قصة هند بنت المهلب مع الحجاج الثقفي
هند بنت المهلب بنت أبي صفرة، كانت أجمل وأذكى نساء عصرها، وتزوجت من الحجاج بن يوسف الثقفي رغما عنها، وكانت مشهورة بفصاحة لسانها ورجاحة عقلها، ولما قدمت شعرا للحجاج، طلقها، وعندما علم عبد الملك بن مروان بجمالها وفضلها، تزوجها.
من هي بنت المهلب ؟
هي امرأة ذات حسب ونسب، وكان والدها القائد المغوار المهلب بن أبي صفرة مشهورا بشجاعته وجرأته في مواجهة الأعداء. عرفت هند بجمالها الجذاب ومظهرها الساحر وذكاءها العالي. كانت تشتهر بلباقتها والرد السريع والحكمة الكبيرة. يقال إن عمر بن عبد العزيز قد احتجز أخاها يذيد، وذهبت لمقابلته وسألته: يا أمير المؤمنين، لماذا قمت بسجن أخي؟ فأجاب: خشيت أن يفسد على المسلمين. فقالت: العقاب يأتي قبل الجريمة أم بعدها؟ فأطلق عمر سراح أخيه.
دهاء وجمال هند بنت المهلب :
تزوجت المرأة من الحجاج دون رغبتها، ولم يمضِ الكثير من الوقت حتى طلقها بسبب أنه سمعها تنشد الشعر أمام المرآة وهي تشاهد جمالها، وعلى الرغم من أنها رأته، إلا أنها تجاهلته واستمرت في ترديد الشعر الذي كانت تنشده حتى النهاية
وما هند إلا مهرة عربية | سليلة أفراس تحللها بغل |
فإن أتاها مهر فلله درها | وإن أتاها بغل فمن ذلك البغل |
بمجرد انتهائها من قول شعرها، أظهرت غضبا شديدا وتوجهت إلى خادمها قائلة له: اذهب إلى هند وأخبرها أنني طلقتها بكلمتين فقط، وإن قلت مرة أخرى سأقطع لسانك. وأعطها هذه العشرين ألف دينار. ذهب الخادم وقال لها: “كنت فبنت”، أي أنها كانت زوجته والآن قد طلقها. وبسبب براعتها الكلامية الشديدة، ردت عليه قائلة: “كنا فما فرحنا… فبنا فما حزنا.” ثم قالت له فرحة: خذ المال كله لك.
زواجها من عبد الملك بن مروان
ظلت بعدها فترة لا يستطيع أن يتقدم لخطبتها أحد فهي طليقة الحجاج الثقفي ومن ذا الذي يجرؤ، وللمرة الثانية تثبت دهائها حين قدمت العطايا للشعراء حتى يمتدحوها عند الخليفة ” عبد الملك بن مروان ” ففعلوا وجعلوا يمتدحونها ويمتدحون جمالها وحسن طلتها ورجاحة عقلها حتى اعجب بها الملك وطلب الزواج منها.
أرسلت هند كتاباً إلى عبد الملك تقول فيه ” بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صل الله عليه وسلم، اعلم يا أمير المؤمنين أن الكلب ولغ في الإناء” ففهم مقصدها ورد عليها كتاباً قال فيه : قال رسول الله صل الله عليه وسلم “إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب”، فردت عليه هند بكتاب “بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صل الله عليه وسلم، فإني لا أجري العقد إلا بشرط، فإن قلت ما الشرط ؟ أقول : أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها، ويكون حافي القدمين بلباسه الذي كان يلبسه قبل أن يصبح والياً”.
نفذ عبد الملك طلبها وأرسل إلى الحجاج يأمره بما طلبت ولم يستطع الحجاج الرفض وفعل، ذهب إليها وطلب منها ان تتجهز ففعلت، وركبت المحمل مع جواريها، واخذ الحجاج يقود البعير، إلا أنها كشفت الستار حتى رأته وضحكت كيداً له فأنشد فيها : “فإن تضحكي يا هند رب ليلة تركتك فيها تسهرين نواحا” فأجابته :
وما نبالي إذا أرواحنا سلمت | مما فقدناه من مال ومن نسب |
المال مكتسب والعز مرتجع | إذا شفي المرء من داء ومن عطب |
وما أن انتهت من إنشاد هThe provided text is already in Arabic. Here`s a transliteration of each line:.
عندما وصلت الراحلة، قرر الحجاج التأخر في الإسطبل، وعندما دعاه الملك للوليمة، قال: أمي ربتني على عدم تناول فضلات الرجال. فهمها عبد الملك ولم يقترب منها، بل زارها فقط. وعندما علمت بما حدث، أرسلت لطلبه، وعندما رآه قريبا، قطعت عقد اللؤلؤ ورفعت ثيابها لإغرائه بجمالها. ثم جلست على الأرض ترتب حبات اللؤلؤ وتقول: سبحان الله. فقال لها عبد الملك: لماذا لم تسبحي؟ فقالت: هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك. فقال: نعم. فقالت: ولكن شاءت حكمته أن لا يثقب إلا بواسطة الغجر. فقال لها: صدقت والله. لعن الله من خانني فيك، ودخل به.