كل ما تود معرفته عن مرض التصلب الجانبي الضموري

التصلب الجانبي الضموري Amyotrophic Lateral Sclerosis ويختصر بـ ALS ، ويعرف أيضا بـ “مرض جيهريج Lou Gehrig`s disease” نسبة إلى لاعب البيسبول الأمريكي الذي أصيب بالمرض ، مرض خطير وقاتل يسبب ضمور الجهاز العصبي المركزي الذي ينتج عن ضمور الأعصاب الحركية والخلايا العصبية التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية ، فعند الإصابة بالمرض تموت العصبونات الحركية العلوية والسفلية فتتوقف عن نقل الرسائل إلى العضلات وبالتالي يحدث ضمور تدريجي فيها .

لا يزال السبب وراء هذا المرض غير معروف، ومع ذلك فإنه يصيب جميع الأعمار ويشكل ما يقرب من 90-95% من الإصابات للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 40-60 عامًا، ويصيب الرجال أكثر من النساء. وحتى الآن، لا توجد علاجات شافية للمرض، ولا يزال البحث جاريًا في هذا المجال .

الأعراض :
يتطور حالة المرضى تدريجيا، الأمر الذي يسبب بعض الأطباء في تشخيصهم بشكل خاطئ. يبدأ المرضى في الشعور بتدهور جزء من أجزاء الجسم التي تم تدميرها من قبل العصبونات الحركية. في البداية، يحدث ذلك في ساق واحدة، ويلاحظ المرضى أن حركتهم في المشي أو الركض غير طبيعية ويعثرون أثناء المشي. قد يواجه المرضى صعوبة في أداء بعض المهام التي يستخدمون فيها أيديهم أو أذرعهم، حتى لو كانت مهاما بسيطة. على سبيل المثال، قد لا يتمكنون من الكتابة أو فتح الأقفال بالمفتاح. بعض المرضى يواجهون مشاكل في القدرة على التحدث. عند تقدم المرض، يصبح الدماغ غير قادر على التحكم في الحركات الإرادية، مما يؤدي إلى فقدان القوة والقدرة على تحريك عضلات الجسم، سواء كانت الأذرع أو الساقان، ويواجهون صعوبة في التنفس ويحتاجون إلى استخدام أجهزة التنفس في الفترة الأولى من ثلاث سنوات من الإصابة بالمرض. يجب ملاحظة أن هذا المرض لا يؤثر على القدرات العقلية للمرضى مثل الذكاء والذاكرة، ولا يؤثر حتى على الحواس السمعية والبصرية واللمسية، حيث يؤثر فقط على العصبونات الحركية .

التشخيص :
غالبًا ما يواجه الأطباء صعوبة في تشخيص المرض في مراحله المبكرة، لأن الأعراض تشبه أعراض أمراض أخرى مثل التصلب المتعدد أو الانضغاط الكهربائي للعضلات والأعصاب أو ورم سرطان النخاع الشوكي .
يتم تشخيص المرض عن طريق إجراء اختبارات للمخطط الكهربائي للعضلات وسرعة الاتصالات العصبية، أو عن طريق إجراء اختبارات على السائل الشوكي، بالإضافة إلى إجراء صور بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية للتأكد من عدم إصابة المريض بأمراض أخرى .

العلاج :
وافقت إدارة الغذاء والدواء على دواء يدعى `ريلوزول` (Rilozule)، الذي يعمل على تخفيف الضرر الذي يلحق بالعصبونات الحركية. يعطى للمرضى أدوية مرخية للعضلات للتخفيف من الإفرازات، ويتم تقديم محاليل تغذية للمرضى الذين فقدوا قدرتهم على التغذية الشفهية. يوفر الطبيب للمريض جهاز تنفس اصطناعي بسبب فقدانه القدرة على التنفس بشكل طبيعي. كما يمكن أيضا توفير كراسي متحركة للمريض للمساعدة في الحركة والتنقل أينما يرغب .

دراسات وأبحاث :
أشارت دراسة حديثة من جامعة هارفارد الأمريكية إلى أن تناول الأحماض الدهنية من الأوميجا 3 يقلل من خطر الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري. تم إجراء الدراسة على حوالي 1.002.082 شخص من مختلف الأماكن، وتم تقييم نظامهم الغذائي من خلال استبيانات ومتابعتهم لمدة 9-25 سنة. وتبين أنه توفي 995 شخصا بسبب المرض. ووجد الباحثون أن تناول الأحماض الدهنية غير المشبعة والأوميجا 3 بكثرة يرتبط بشكل كبير بتقليل خطر الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري، وذلك بسبب وجود حمض الفا لينوليني في هذه الأحماض الدهنية .

تحدي دلو الثلج :
ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تحدي يجريه المشاهير والأفراد حول العالم للتضامن مع مرضى التصلب الجانبي الضموري، والهدف من ذلك هو التضامن المادي والمعنوي مع هؤلاء المرضى. يتمثل التحدي في سكب الماء المثلج على الرأس، بالإضافة إلى التبرع بمبلغ مالي لدعم الدراسات والأبحاث المتعلقة بهذا المرض. تعود فكرة تحدي دلو الثلج إلى شخص أمريكي قام بسكب دلو من الثلج على نفسه أثناء البث المباشر لبرنامج، وشاهده الملايين من المتابعين، بمن فيهم لاعب البيسبول بيت فرايتس الذي يعاني من هذا المرض. قام بيت فرايتس بتحفيز متابعيه وجمهوره للمشاركة في هذا التحدي بهدف رفع معنويات مرضى التصلب الجانبي الضموري. انتشر التحدي على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم بين مختلف الشرائح الاجتماعية والطبقات، بما في ذلك مشاهير الفن والرياضة والجمهور العادي .

يمكنك الاطلع على مقالات أخرى :
اعراض وعلاج التصلب المتعدد اللوحي
اسباب وعلاج تصلب الجلد
اعراض واسباب تصلب الشرايين