قصة مأساة غرق الباخرة سلطانة في الأربعينات
يُعَد غرق الباخرة سلطانة كارثةً وخسارةً كبيرةً، خاصةً في ظل وجود الحرب الأهلية العالقة في ذلك الوقت، حيث شهد ركاب الباخرة كل أنواع الموت والخوف واليأس الشديدين .
استعداد الناس للركوب في الباخرة
كان يوجد في الباخرة أكثر من 2000 أسير من أسرى الحرب ، و كان الكثير منهم لا يزالون مرهقين من أثر الحرب ، و كانت السفينة مزدحمة جداً ، و يوجد على متنها الكثير من الناس ، حيث غادر الناس مدينة فيكسبرج في 24 إبريل ، و توجهوا إلى نهر المسيسيبي ، أملاً في مقابلة عائلاتهم ، و مزارعهم في ميشيغان ، أوهايو ، إنديانا و غيرها من الأماكن .
رواية المؤرخ هوفمان عن غرق الباخرة
يقول المؤرخ والمؤلف آلان هوفمان : كان جميع هؤلاء الرجال في طريق عودتهم إلى بلادهم بعد مرور الكثير من المحن ، حيث كان الناس يموتون بإستمرار حولهم لمدة أربعة سنوات ، و كان الجميع يعتقدون أنهم في طريق عودتهم لديارهم ، و بعد يومين من إقلاع الباخرة ، و قد كانت الباخرة مزدحمة و مليئة بالناس ، و الجدير بالذكر أنه قد صادف حينها أن يحدث ذوبان في الشمال و الذي قد تسبب في واحدٍ من أسوء الفيضانات التي قد تحدث في فصل الربيع على الإطلاق ، و لكن الباخرة قد توقفت في ممفيس في يوم 26 إبريل .
و لكن استمرت الثلوج في القدوم من الشمال على الباخرة حتى الساعة الثانية صباحاً من ليلة الإقلاع ، و امتدت سبعة أميال فوق ممفيس ، مما قد أدى ذلك إلى انفجار المرجل الخاص بالباخرة ، ثم انفجر اثنين أخرين في تتابع سريع ، و قد أدى ذلك إلى زيادة الجحيم على هؤلاء المساكين الذين عانوا الكثير في الحرب .
وأضاف أن بعضهم توفوا على الفور، وكتب هوفمان في كتابه `سلطانة` عن النجاة من الحرب الأهلية والسجن، وأسوأ كارثة بحرية في التاريخ الأمريكي آنذاك، أن العديد منهم استفاقوا في تلك الليلة ليجدوا أنفسهم يطفون في البحر، ولم يفهم أحد منهم ماذا حدث، إلا أنهم فجأة وجدوا أنفسهم في منتصف نهر المسيسيبي، يواجهون مصيرهم، وكثير من الركاب أحرقوا على متن السفينة جراء الحريق الذي اندلع .
والقليل منهم كان محظوظا حين تشبثوا بحطام الباخرة في النهر، أو على ظهر الخيول والبغال التي هربت من القارب، على أمل أن يصلوا إلى الشاطئ، ولكنهم لسوء الحظ لم يتمكنوا من ذلك، بسبب شدة الظلام وعمق المياه في هذا المكان من النهر، وهناك من واجه مصيرا مفزعا وخيارا أسوأ على الإطلاق، بين البقاء على متن الباخرة التي تحترق أو القفز في الماء، بينما يوجد بعضهم الذين لا يستطيعون السباحة على الإطلاق .
رواية أحد الناجين
ذكر جندي نجا من الغرق في ولاية أوهايو عن الصراخ المؤلم وأصوات الجرحى ورائحة احتراق لحوم ركاب الباخرة .