قصة نجاح هنري فورد
يُعتبر هنري فورد مثالاً يحتذى به في النجاح والتفوق، فقد واجه العديد من الصعوبات حتى وصل لهدفه، وكان له الفضل في انشاء أول مصنع لإنتاج السيارات و إنتشارها في جميع أنحاء العالم، كما أنه أتاح الفرصة للرجل العادي بإستخدام السيارة والإستفادة منها بدلاً من كونها وسيلة ترفيهية للشخص الغني فقط.
نبذة عن بداية حياة هنري فورد :
ولد هنري فورد في 30 يوليو عام 1863 بمدينة ديربورن ب ولاية ميشيغان بأسرة بسيطة تعمل على مهنة الزراعة، ولم يكن فورد شغوفاً بحياة المزراعة وكان يحب كل ما يتعلق بأمور الميكانيكا،ولذلك عندما وصل إلى سن 16 عام سافر إلى مدينة ديترويت و عمل فترة كمتدرب ميكانيكي، مما أكسبه خبرة كبيرة جعلته بعد ذلك يلتحق بشركة “ويستينغهاوس إينجينز” في مدينته والتي لم يدم بها طويلاً بسبب زواجه.
في عام 1891، عمل هنري كمهندس في شركة “إيديسون” للكهرباء وتقدم حتى أصبح رئيس المهندسين في الشركة، وكان شغفه بالمحركات يدفعه لتعلم كيفية صنعها تدريجيا. في عام 1896، قام هنري بالتعاون مع الميكانيكي “جيم بيشوب” بتصنيع اختراعه الأول الذي سماه “الدورة الرباعية”، وهي عبارة عن أول عربة تعمل بوقود، ثم قام ببيعها مقابل 200 دولار بهدف تصنيع واحدة أفضل.
محاولات فاشلة سبقت النجاح :
بعد وصول خبر اختراع هنري لهذه السيارة لشركة `أيديسون` للكهرباء، تم ترقيته إلى منصب المدير العام للشركة، ولكن كانت الشرط هو ترك أي عمل آخر. وعلى الرغم من أن الترقية زادت راتبه وكانت مناسبة لعائلته، إلا أنه استمر في التفكير في طرق للعودة إلى العمل بابتكاره. وفي الواقع، حدث ذلك عندما لاحظ ويليام مور، تاجر الخشب، تأسيس شركة `ديترويت` للسيارات ودعاه للانضمام إليه. لم يتردد في ترك وظيفته وتعيينه ككبير مهندسي الشركة الجديدة.
بالرغم من شخصية هنري العبقرية إلا أنه كان لا يدرك شيئاً في أمور الحسابات والأرقام ولا يقدّر حجم المصاريف في الحياة العملية، كما أنه يكره العمل مع الآخرين، وبدأ جميع من ساندوه في الغضب من تصرفاته، حيث أن الشركة لم تحقق نجاحاً كما أنه لم يتم تصنيع عدد كافي من السيارات، وفي النهاية تم تصفية الشركة و إقالة هنري.
عانى فورد من فترة من الإحباط حتى قنع بعض ممولي الشركة القديمة بتأسيس شركة لتصميم سيارات السباق، وحققت الشركة نجاحا مقبولا لمدة 16 شهرا، لكنه لم يستمر طويلا بسبب اختلاف هنري مع شركائه، وبدأ الناس في تجنب العمل معه لأنهم وجدوا فيه شخصا صعب التعامل معه.
بداية النجاح وتأسيس شركة فورد :
عندما وصل هنري إلى سن 40 عاماً، جاءت بباله فكرة عمل صالات عرض للسيارات ليجرب الناس بها سياراتهم، ليس هذا فقط بل أيضاً كان يطمح لجعل السيارات وسيلة يستفيد جميع الناس من كل الطبقات، فلا تكون حكراً على طبقة الأغنياء فقط، وفي ذلك الوقت تلقّى فورد الدعم من “الكسندر مالكولمسون” والذي عُرف في ذلك الوقت بتجارته في الفحم، وفي عام 1906 نجح هنری في تأسيس “شركة فورد لصناعة السيارات” وأصبح رئيساً لها.
حققت الشركة نجاحا كبيرا وتطورت يوما بعد يوم، وبعد أن وصلت إلى مرحلة كبيرة من التقدم، بدأ هنري في التفكير في رغبته في تصنيع سيارات متاحة لجميع الفئات الاجتماعية. وبالفعل، لم ينتظر طويلا وقام بنشر إعلان في صحف ديترويت في عام 1905 يعلن أنه يمكنه تصنيع 10,000 سيارة وبيع كل سيارة منها بسعر 400 دولار فقط. أثار هذا الإعلان ضجة كبيرة وفي نفس الوقت أثار غضب شركائه، فاضطر لشراء 85% من الأسهم لينفصلوا عنه.
وفاة هنري فورد :
توفى هنري عام 1947 وكان عمره يناهز 83 عام، وقد ترك ثروة تقدر بحوالي 500 إلى 700 مليون دولار، وكذلك شركة السيارات العالمية والتي آلت رئاستها إلى حفيده هنري فورد الثاني. وقد أصبحت شركة فورد من أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتقوم بتصنيع العديد من موديلات السيارات منها “جاغوار”، “لاند روفر”، “أوستين مارتين”، “لينكولن” وغيرها.
أشهر أقوال هنري فورد :
– معظم الناس يضيعون وقت كبير وطاقة عالية في الدوران حول المشاكل بدلاً من محاولة حلها. المشاكل هي تحدي لقدراتك, فالمشكلة تظل مشكلة حتى تحل, والحل هو الجائزة للشخص الذي ساهم في حلها. بدلاً من تجنب المشاكل, يجب علينا أن نواجهها ونرحب بها ومن خلال التفكير الصحيح نجعلها تعود علينا بالنفع والمكسب.
تقسيم المهمة إلى وظائف صغيرة يجعلها سهلة ويسهل إنجازها دون صعوبة
إذا كان المال هو الأمل الوحيد لتحقيق الاستقلال، فلن تتمكن من الحصول عليه، فالأمان الحقيقي الذي يمكن للإنسان أن يحصل عليه في هذا العالم هو تجميع المعرفة والخبرة والقدرة.