قصة لعله خير
لعله خير هي إحدى القصص التي تعبر عن الإيمان الداخلي للبشر وتفاوته ومدى شعور الإنسان بأنه ما يفعله الله له هو كل خير حتى وإن كان ظاهره العكس، فهي رسائل ربانية تعبر عن عظمة الله وحسن صنيعه بعباده حتى وإن كنت ترى عكس ذلك، وهذه القصة لرجل حكيم رأى الخير في المحن منح ربانية.
قصة لعله خير :
يروي الأجداد عن وزير حكيم اتصف بالإيمان والورع الشديد خرج مع الملك في نزهة للصيد وكان كلما اصطاد الملك صيد قال : لعله خير، وفجأة وعلى حين غفلة سقط الملك في فخ من الأفخاخ داخل الغابة وجرحت يده، فقال الوزير : لعله خير، فسمعها الملك وأغضبته، وذهب الملك إلى الطبيب فقال له الطبيب أن إصبعه يجب أن يقطع فقال الوزير : لعله خير، فاستشاط الملك غضباً ورفض قطع إصبعه إلا أن النزف استمر واضطر إلى تنفيذ أوامر الطبيب، وبعد إنهاء العملية قام الملك باستدعاء الوزير، وقال له ما هو الخير الذي تراه في قطع إصبعي، إنك لخائن وعاقبه بالسجن المؤبد.
فائدة الإصبع المقطوع :
بعد وقوع هذه الحادثة، خرج الملك لفترة طويلة في رحلة بعيدة جدا عن مملكته للصيد. ولكنه أسر وأمسك في يد عبدة الأصنام. وقدموا قربانا للآلهة، وأعلنوا أنه سيذبح تحت أقدام الإله. وعندما أمسكوا به، قطعوا إصبعه. لكن الملك توقفت المراسم فور رؤية الإصبع المقطوع، وتركوه. استغرب الملك ذلك، ولكنه سرعان ما عرف السبب وراء ما حدث. فالإصبع المقطوع هو السبب الذي أنقذه، ولا يمكن أن يقدم قربانا ناقصا للإلهة.
استدعاء عاجل للوزير :
عاد الملك بسرعة إلى مملكته وهو يحمد الله على نجاته من هذه المحنة الرهيبة ودعا الوزير قائلا له: كيف رأيت الخير في قطع إصبعي، وفي سجنك فأنت ظللت تردد لعله خير دلني، فأجاب الوزير قائلا: لو لم يقطع إصبعك، كنت في عداد الأموات يا ملكنا، ولو لم تسجني لكنت القربان التالي لهؤلاء المجانين، ولكن الحمد لله الذي نجاك بقطع إصبعك ونجاني بالسجن.
قصة لعله خير من القصص الإيمانية :
فهي تتحدث عن الإيمان الكامل بالله، وبقدره حلوه ومره، بدون إنكار أو انزعاج من المصائب التي تحل بنا والتي قد تكون المنجية لنا ونحن لا نعلم، فقد أخبرنا الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه أنه حتى الشوكة ترفع عنا خطيئة وتمنحنا ثواب فقد قال صل الله عليه وسلم “ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها، إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة” فهنيئاً لنا بهذا الدين العظيم.
ينبغي لأخي المسلم أن يمتلك تفكيرا متزنا وحكيما، ويؤمن بالأمور المحيطة به ويتأكد من أن كل هذه الأمور هي لصالحه وليست ضده، ولا تعتبره نقمة من الله. بل يتأكد من أن كل هذه الأمور هي خير له وتساعده على رفع درجاته ومغفرة خطاياه، وهذه القصة تدعونا للإيمان والثقة بالله وحده، لأنه هو العالم بجميع أمورنا والصالح لنا، حتى لو كان هذا الأمر يخالف رغباتنا، ولكنه يعمل دائما لصالحنا.