قصة نبي ورد ذكره في القران الكريم
القرآن الكريم مليء بالقصص الرائعة، ومن بينها قصص لعدد من الأنبياء. كانت قصة سيدنا موسى واحدة من القصص الأكثر انتشارا في عدد من السور.
قصة سيدنا موسى كما ذكرت في القرآن الكريم
يعتبر سيدنا موسى عليه السلام أحد الأنبياء الأكثر شهرة والرسل الأكثر تحملا، وتلقبهم بكليم الله، حيث تجاوز محنة الإله التي أرادت الناس أن يعبدوها بدلا من الله تعالى. كانت محنة الناس بهذا الإله موجودة قبل ولادة موسى، حيث كان يقتل الأطفال ولكنه لا يقتل النساء خوفا من أن ينشأ منهم ولد ينهي حكم الفراعنة. لذا وكلف جنوده بتحديد عدد النساء الحوامل لقتل المولود إذا كان ذكرا، وإذا كانت أنثى فإنهم يبقونها ولا يقتلونها. تفاقمت محنة هذا الشعب بسبب ذلك، وذكر الله تعالى في كتابه الكريم: `إن فرعون على الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ۚ إنه كان من المفسدين.
عندما رأى فرعون أن بني إسرائيل كانوا ينتهون، أمر فرعون رجاله بقتل الأولاد في العام الأول وإبقاءهم في العام الثاني. وعندما حملت أم سيدنا موسى، خافت وقلقت كثيرا، فقامت بإخفاء حملها ولم تظهره حتى ولادته. ووضعت الله في قلبها أن تضعه في تابوت وتضعه في نهر النيل، وكلما أصابها الخوف، ربطت حبال التابوت وأرسلته. وعندما أراد الله تعالى أن يربي سيدنا موسى في بيت فرعون، نسيت أمه أن تربط حبال التابوت، لكن الله طمأنها وأخبرها أنه سيعود إليها وسيصبح نبيا. وتم العثور على التابوت من قبل أشخاص من بيت فرعون، وأخذوه إلى زوجة فرعون، ولطف الله عليه في ذلك بأن زوجة فرعون أرادت الاحتفاظ به في منزلهم، ولم تكن تعلم بأن زوجها سيقتله.
زوجة فرعون استفادت كثيرا من موسى، فهدايتها كانت عن طريقه. وعندما شعر موسى بالجوع، حاولت زوجة فرعون إطعامه، لكنه رفض. وبدلا من ذلك، أرسلت أختها لتتأكد من حالته. وعندما علمت أختها برفض موسى للأكل من أي امرأة، اقترحت زوجة فرعون أن تتبنى دور مرضعته. وبهذا، تحقق الله وعده لأم موسى بإعادته ابنها إليها. عاش موسى في بيت فرعون حتى بلغ سن الأربعين، ثم بدأ الله يوحي إليه. وخلق الله أسبابا لهجرته، وذلك بعد أن قتل مصريا هاجم إسرائيليا. فأصبح موسى مطلوبا من قبل فرعون، ولكن الله أخبره بخطر فرعون وهاجر إلى مدينة. وبمساعدة الله، تزوج وبدأ العمل، وكل ذلك ببركة دعائه واستنجاده بالله عندما هرب من ظلم فرعون.
دعوة موسى لفرعون
– حينما عاد موسى إلى مصر بعدما لزم ذلك، ضاع في طريقه حيث نزل بين الجبال وكان طقس وقتها شديدة البرودة وممطر فحاول محاولات كثيرة لكي يشعل النار ولكنها لم تشعل، وأثناء محاولاته رأى نارا من بعيد، فقال الله عز وجل: (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)، وكان اسم هذا الوادي طوى، وكان موسى عليه السلام مستقبلا القبلة، فناداه الله عز وجل، واشتمل هذا النداء عدة أمور منها: تعريف الناس بالله تعالى، وأمرهم بعبادة الله وحده، وعدم الشرك به أو الاعتراف بأن هناك آلهة غير الله، فقال الله تعالى: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري)، وتحدثه عن الساعة وأن الساعة هي وقت الجزاء فقال عز وجل: (إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفيها لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما تَسعى*فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنها مَن لا يُؤمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَردى)، وهناك آيات أخرى كانت تدل على صدق موسى وتأييد الله له وآيات أخرى يأمره الله فيها، فأرسله الله إلى فرعون ليقوم بدعوته أن يترك الضلال ويعبد الله تعالى وحده، وكان يدعو موسى الله أن يساعده في هذه الدعوة ويعينه عليها بأن يبعث الله معه هارون أخاه واستجاب الله له.
– كانت أول معجزة لسيدنا موسى أمام فرعون هي العصا، وبعد ذلك كانت هناك معجزات أخرى كثيرة مثل وضع يده في جيبه وإخراجها بيضاء متلألئة، وكانت المعجزات تشمل أيضا الطوفان والسنين والبحر والجراد والضفادع والقمل والدم.
دخول الأرض المقدسة
بعد أن أنقذ الله سيدنا موسى وبني إسرائيل من فرعون، أخذهم موسى إلى الأرض المقدسة لكي يحرروها وينقذوها من الظالمين الجبارين الذين كانوا فيها. ورأوا أثناء مشيهم قوما يعبدون صنما، فطلبوا من موسى أن يأتي لهم بصنم يعبدوه مثل هؤلاء القوم. فذهب موسى ليدعوا ربه، ثم رجع غاضبا ومعه ألواح التوراة، لأن قومه قاموا بعبادة العجل أثناء غيابه. وبدأ موسى يذكرهم بفضل الله عليهم ونعمه في الدنيا والدين، ولكنهم خانوا سيدنا موسى. وبسبب ذلك، عاقبهم الله بمنعهم من دخول الأرض المقدسة لمدة 40 عاما. وبعد ذلك، توفي سيدنا موسى عليه السلام ودفن في الأرض المقدسة.