قصة مقتل أبو الطيب المتنبي
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي هو الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي، الذي كان مشهورا بين شعراء عصره، وكتب الكثير عنه من الكتاب والمؤرخين بحكمته في الشعر، حيث كان نادرا في عصره، ومفخرة للأدب العربي في العلم، وكان يتخصص في مدح الملوك، وكان شديد الذكاء واكتشفت موهبته الشعرية منذ الصغر، وقد كتب قصيدته الأولى عندما كان في التاسعة من عمره .
صفات أبو الطبي المتنبي و حياته
اشتهر المتنبي بالشجاعة والكبرياء، كما كان يُعرف بحبه للمغامرات وزيادة الطموح لديه، وكان دائماً معتزًا بعروبته، واشتُهر بالفلسفة التي استخدمها في العديد من قصائده، كما كان حكيمًا في الفكر واللسان، وذلك وفقًا للكتابات التي تحدثت عنه .
وكان ماهرا في اللغة العربية، بالإضافة إلى امتلاكه مخزونا كبيرا من الكلمات العربية ومفاتيح اللغة البارعة. وليس هذا فحسب، بل قام أيضا بابتكار العديد من المعاني والمفردات في اللغة. ومن أبرز صفاته التي برزت في شعره هو تفجر الأحاسيس والمشاعر لديه، وكانت أشعاره تتميز بالعذوبة والجمال وليست مبنية على التكلف والتصنع .
كيف توفى المتنبي ؟
وقد قام المتنبي بالسخرية من ضبة بن يزيد الأسدي العيني في إحدى قصائده، حيثبت أن ضبة بن يزيد كان واحدًا من أشهر قطاعي الطرق في ذلك العصر، ومطلع هذه القصيدة كان:
القوم ظالمون للضب والأم ظالمة للطرطبة
وأنا فقط قلت ما قلته، ليس من أجل المحبة وإنما من أجل الرحمة
هذا الحدث أثار غضب ضبة بن يزيد الأسدي. عندما عاد أبو الطيب المتنبي إلى مدينة الكوفة وكان برفقة مجموعة من أصدقائه، التقى بفاتك بن أبي جهل الأسدي في طريقه. فاتك كان ابن عم صبة، وكان بصحبة مجموعة من أصدقائه وأقربائه. بدأ فاتك بن أبي جهل الخلاف والقتال. استمرت المعركة بين مجموعة المتنبي ومجموعة فاتك بن أبي جهل حتى قتل أبو الطيب المتنبي وابنه وغلامه. تم قتل المتنبي بالقرب من دير العاقول في منطقة النعمانية، وهي تقع غرب مدينة بغداد .
لمحات من حياة المتنبي
و قد ولد المتنبي في الفترة التي تفككت بها الدولة العباسية ، و التي قد عرفت باسم فترة التفكك السياسي و النضج الحضاري ، و قامت خلال هذه الفترة الكثير من المعارك و الصراعات بين الدول المتفككة من الدولة العباسية ، و التي كان من بيدها إمارات و دويلات صغيرة تشارك في الصراعات و كانت من بينها أيضا بلاد الشام ، و ظلت هذه الصراعات حتى قامت الروم بغزوها .
تأثرت حياة أبو الطيب المتنبي بشكل كبير خلال تلك الفترة، حيث تم تعزيز عروبته وظهر ذلك في أشعاره، التي كانت دائمًا تتسم بالوطنية، بالإضافة إلى ذكاءه الشديد الذي استخدمه في كتابة الأشعار والقصائد .