قصة عن حسن تعامل الرسول مع اليهود والنصارى
نبينا الكريم هو القدوة الحسنة، فهو حقا الشخص الذي يحتذى به. إن المولى عز وجل وصفه في كتابه العزيز بأنه `على خلق عظيم`، وقد تجلى هذا الخلق وظهر في العديد من المواقف، خاصة مع اليهود والنصارى.
خلق الرسول صلى الله عليه و سلم مع أهل الذمة
كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يعتبر نموذجا رائعا في التعامل مع أهل الذمة وغير المسلمين من النصارى واليهود. عندما أسس المدينة المنورة، أكد على التعامل الحسن مع النصارى واليهود، وأمر المسلمين بالتعامل معهم بالبر والقسط والتعاون والحزم. ونزلت آية من الله تعالى في هذا الأمر، حيث قال الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين). وسوف نقدم الآن بعض الأمثلة والقصص التي تدل على حسن تعامل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مع النصارى واليهود.
قصة عن تعامل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مع النصارى و اليهود
– حيث في إحدى الروايات يقال إن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، عندما حاولت يهودية قتله باستخدام شاه مسمومة، لم يقرر أن يقتلها، بل رفض الانتقام منها، ولكنه قتلها بعد أن قتلت شخصا آخر. وعندما أحضروها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وسألها عن السبب وراء فعلتها، قالت إنها أرادت قتله، فأمرهم بتركها.
كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يتعامل مع اليهود في التجارة والمعاملات التجارية بالصدق والأمانة، حيث كان يمنح يهود خيبر الأراضي ليزرعوها، ويحصلون على جزء من محصولها، وكانت جميع الأسواق في عهده تشهد وجود أعداد كبيرة من اليهود، وكانت الأسواق اليهودية تضم العديد من البائعين المسلمين، مما يدل على انتشار الأمن والأمان بين الجميع.
– (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْدِلُ شَعَرَهُ وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ فَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ) كما قالت عائشة رضي الله عنها في هذا الأمر: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى طَعَامًا مِنْ يَهُودِيٍّ إِلَى أَجَلٍ فَرَهَنَهُ دِرْعَهُ).
معاملة الرسول لليهود و النصارى
كما كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام متواضعا جدا في التعامل مع اليهود والنصارى، حيث كان يتعامل معهم ويتحاور معهم، وكان يناقشهم ويسمح لهم بإصدار قوانين خاصة بهم وفقا لدينهم وتعاليمه. ولم يفرض عليهم الالتزام بأي شرط يتعلق بالدين الإسلامي أو تعاليمه، ولكن عندما طالبوا بتحكيم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يحكم بحسب تعاليم الدين الإسلام.
ومن القصص التي تشهد على تعامل الرسول مع النصارى واليهود هو ما كانوا يفعلونه النصارى عندما دخلوا على الرسول واجتمعوا معه في المسجد، وعندما حان وقت صلاتهم كانوا في المسجد، فقاموا ليؤدوا الصلاة ولكن الصحابة كانوا يمنعونهم، فقال لهم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام دعوهم يصلوا.
كما أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أتاح لليهود حق التملك ولم يصادر أي أملاك ضدهم، ولم يجبرهم على التنازل لأي شيء يخصهم في حالة وجود منفعة عامة. وعندما اشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه بئر رومة من يهودي، كانت هذه البئر تخدم المدينة وسكانها، ولكنه لم يجبر اليهودي على التنازل عنها لصالح المسلمين واليهود. بدلا من ذلك، اشترى نصف البئر وأتاح لليهودي الخيار بين الحفاظ على العلاقة بينهما أو بيع نصف البئر. وكان هناك العديد من المواقف الأخرى مثل زيارة الرسول ليهودي مريض كان يؤذيه، وغيرها من المواقف.