ادب

قصص سوء معاملة المشركين للرسول

نزل الإسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم وهو في قومه الذين قابلوا دعوته بهجوم شديد بدلًا من أن ينصروه ويعزوه وكان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يتقبل إساءتهم بالمعاملة الحسنة والخلق الرفيع وهذه بعض القصص التي يرويها الصحابة عما جاء من إيذاء قريش وتعرضهم لرسول الله

1. القصة الأولى: عن عروة بن الزبير قال: سألت عبدالله بن عمرو عن أشد ما فعله المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي وهو يصلي فوضع رداؤه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال: أتقتلون رجلا أن يقول: “ربي الله” وهو قد جاءكم بالبينات من ربكم.

2. القصة الثانية: بعض الصحابة سألوا أسماء عن اليوم الأشد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجابت بأنها تظن أنها تعرف ذلك، وفي ذلك الوقت كان النبي في المسجد مع جماعة من الصحابة، وقالوا بأنه يتحدث بأمور لا يحبونها، فذهبوا ليسألوه، وعندما وصلوا إليه، سألوه عن ما يتحدث به، فأجاب بأنه صحيح، ولم يكتم شيئا عنهم، فانتشر الخبر بينهم، وصلت الأمور إلى أبي بكر الصديق الذي خرج ليتأكد من الأمر، وبعدما تأكد أن النبي يقول الحق، عادت الأمور إلى طبيعتها.

3. القصة الثالثة: قالت أسماء بنت أبي بكر: عندما نزلت هذه الآية: {تبت يدا أبي لهب وتب} [المسد:1]، اقتربت العوراء، وهي أم جميل بنت حرب، وكانت تحمل في يدها فحر، وقالت: `نحن نستشهد بترك أبينا ودينه، ونقاوم أمره، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر. عندما رآها أبو بكر، قال: `يا رسول الله، إنها اقتربت وأخشى عليك أن ترى`. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لن تراني هي`. وقرأ قرآنا ليحمي نفسه كما قال الله تعالى: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} [الإسراء:45]. فاقتربت حتى وقفت أمام أبي بكر ولم تر رسول الله. فقالت: `يا أبا بكر، أخبرتك بأن صاحبك هجاني`. فقال أبو بكر: `ولا والله هذا البيت، ما هجاك`. ثم رحلت وهي تقول: `قريش تعلم أني ابنة سيدها`.

4. القصة الرابعة: قال عبد الله بن عمرو بن العاص: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هو أكثر شيء رأيت يصيبه قريش منه فيما كانوا يظهرون من عداوة؟ فأجاب: لقد حضرتهم واجتمع أشرافهم يوما في الحجر، فذكروا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما رأينا ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط، سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا، لقد صبرنا منه على أمر عظيم، أو كما قالوا. وفي ذلك الوقت، طلع النبي صلى الله عليه وسلم ومشى حتى وصل إلى الحجر، ثم مر بالقوم الذين كانوا يذكرونه، فغمزوه ببعض الألفاظ، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من وجوههم، ومضى، ثم مر بهم مرة أخرى وغمزوه مثل ذلك، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أيضا، ومضى، ومر بهم مرة ثالثة، فغمزوه بذلك، فوقف وقال: «أتسمعون يا معشر قريش؟ والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بالذبح». فأخذ الناس بكلمته حتى لم يجد أحد منهميتكلم، ثم دعاهم إلى الإسلام ودعاهم إلى الوحدة والتعايش السلمي، وأخذ يعرض عليهم الخير والمصالح، فانتهى الأمر بإسلام كثير منهم، وهذا الحدث يعرف باسم “فتح الحجر”، وروي هذا الحديث للبخاري ومسلم وغيرهما من الكتب الستة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى