قصة عن حق المسلم على المسلم
ما معنى حق المسلم على المسلم
رغم أن حقوق المسلم على أخيه المسلم كثيرة، إلا أن الإسلام قام بتشريعها وتحديدها، وأمر الله سبحانه وتعالى بحفظها وصيانتها، وذلك للحفاظ على العلاقة القوية بين المسلمين، وشرع الله لنا هذه الآداب في الإسلام حتى يضع حدودا لطرق التعامل بين الناس، وحتى يحفظ حقوق كل فرد، ونهى عن انتهاك حقوق الآخرين، سواء كان ذلك متعلقا بحقوق المسلم نفسه أو بعلاقته مع أخيه
قال تعالى في كتابه الكريم: إن المؤمنين إخوة فليصلحوا بين أخويهم وليتقوا الله لعلهم يرحمون” هذه الآية الكريمة من سورة الحجرات الآية رقم 10 تأتينا لتؤكد على طبيعة العلاقة بين المسلمين، وتشدد على أهمية تحسين العلاقات بينهم وتقوى الله، عسى أن يرحموا بعضهم البعض. وقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن قائلا: “حق المسلم على المسلم ستة: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه.
قصة حديث حق المسلم على المسلم
جاء حديث رسول الله إلينا ليحث المسليمن على بعضهم البعض، وأن يتراحمون فيما بينهم، ولقد تمثلت مظاهر الرحمة في الأمور التي حث عليها الرسول، والحديث كما يأتي: جاء في صحيح مسلمٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((حق المسلم على المسلم ستٌّ))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه، وإذا استنصَحك فانصَح له، وإذا عطس فحمِد الله فشمِّته، وإذا مرِض فعُدْه، وإذا مات فاتَّبِعه)، وسنتناول بالتفصيل جميع الآداب التي حث عليها الله رسولنا الكريم في هذا الحديث كما يلي:
- إذا لقيته فسلِّم عليه
ووفقا للحديث الشريف، فإن لكل مسلم حقا في أن يبادل أخاه التحية بقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويجيبه أخاه بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فإن تبادل التحية بالسلام هو أحد الأمور التي تجلب المحبة وتزرع المودة بين الناس، وذلك استنادا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ فشروا السلام بينكم)
- إذا دعاك فأجِبْه
من حق المسلم على أخيه المسلم أن يقوم بإجابة دعوته ما إذا قام بدعوته لوليمة أو لعرس أو أي مناسبة، وذلك لأن بهذه الطريقة يصل المسلم أخاه المسلم، كما أن من فوائده اجتماع المسلمين معًا وخاصةً إن كانوا من ذوي الأرحام، فيجب على المسلم ألا يتهاون في تلبية دعوة أخاه المسلم وذلك جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دُعي أحدُكم إلى الوليمة فليأتِها)، لكن إن كانت هذه الدعوة إلى مكان به منكرات ومحرمات تغضب الله سبحانه وتعالى فيجب تجنبها لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
- إذا استنصَحك فانصَح له
لحق المسلم بأخيه المسلم أن ينصحه إذا طلب النصيحة، بشرط أن تكون النصيحة بدون غش، أي أنه لا يفضل مصلحته الشخصية على نصيحة أخيه. على سبيل المثال، أن يقول له: اشتر مني كذا وكذا لأنها تحتوي على مزايا، ولكنه يعرف أنها تحتوي على عيوب، هذا يعتبر غشا لأخيه. ويجب أيضا عليه أن ينصحه بالأشياء الجيدة إذا وجد عيوبا فيها. وذلك بناء على ما جاء في صحيح مسلم عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة)، فقالوا: لمن يا رسول الله؟ فقال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم).
- إذا عطس فحمِد الله فشمِّته
من حق المسلم أن يشمت أخاه المسلم عندما يعطس، أي أنه عندما يعطس ويقول `الحمد لله`، ينبغي على أخيه المسلم أن يجيب قائلا `يرحمك الله`، وعلى العاطس أن يجيب قائلا `يهديكم الله ويصلح بالكم`، وذلك مذكور في صحيح البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله، ينبغي على كل مسلم يسمعه أن يقول له: `يرحمك الله`، وأما التثاؤب، فإنه من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم، ينبغي عليه أن يمنعه قدر استطاعته، فإذا تثاءب أحدكم ضحك منه الشيطان`.
- إذا مرِض فعُدْه
من حق المسلم على أخيه المسلم أن يزوره في حالة مرضه، وذلك لأن هذا الفعل يحمل فائدة عظيمة للشخص المريض؛ حيث يساعد على تقوية صبره وعزيمته في مواجهة المرض. وبالإضافة إلى ذلك، فإن زيارة المريض لها فضل عظيم، ونبه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام إلى ذلك، حيث قال: (من زار مريضا، ناداه مناد: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا)
- إذا مات فاتَّبِعه
حق المسلم الأساسي على أخيه المسلم هو المشاركة في جنازته ومتابعتها والحضور في صلاة الجنازة. فإن هذا يحمل فضلا كبيرا وأجرا عظيما. وقد ذكر ذلك في صحيح البخاري عن أبي هريرة، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من اتبع جنازة مسلم، إيمانا وحتى يصلى عليها وينهي دفنها، فإنه يحصل على أجر القرطين، وكل قرط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل دفنها فإنه يحصل على قرط)
حق المسلم على المسلم في القرآن
للمسلم حقوق وواجبات كثيرة تجاه أخيه المسلم، والقيام بها له فضل وفوائد عظيمة ليس على الفرد وحده بل على المجتمع، وردت في هذا الصدد آيات قرآنية كثيرة تحث على القيام بحقوق المسلمين، وتشريع بعض الآداب التي يجب أن يلتزم بها المسلمون مع بعضهم البعض، ومن أمثلتها قول الله سبحانه وتعالى: `وتعاونوا على البر والتقوىٰ ولا تعاونوا على الإثم والعدوان` سورة المائدة، الآية 2، والمقصود هنا هو أن من واجب المسلم تجاه أخيه المسلم هو التعاون معه في فعل الخير والتقوى، وعدم التعاون في فعل الإثم والعدوان
فوائد حق المسلم على المسلم
تتضمن فوائد حق المسلم على المسلم الكثير من الفوائد التي تعود على المسلمين وعلى المجتمع الإسلامي بشكل عام، ومن بين تلك الفوائد:
- إن إلقاء السلام من الأمور التي تجمع القلوب وتزيد المحبة، كما أن لها أجرا عظيما
- إن الاستجابة للدعوة لها فوائد كبيرة، من أهمها توحيد الأخوة المسلمين، ويحدث هذا الاجتماع بين المسلمين وهو أمر يحمل أجرًا عظيمًا، وخاصةً إذا كانوا من أشقائنا في الدين.
- يؤدي نصح المسلم لأخيه المسلم إلى تقوية العلاقة بينهم ويعبر عن مدى الحب الذي يجمعهم
- إن تشميت العاطس من الأمور التي تزرع المودة والرحمة بين المسلمين، ويحصل العاطس والشامت على نعمة الدعاء لبعضهم بالحمد والمغفرة والهداية.
- تعتبر زيارة المريض من الأمور الواجبة في الإسلام، حيث لا تعود الفائدة منها على المريض فقط، بل على الزائر أيضًا الذي تذكره بأن النعمة زائلة وأن هذه الدنيا ليست دار راحة.