كم تبلغ السنة الضوئية والسنة العادية
هل فكر أحد من متابعينا بمعنى أو مفهوم السنة الضوئية، وفي استخداماتها، وهل هناك فرق بينها وبين السنة العادية؟ سنناقش في هذا المقال الفرق بين السنة الضوئية والعادية من حيث تعريف كل منهما ومحاولات الإنسان البحثية عبر العصور لدراسة هذا الموضوع.
ما هي السنة الضوئية
المسافة بين الأجرام السماوية كبيرة جدا، ولذلك، عبر سنوات طويلة من الجهود العلمية، تم التوصل إلى وحدة قياس أفضل لتقيس المسافة بين الأجرام السماوية .
حاول عدد كبير من العلماء قياس سرعة الضوء، ومنهم العالم جاليليو، الذي حاول ذلك عن طريق وضع مساعديه على جبلين بعيدين بمصابيح، وعند إضاءة المصباح الأول رد المصباح الثاني عليه، وبذلك تم حساب سرعة الضوء، لكن هذه الطريقة لم تنجح بسبب أن الأمر كان لحظيا، وفشل جاليليو في قياس الضوء بهذه الطريقة.
بعد ذلك، تمت سلسلة من التجارب والمحاولات لقياس سرعة الضوء، وقد كان العالم فيزيو أول من حسب سرعة الضوء بنسبة خطأ قليلة جدًا، وذلك بالنظر إلى الإمكانيات التي كانت متاحة في عصره، وقد وجد أن سرعة الضوء هي 3.1 × 108 متر / ثانية، ومنذ ذلك الحين، أصبحت النتائج أكثر دقة، حتى وصلنا إلى نسبة خطأ تقدر بمقدار 1 متر / ثانية .
نظرية الانفجار الأعظم
في نظرية الأنفجار العظيم التي صاغها آينشتاين، يفسر نشأة الكون من وجهة نظره بأن الكون كان كتلة صغيرة لا نهائية الكثافة والطاقة، وفي لحظة ما تفجرت تلك الكتلة ليبدأ الكون في التكون والتشكل عبر تفاعلات الأندماج والانشطار النووي لتكوين الجسيمات والكواكب والنجوم والأجرام الفضائية الأخرى.
واستمرالتناثر في مدى الكون لمليارات السنين حتى وصل الكون لما هو عليه الآن، وهذه النظرية ذاتها تشير إلى أن الكون لا زال في تمدد واتساع متزايد، لذا تصبح المسافات بين أجزائه كبيرة جداً إلى اللامعقول ومن هنا كان لازاماً على العلماء وضع طريقة لحساب المسافة بين اجزاء هذا الكون الواسع والطريقة وهي
كم تبلغ السنة الضوئية والسنة العادية
السنة الضوئية
هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة واحدة في الفراغ، وتساوي علميًا 9.46 × 10^15 متر تقريبًا.
وتستخدم هذه الوحدة لقياس المسافات الكبيرة جداً، وتُعد السرعة القياسية القصوى في الكون، حيث لا يوجد شيء يتحرك بسرعة أسرع من الضوء .
السنة العادية
مع تعاقب الليل والنهار يتشكل اليوم، وهو مدة تبلغ 24 ساعة، ومع تكراره يتشكل الأسبوع، الذي يتألف من 7 أيام، ومع تكرار الأسابيع يتشكل الشهر، الذي يتألف من 4 أسابيع، ومع تكرار الشهور يتشكل السنة، التي تتألف من 12 شهرا. وبالنسبة للسنة الشمسية، فإن التعريف هو كما يلي:
يتكون دوران الأرض حول الشمس من دورة كاملة، ويستغرق دورة كاملة حوالي 365 يومًا وربعًا.
وهنا يجب التفرقة بين السنة البسيطة والكبيسة حيث تتكون السنة من 12 شهر يختلف عدد أيامها من شهر إلى أخر لكن شهر فبراير هو ما يحدد نوع السنة حيث إذا كانت السنة بسيطة تكون ذلك بسبب كون شهر فبراير 28 يوم ، أما إذا كان شهر فبراير 29 يوم وهذا يحدث كل أربع سنوات تكون تلك السنة سنة كبيسة.
هل يوجد طرق أخرى لقياس المسافات البعيدة
هناك وحدة قياس أخرى لقياس المسافة بين الكواكب وبين الشمس والكواكب تسمى هذه الوحدة `الفرسخ الفلكي`، وتعادل 3.26 سنة ضوئية. ويفضل علماء الفيزياء استخدام تلك الوحدة بدلا من وحدة السنة الضوئية لأنها أكثر منطقية من الناحية الفيزيائية .
أصل السنة الكبيسة
عرف التقويم الميلادي الحالي بعدة مراحل تعديل، حيث كان للفراعنة تقويم شمسي يقسم السنة إلى 12 شهرا. وعندما دخل يوليوس قيصر مصر، طلب من عالم الفلك المصري سوسيجينيس ابتكار تقويم أفضل مما كان يستخدم في تلك الفترة.
يعود تاريخ التقويم الحالي إلى إصلاح أدخله البابا غريغوريوس الثالث في عام 1582 ميلادية .
في هذه الحالة، يجب أن نشرح سبب اختيار شهر فبراير بالتحديد ليكون الشهر الذي يتم إضافة يوم إليه عندما تكون السنة كبيسة. في العصور الرومانية، كانت نهاية السنة في فبراير وبداية السنة في مارس، ولذلك تمت إضافة هذا اليوم إلى شهر فبراير وليس لأي شهر آخر.
29 فبراير وعلاقته بالتقويم
نظرًا للتميز والاختلاف، قام حوالي 11 ألف عضو بتأسيس جمعية تضم مواليد يوم 29 فبراير، ولكن في بعض الثقافات مثل الثقافة اليونانية يعتبر يوم 29 فبراير يومًا غير محبب ويجتنبون الزواج فيه، ويقدر عدد مواليد هذا اليوم حول العالم بحوالي 5 ملايين شخص.