كم استمر الحكم الإسلامي في الأندلس

كم مدة الحكم الإسلامي في الأندلس

أرسلت الرسالة على أشرف خلق الله، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لينتشر نور النبوة ويضيء أرجاء الأرض، وينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه، ويكمل من بعده الصحابة، ومن بعدهم ينشر الرسالة في الأرض، فتصل فتوحات المسلمين حتى بلاد الأندلس

– “حكم المسلمون الأندلس لمدة تقرب من ثمانية قرون، تحديدا لمدة 781 سنة

تمتد فترة حكم المسلمين للأندلس منذ دخولهم لها في عام 92 هـ بقيادة القائد طارق بن زياد، واستمرت حكم المسلمين حتى عام 897 هـ، عندما سيطر الصليبيون الأسبان وحلفاؤهم عليها.

يشير المؤرخون إلى أن من أسباب النجاح السريع للمسلمين في السيطرة على الأندلس كانت الشروط اللطيفة كما وصفت، التي عرضوها على حكام إمارات الأندلس، والتي تتعارض وتختلف تماما مع الشروط الصارمة والقاسية التي فرضتها القوات الغازية السابقة

استند الحكم الإسلامي في جنوب إسبانيا، المعروفة فيما بعد باسم الأندلس، على حكم عبد الرحمن الداخل، وعاشت الأندلس في استقرار لفترة طويلة.

تأسست فيها إمارة جمعت المسلمين الذين شاركوا في فتح الأندلس، وأطلق عليها اسم لا ينساه المسلمون إمارة قرطبة. عاشت إسبانيا تحت حكم المسلمين في فترة من تاريخها العظيمة، حيث تعد تلك الفترة فترة ذهبية من التسامح الديني بين أصحاب الديانات السماوية الثلاث: المسيحية واليهودية والإسلام

الأندلس تاريخ طويل بدأ بالمجد، والعظمة والشرف والتاريخ والذكرى، وانتهت بالحسرة والحزن، والألم، وتاريخ يملأ النفوس بالشجن، عاشت الأندلس في أيدي المسلمين عصور ازدهار وتقدم علمي وثقافي، حيث أطلقت الدولة الأموية فتوحاتها التي وصلت لشبه الجزيرة الأيبيرية، لتعيش البلاد سنوات مختلفة تحت حكم مختلف عن من سبقه ومن لحق به.

لم تشهد الأندلس الثمانية قرون التي حكمها المسلمون استقرارا طوال الوقت، إذ عاشت فترات تقدم في مجالات متعددة مثل التعليم

وعرف العالم الجامع بأن الأندلس كانت تحتضن أول جامعة في العالم، حيث كان الناس يرسلون أبناءهم من كل مكان للتعلم فيها، وكان من الشروط لدخول الجامعة في الأندلس أن يتعلم الطالب اللغة العربية، حيث كانت كل العلوم تدرس باللغة العربية

كان الطلاب العائدون من الأندلس إلى بلادهم في الغرب يتكلمون العربية ويكتبون الشعر العربي، مما أثار الخوف في الغرب على لغتهم وثقافتهم التي تتأثر بتعليمأبنائهم في الأندلس.

 لم يفرض المسلمون والعرب على الناس زي معين، ولا عبادات، ولا أجبروهم على دخول الإسلام، لكن المؤرخون يذكرون أن كثير من نساء الأندلس لبسن الحجاب الأسلامي أسوة بنساء المسلمين، وتعلم الناس العربية، وحرصوا على تقليد عادات المسلمين، فانتشر الإسلام بينهم بسرعة، واندمج المسلمين في المجتمع، دون أي مشكلات دينية.

لقد استمرت الأندلس كجزء من العالم الإسلامي لعدة قرون حتى بدأت الصراعات بين حكام البلاد والإمارات فيها وتحاك المؤامرات، وتصاعدت المواجهات بين الأطراف المتنازعة بشكل متكرر، وصولا إلى استعانتهم بالأمراء الصليبين المتربصين لإسقاط الأندلس

وقد انتشر الفرقة في المملكة الإسلامية، وخان الأمراء العرب حلفاء الصليبيين الذين استعانوا بهم للتخلص من منافسيهم وطردهم.

وقد تسببوا في الأرض بالقتل والتهجير، وجبروا على الارتداد عن الإسلام، وتشريد، وقتل من رفض، وقيد الحريات الدينية ومنع ممارسة الشعائر الإسلامية، ويتداول أيضًا أنهم حرقوا كتب العلم بعدما استولوا على الأندلس، وأجبروا الناس على التنصير.

حكام الأندلس بالترتيب

بعد تسريد أهم أحداث الحكم الإسلامي في الأندلس، ومع التوضيح أن المسلمين حكموا الأندلس لمدة ثمانية قرون شبه كاملة، سنستعرض حكام الأندلس على النحو التالي:

عبد الرحمن الداخل” هو اسم الملقب بـ “صقر قريش”، وهو أمير من أمويي الأندلس. ولد عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، وحصل على لقب “الداخل” بعد هروبه من حكم العباسيين إلى الأندلس ليحكمها

– هشام الرضا هو ابن عبد الرحمن الداخل، تسلم الحكم بوصية أبيه بعد وفاته، على الرغم من كونه الابن الثاني، واحتجاج أخوته ورفضهم لوصية الوالد، وخرجوا عليه متمردين

أمر بإخراج جيوش ليخضعوا لحكمه، وطلبوا منه العفو والسماح، فقبل ذلك. وبالرغم من الازدهار الذي شهدته البلاد خلال فترة حكمه، إلا أنها شهدت عدة ثورات لفئات مختلفة وكان يتعامل معها بإخراج جيوشه. واشتُهِرت فترة حكمه بالخير، وانتشر في عهده المذهب المالكي في الأندلس.

بعد وفاة والده، ورث الحكم بن هشام العداوة التي كانت تكنها له أعمامه في محاولتهم للسيطرة على الحكم. وعندما عاد أعمامه، وهم أخوة والده، حاولوا إعادة الثورة التي بدأوها من أجل استعادة الحكم

تمكّن من التغلب على الثورة وصدر قرار بإعدام أحد أعمامه الطامعين في الحكم، وعفا الثاني عندما طلب العفو، ورُغم أن فترة حكمه شهدت العديد من الثورات والتمردات، إلا أنه كان يواجهها بحزم حتى وفاته.

من حكم الأندلس

عاشت الأندلس في فترة حكمها العديد من الحكام، وتعاقبت على حكمها العديد من الشخصيات التاريخية المشهورة والمعروفة، ومن بين تلك الأسماء المعروفة في التاريخ، لدينا ما يلي:

• عبد العزيز بن موسى بن نصير.
• أيوب بن حبيب اللخمي.
• الحر بن عبد الرحمن الثقفي.
• السمح بن مالك الخولاني.
• عبد الرحمن الغافقي.
• عنبسة بن سحيم الكلبي.
• عذرة بن عبد الله الفهري.
• يحيى بن سلامة الكلبي.
• حذيفة بن الأحوص القيسي.
• عثمان بن أبي نسعة الخثعمي.
• الهيثم بن عبيد الكناني.
• محمد بن عبد الله الأشجعي.
• عبد الرحمن الغافقي.
• عبد الملك بن قطن الفهري.
• عقبة بن الحجاج السلولي.
• بلج بن بشر القشيري.
• ثعلبة بن سلامة العاملي.
• أبو الخطار الكلبي.
• ثوابة بن سلامة الجذامي.
• يوسف بن عبد الرحمن الفهري.
• عبد الرحمن الداخل.
• هشام الأول.
• الحكم بن هشام.
• عبد الرحمن الأوسط.
• محمد بن عبد الرحمن.
• المنذر بن محمد.
• عبد الله بن محمد.
• عبد الرحمن الثالث الناصر.
• الحكم بن عبد الرحمن.
• هشام الثاني بن الحكم.

من فتح الأندلس

عاشت حضارة عظيمة مليئة بالانتصارات على كافة المستويات، الدينية والعلمية والحضارية والثقافية والعمرانية في ربوع الأندلس على أيدي المسلمين، حوالي ثمانية قرون، ولكن من هو الذي فتح الأندلس، وعلى يديه عاش فيها الإسلام كل تلك الفترة الزمنية الكبيرة، حتى بات الناس يتحولون إلى الإسلام، ويعيش من بقي على دينه وسط المسلمين دون أي مشاكل طائفية.

طارق بن زياد هو الشخص الذي استطاع فتح الأندلس في عام 92 هـ، بعد المعركة الحاسمة التي خاضها ضد لذريق، ملك القوط الذين كانوا يسيطرون على الأندلس في ذلك الوقت.

 يعتبر طارق بن زياد واحدا من أشهر قادة العرب والمسلمين العسكريين عبر تاريخ الإسلام، لدرجة أن الجبل الموجود في جنوب إسبانيا يحمل اسمه، حيث التقى المسلمون فيه للاتحاد والانطلاق نحو الفتح في أسبانيا