كفارة الحلف بالله و اهميتها
القسم بالله أو حلف اليمين، يعني أن يذكر شخص صفة أو اسما من أسماء الله تعالى في كلامه كنوع من أنواع التأكيد. من الضروري على الشخص أن يحرص على عدم استخدام القسم والحلف بالله إلا إذا كان صادقا في كلامه، ولا يجب أن يستهين الشخص بأهمية هذا الأمر، لأنه يعد عدم تقدير لعظمة أسماء الله تعالى. ومن الأفضل عدم استخدام القسم والحلف بالله بكثرة لتجنب نقض اليمين. في حالة نقض القسم بالله، يجب على الشخص أن يخرج كفارة حتى يغفر الله له .
دلائل من القرآن و السنة على أهمية القسم بالله :
– قال الله تعالى ” وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” (سورة المائدة)
في الآية الكريمة يأمر الله بالوفاء بالعهد إذا عاهدنا، وعدم خرق الأيمان بعد تأكيدها، وأن الله قد جعل نفسه كفيلًا لذلك، وإن الله يعلم ما نفعل
يحذر الله تعالى في القرآن الكريم من اتخاذ الأيمان دخلاً بين الأشخاص، فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الفتور والانحراف عن سبيل الله، ومن ثم تجري عواقب سيئة على الأفراد والمجتمعات
– قال الرسول صلى الله عليه و سلم ” ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : أُشَيْمِطٌ زَانٍ ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ ، وَرَجُلٌ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ بِضَاعَةً فَلا يَبِيعُ إِلا بِيَمِينِهِ وَلا يَشْتَرِي إِلا بِيَمِينِهِ ” .
ما هي كفارة الحلف بالله :
في حالة الحلف بالله تعالى وعدم القدرة على تنفيذ ما وعد به ونقض اليمين، يتعين على الشخص القيام بالكفارة دون تأخير، وهذا الأمر موضح في القرآن الكريم عن طريق إرشاد الله سبحانه وتعالى حول كيفية القيام بكفارة اليمين
” لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ” .
يظهر الآية السابقة أن كفارة اليمين تتمثل في الأشياء التالية: إما أن يطعم الشخص عشرة مساكين نصف صاع من الطعام، وهو بمقدار حوالي كيلو ونصف، أو يقدم لهم وجبة عشاء أو غداء، وإما أن يوفر لهم ملابس بإعطائهم إزارا ورداء، وإما أن يعتق رقبة. وإذا لم يكن الشخص قادرا على ذلك، يمكنه أن يصوم لمدة ثلاثة أيام متتابعة. وتكمن أهمية الكفارة في طلب المغفرة من الله على نقض اليمين .
أنواع القسم بالله :
اولاً اليمين اللغو :
يعني بيمين اللغو أن يتعهد الشخص بالقسم بالله دون قصد وبدون نية للقيام بهذا الفعل، بل يحدث هذا الأمر بالخطأ، وفي هذه الحالة لا يتحمل الشخص أي كفارة، فقد قال الله تعالى: “لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم .
ثانیاً الیمین الغموس :
یُقصد باليمين الغموس هو اليمين الكاذبة و التي فيها يقوم بالشخص بالقسم بالله على فعل قديم كذباً و يتسبب في اقتطاع حق أشخاص آخرين بغير حق ، كأن يقوم بالحلف كذباً أنه أشترى شيئاً أو أعطى لشخصاً شيئاً ما ، و يختلف كبر ذنبها حسب النتيجة التي تترتب عليها من إحداث الظلم و الأذى للغير و يجب أن يقوم الشخص بالتكفير عنها ، و قد قال عنها النبي صلى الله عليه و سلم ” من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة ” .
ثالثاً الیمین المنعقدة :
باليمين يقصد العزم والتعهد بأداء فعل ما في المستقبل أو الامتناع عنه، مثل القسم بالله بزيارة شخص ما أو عدم زيارته، وفي كلتا الحالتين إذا نقض الشخص هذا العهد فعليهأن يقوم بالكفارة .
المصادر :
http://www.binbaz.org.sa/fatawa/3245
http://www.binbaz.org.sa/fatawa/3255
http://www.binbaz.org.sa/noor/11749