قصة مقولة ” داحنا دفنينه سوا “
داحنا دفنينه سوا” هي عبارة شعبية قديمة يتم استخدامها عندما يريد شخص ما إظهار حقيقة تخالف ما يزعمه أمام الآخرين، وتعني أنه يعلم الحقيقة عن هذا الشخص وأنه مجرد مدعي ولا يوجد له أي دليل على ما يزعمه، ولكنه لا يريد الكشف عنه للآخرين.
قصة مقولة “داحنا دفنينه سوا”:
كانت هناك أخوان يعملان في التجارة وكان لديهم حمار يدعى أبو الصبر بسبب قدرته الكبيرة على تحمل التعب من نقل البضائع يوميا إلى السوق. ومع التحميل المتكرر والأعباء الثقيلة، مرض أبو الصبر واضطر الأخوان أن يحملوا البضائع بأنفسهم كل يوم إلى السوق. علم الأخوان مدى قيمة هذا الحمار وكيف كان يحمل أوزانا لا تطاق، وتمنوا من الله تعالى أن يشفي أبو الصبر حتى يتمكنوا من استئناف تجارتهما. وبعد أيام قليلة، توفي أبو الصبر، فشعر الأخوان بحزن شديد على فقدانهم للحمار، وقاما بدفنه وجلسا يبكيان بجوار قبره.
مر الأخوان من هنا وهما في هذه الحالة مع مجموعة من الناس وسألوهم عن سبب بكائهم على القبر، فأجاب الأخ الكبير بأن أبو الصبر الذي كان يلبي جميع طلباتنا قد توفي، وقال الأخ الصغير من سيساعدنا بعد وفاة أبو الصبر؟ فظن الناس أن أبو الصبر كان مشهورا أو إماما يمتلك قدرات خارقة، فاتفقوا على بناء شاهد عظيم وفخم له وأن يكون الأخوان حراسا لهذا البناء.
وافق الأخوان على هذه الفكرة المربحة فهم سوف يحصلون على جميع التبرعات والنذور التي تأتي للشيخ أبو الصبر ولن يحتاجوا للعمل أو لممارسة التجارة فالأرباح تأتي من هؤلاء المغفلين الذين يسعون وراء كرامات أبو الصبر، وفي أحد الأيام وأثناء اقتسام التبرعات بين الأخوان قام الأخ الكبير بالتعدي على نصيب الأخ الصغير وأخذ زيادة عنه، فما كان من الأخ الصغير إلا أن قال له: سوف أشتكيك للشيخ أبو الصبر، فضحك الأخ الكبير من كلام أخيه وقال له: “داحنا دفنين سوا” يعني أنه يعلم حقيقة الموجود بذلك القبر وأنه مجرد حمار.
المستفاد من القصة:
يجب على المسلم عدم الانجراف وراء حكايات الناس والقصص التي يحدثون عنها، حيث إن الكثير منهم يكذبون ويدّعون. فهؤلاء الأشخاص كانوا يتقربون من قبر شخص مات منذ زمن الزمن ويدّعون أنه شيخ يأتي بالكرامات، ولم يهتموا بالتحقق من هذا الشيخ وأصله، حتى يتأكدوا من صحة هذا الكلام.
لا يوجد شيء يسمى الذهاب والتبرع عند القبور والشواهد لهؤلاء المنافقين الذين يدعون أنهم يعبدون الله. بل يجب التأكد من أن الأموال والصدقات تذهب لمن يستحقونها من الفقراء والأيتام.
– قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «لعن الله اليهود والنصارى الذين اتخذوا قبور أوليائهم مساجد»، لذلك يجب الحرص على عدم الوقوع في هذا الإثم العظيم.