قصة موسى وسيدنا الخضر
أخبرنا الله تعالى في سورة الكهف قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، وهو عبد من عباد الله الصالحين، وفي هذه القصة العديد من الحكم والعبر للمسلمين. وتبدأ القصة عندما اعتقد سيدنا موسى عليه السلام بأنه أكثر الناس علما، فخطب في قومه وسألهم أي الناس أعلم، ثم رد وقال أنه أعلم الناس ولم ينسب هذا العلم لله تعالى .
الله تعالى يعلم أن سيدنا موسى ليس الأعلم بين الناس
فأراد الله أن يعلم نبيه أنه فوق كل ذي علم عليم . فأوحى إليه أن يوجد في الأرض عبد صالح من عباد الله أعلم منه. ويعيش عند مجمع البحرين في عدن . فطلب سيدنا موسى من الله ان يلتقي بهذا العبد .فأمره الله أن يأخذ معه مكتلً ويضع فيه حوت . وعندما يضيع منه الحوت سوف يجد سيدنا الخضر .
ذهب سيدنا موسى إلى المكان الذي أمره به الله تعالى، وكان يرافقه الفتى يوشع بن نون الذي كان يتعلم منه ويخدمه. وعندما وصلوا إلى صخرة، ناموا وعاد الحوت وسقط في البحر، ولم يدري سيدنا موسى ولا الفتى، واستمروا في سيرهم في اليوم التالي .
سيدنا موسى يلتقي بالخضر
وعندما تعبوا من السير وجاعوا طلب سيدنا موسى من فتاة أن يحضر الغذاء لهما . فتذكر الحوت وإعتقدوا أنهم نسوه عند الصخرة . فعادوا مرة أخرى ناحية الصخرة ليبحثو عنه ، وعندما وصلوا إلى الصخرة وجدو شيخاً كبيراً في السن .فسلم عليه سيدنا موسى وطلب منه أن يعلمه مما علمه الله . فأخبر سيدنا الخضر أنه لن يستطيع أن يصبر حتى يتعلم .
قال تعالى: ورد في القرآن الكريم قصة موسى وفتاه عندما قال موسى لفتاه: “لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا”، ولكنهما نسيا حوتهما عندما وصلا إلىمجمع بينهما، فاتخذ الحوت سبيله في البحر سرباً، وعندما جاوزا الحوت قال لفتاه: “آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا”، وقد نسي موسى الحوت إلا بتدبير من الشيطان
موسى يسير مع الخضر ليتعلم منه
الموقف الأول
شرط الخضر على سيدنا موسى أن لا يسأله عن شئ حتى يخبره هو بنفسه . ثم انطلقا معاً على ساحل البحر فسارت بجوارهما سفينه صعدو فيها بدون أجر ، وفوجئ سيدنا موسى بأن الخضر يقوم بتخريب السفينة بالقادوم ، فلم يصبر سيدنا موسى واعترض على هذا التصرف وقال للخضر أنه سوف يعرض السفينه للغرق ، فذكره الخضر بأنه وعده أنه لن يسأل عن شئ حتى يخبره بنفسه ، فإعتذر له سيدنا موسى عما قاله بسبب النسيان .
بعد ذلك، هبط عصفور صغير على حافة السفينة ونقر بمنقاره في الماء، فأخبر الخضر سيدنا موسى أن علمهما مجتمعًا لا يساوي نقرة العصفور في بحر المعرفة الإلهية .
(فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا )
الموقف الثاني
خرج سيدنا موسى والخضر من السفينة ومشيا على الشاطئ، فرأى الخضر صبيًا يلعب مع صبيان آخرين فقام بقتله. فاستنكر سيدنا موسى تصرف الخضر وتعجب منه، فذكره الخضر مرة أخرى بالشرط الذي اتفقوا عليه في بداية السير، فاعتذر سيدنا موسى مرة ثانية. ومضيا في طريقهم معًا.
الموقف الثالت
وصل سيدنا موسى والخضر غلى قرية ، رفض أهلها أن يستضيفهما ، فوجد الخضر حائطا ً آيلاً للسقوط فقام الخضر بإصلاحه . فقال له سيدنا موسى أنه يجب أن يطلب منهم أجراً على هذا العمل . فقال له الخضر أنه بسؤاله هذا ستكون نهايتهما في السير معاً ، وأنه سوف يخبره بأسباب الأمور التي لم يستطيع سيدنا موسى الصبر على معرفتها .
يخبر الخضر سيدنا موسى بسبب تصرفاته التي جعلت سيدنا موسى يتعجب منها
في الموقف الأول، عندما قام الخضر بخرق السفينة، كان الهدف هو إنقاذها من ملك ظالم يأخذ السفن الجيدة بالقوة، وعلى الرغم من أن هذا الموقف يبدو فاسدًا، إلا أنه في الحقيقة يرحم أصحاب السفينة من ظلم الملك.
في الموقف الثاني الذي تم فيه قتل الصبي، تم ذلك لأن الصبي كان سيسبب شقاءً لوالديه بسبب انحرافه وكفره، وأراد الله أن يمنحهم خيرًا منه .
فيما يتعلق بالموقف الثالث، قام بإعادة بناء الجدار بهدف الحفاظ على كنز ثمين لولدين يتيمين، وكان والدهما رجلا صالحا، حتى يتمكنا من استخراجه عندما يكبرا ويصلان إلى سن البلوغ .
في النهاية، أخبر الخضر سيدنا موسى بأنه فعل كل ذلك بعلم الله وليس بعلمه .