ادب

قصص عن الاستهزاء بالاخرين

الاستهزاء والسخرية هما باب من أبواب الشر العظيم ، فهما يساهمان في فتح أبواب الهمز واللمز والغيبة والنميمة ، ويساعدان في ملء القلوب بالحقد والطغيان والعداء ، الذي يؤدي إلى حدوث الخصومات والنزاعات ، لذا يجب على كل مسلم أن يحفظ لسانه ، وأن يتوقى في أقواله وأفعاله ، وأن يحذر من طريق الهمازين واللمازين الذين يسخرون من عباد الله المؤمنين ، ويستخفون بدين رب العالمين لكي لا يهلكوا مع الهالكين وينجوا مع الناجين.

مفهوم السخرية والاستهزاء

السخرية هي الاستهانة والاحتقارُ بالناس، مع ذكر النقائصِ والعيوبِ على وجه يُضحَكُ منه بالفعلِ أو القولِ أو الإشارةِ أو الحركةِ.

الاستهزاء هو حمل الأفعال والأقوال على اللعب والهزل، ليس على الحقيقة والجد.

الاستهزاء والسخرية يعتبران ازدراء وتهكما وانتقاصا للآخرين، وكذلك السخرية والاستهزاء هما أكاذيب وزور، وتحوير للحقائق وتشويه لها.

خطورة السخرية والاستهزاء

مدحور هذا الخلق المنحط وما أقبح هذه الصفة الذميمة، فهي لا تؤثر إلا على النفوس الميتة والأفكار المريضة والطبائع المنحرفة.

و هذ الخلق (السخرية والاستهزاء)يكفي  قبحا وسوءا أنه من اهم صفات المنافقين حيث ان المنافقون هم من أكثر الناس سخرية بالرسل وأتباعهم، قال تعالى في وصفهم: ﴿ وَإذا لقوا الذِينَ آمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ وفي آية أخرى يقول ربنا سبحانه: ﴿ يَحْذرُ المُنَافِقونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللهَ مُخْرِجٌ مَا تحْذرُونَ ﴾.

إذا كانت السخرية من صفات المنافقين وأسلوب المفلسين والحيل التي يستخدمها العاجزون، فلا يليق بمسلم أن يتخلق بأخلاقهم ويسخر من إخوانه أو يحقرهم، أو يقلل من شأنهم ومكانتهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويد

يُعَدُّ الاستهزاء والسخرية مرضًا يدل على كبر وغرور في قلب صاحبه، حيث يُظهِر عدم الاحترام والتقدير للآخرين، ويُعَدُّ من التصرفات التي تدل على تكبر وغرور.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول المثل الشهير: `لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر`. وعندما سأل رجل عن حب الإنسان للجمال والمظهر الحسن، أجاب أن الله جميل ويحب الجمال، ولكن الكبر يطرد الحق ويسبب احتقار الناس، وهو عندما ينظر الإنسان إلى الآخرين بعين النقص ونفسه بعين الكمال.

قصص عن السخرية من الاخرين

قصة الارنب والسخرية من الاخرين

كان هناك أرنب صغير يحب السخرية من الحيوانات الأخرى، وفي إحدى المرات، سخر من الفأر عن طريق وضع قطعة من الجبن على المصيدة، لكن عندما حاول الفأر تناول الجبن، أُغلِقت المصيدة على أنفه.

قرر الأرنب مرة واحدة القيام بمزحة ثقيلة مع صديقه الكلب الصغير الذي كان مشغولاً بزراعة حقله.

و الأرنب المازح اقترب من الكلب وقال له: هل ترغب في تناول وجبة سجق لذيذة؟

فردّ الكلب عليه : بالتأكيد، ولكنْ أين هي؟.

قال الأرنب: (تفضّل، وقعت هذه الشيء من شخص ما بعد خروجه من محل الحلاقة).

غرز الكلب أسنانه في قطعة السجق ورشحها، ليجد الماء نفسه يصطدم بوجهه بقوة، وتبين له أن الشيء الذي كان يراه قطعة سجق هو في الواقع خرطوم مياه تغطيه الأرنب بالحشائش.

في يوم آخر، اقترب الأرنب الشقي من البطة الصغيرة ووضع بعض حبات الذرة على الأرض لها، وأخرى تحت أوراق الأشجار المتساقطة.

وكان الأرنب ينتظر البطة المسكينة، وقام بلعب مزحة مزعجة عندما رفعها من منقارها باستخدام حبل مشدود إلى إحدى الأشجار.

فاجتمعت الحيوانات الثلاثة: قرر الكلب والفأر والبطة معًا معاقبة الأرنب الشقي، وذلك بإلقائه في بركة ماء في الغابة.

تم معاقبة الأرنب المازح الذي لم يعد يسخر ويضحك على الآخرين بعد ذلك، بل كان نادمًا على أفعاله وعرف أن كثرة التهكم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل القلب وأن السخرية من الآخرين غير مقبولة ولا تناسب الأخلاق.

قصص من عقوبات المستهزئين بالنبي

رجل من النصارى

قال أسباط، عن السُّدِّي، في قوله: إن ناسيتم الصلاة وتراها ترفيهًا ولعبًا، فإن ذلك بسبب أنكم قوم لا يعقلون.

قال: كان رجل من النصارى في المدينة يردد على المنادي الذي ينادي بأن محمدًا رسول الله قائلًا: “حُرّق الكاذب!”، وفي إحدى الليالي دخلت خادمته بالنار وهو نائم وأهله نائمون أيضًا، فسقطت شرارة فأحرقت البيت واحترق هو وأهله.

لفيظ الأرض

روى أنس بن مالك – رضي الله عنه – قصة رجل كان نصرانيا ثم أسلم وكان يقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب رسائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد ذلك، عاد إلى النصرانية وكان يقول “ما يدري محمد إلا ما كتبت له”. فأماته الله، ودفنوه، وعندما حفروا له قبره، لم يجدوا جثته، فظنوا أنه من عجائب الله ولم يكن شخصا عاديا.

 قتيل الكلب

قال ابن حجر في كتابه النفيس الدرر الكامنة: كان النصارى يروجون لدعوتهم بين قبائل المغول بهدف تحويلهم إلى المسيحية، وقد فسح الطاغية هولاكو المجال لهم للدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون. وفي إحدى المرات، توجهت مجموعة من النصارى البارزين لحضور حفل مغولي كبير نظرا لتنصير أحد الأمراء. وقام أحد الدعاة النصارى بسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فعندما بدأ الصليبي بالسب، هجم الكلب وهاج، ثم قفز على الصليبي وجرحه بشدة، وتمكن الحاضرون من إنقاذه بصعوبة. قال بعض الحاضرين: `إن هذا ما حدث بسبب كلامك عن محمد صلى الله عليه وسلم.

فقال الصليبي: لا، بل هذا الكلب عزيز النفس، فعندما رأني أشير بيدي ظن أني أريد أن أضربه، ثم عاد ليسب النبي صلى الله عليه وسلم وأقذع في السب، وعندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبي وقلع زوره في الحال، فمات الصليبي مباشرة، وبعد ذلك أسلم أربعون ألفاً من المغول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى