتوفى، ثم التسليم. وقد ذكر ابن قدامة في كتابه “الكافي” أن سننها سبعة: رفع اليدين مع كل تكبيرة، والاستعاذة قبل القراءة، والإسرار بالقراءة، والدعاء لنفسه ولوالديه وللمسلمين بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يقف قليلا بعد التكبيرة الرابعة ويضع يمينه على شماله على صدره، والالتفات على يمينه في التسليم.
صلاة الجنازة وفضلها
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ قَالَ: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فَإنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ». متفق عليه.
عن عائشة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يصلى على ميت يصلي عليه مائة مسلم تشفعوا فيه إلا شفعوا فيه”، رواه مسلم.
وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سمعت الرسول يقول: `لا يموت أي مسلم ويصلي عليه أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئًا إلا شفع الله لهم في ذلك.` رواه مسلم.