طبيب الفقراء أو كما يطلقون علية طبيب الغلابة هو الدكتور محمد عبد الغفار مشالي ، الذي وُلد في محافظة الغربية وذاع صيته وأشتهر بطبيب الغلابة أو طبيب الفقراء ، دكتور محمد عبد الغفار مشالي هو طبيب مصري أصيل وهب عمره وخبرته كلها في مجال الطب لعلاج الفقراء والغلابة وذلك تنفيذاً لوصيه والده رحمه الله الذى ضحى بتكاليف علاجه من أجل إلحاقه بكلية الطب حتى يقوم بعلاج الفقراء والغلابة الذين لا يملكون نقوداً كافية للكشف على أنفسهم أو على أبنائهم .
يتميز الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة بتقديمه العلاج للفقراء والمساكين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الكشف أو العلاج، بخلاف الأطباء الآخرين الذين يرون في مهنة الطب فرصة لتحقيق الربح. فلا يقدم هؤلاء الأطباء خدماتهم الطبية إلا لمن يدفع نقودا أكثر، على الرغم من وجود بعض الأطباء الذين يمارسون الخير ويراعون ظروف المحتاجين والفقراء ويعالجونهم بالمجان. ومع ذلك، يبقى الدكتور محمد مشالي هو القدوة الحسنة والمثال الأعلى في إظهار الخير للجميع، ويعد مثالا يحتذى به في أعمال الخير بالنسبة لجميع الأطباء .
من هو الدكتور محمد مشالي
تم ولادة الدكتور محمد عبد الغفار مشالي، وهو طبيب مصري مشهور، في مدينة طنطا، وهي إحدى أبرز مدن محافظة الغربية في جمهورية مصر العربية. ولد الدكتور مشالي في عام 1948 في طنطا. درس الطب في كلية الطب بجامعة القاهرة، وهي واحدة من أكبر الجامعات في مصر. وتخرج في عام 1967 من كلية الطب بجامعة القاهرة، المعروفة باسم قصر العيني. حقق الدكتور مشالي المرتبة الأولى في فصله عند تخرجه بسبب تفوقه الكبير وحصوله على نسبة نجاح تبلغ 99.3% .
بعد أن تخرج دكتور الغلابة من كلية طب جامعة القاهرة اختار دكتور محمد مشالي الانخراط في العمل الإنساني ، وكانت أول خطواته في العمل الإنساني هو القيام بإجراء الفحوصات الطبية بالمناطق الفقيرة مقابل ثمن زهيد جداً وكان دكتور محمد مشالي قد تخصص في قسم الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات .
يقيم الدكتور محمد مشالي في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وتتراوح تكلفة الكشف لديه بين خمسة وعشرة جنيهات كحد أقصى، ويقوم في بعض الأحيان بتقديم الكشف مجانًا إذا لم يكن المريض قادرًا على دفع تكلفة الكشف، وكثيرًا ما يقدم الدكتور محمد مشالي العلاج للفقراء .
عيادة دكتور محمد مشالي طبيب الغلابة
توجد عيادة دكتور محمد مشالي البسيطة في مدينة طنطا ، وتشتهر عيادة دكتور محمد مشالي بأنها مزدحمة دائماً بالمرضى وذلك نتيجة أن دكتور الغلابة قد تفرغ تماماً لعلاج الفقراء والمرضى برضاء وصفاء نفسي وراحه ضمير فهو يجد كل السعادة في علاج هؤلاء المرضى من الفقراء حيث يرى دكتور مشالي أن هذه هي رسالته الوحيدة في الحياه .
في بعض الحالات إذا كان يوجد مريض لا يستطيع المشي والذهاب إلى العيادة الخاصة بدكتور الغلابة نجد أن الدكتور مشالي يذهب إلى المريض بنفسه متحملا جميع نفقات الذهاب والعودة من وإلى عيادته، ثم يقوم دكتور الغلابة بفحص المريض ويشخص له الداء ثم يكتب له الدواء ولن يحصل على أي مقابل مادي على الإطلاق تنفيذا لوصية أبيه الله يرحمه، وقد يشتري العلاج له أيضا على نفقته الخاصة .
أسباب مساعدة طبيب الغلابة للفقراء
عند البحث في حياة دكتور محمد مشالي نجد أن طبيب الغلابة قد وقعت عليه مسئوليات ضخمه عندما مات والده وهو صغير تاركاً له أخوته ليتولى الإنفاق عليهم ، ولقد وُلد الدكتور مشالي في الأربعينات وكان والده يعمل مدرس وألحقه بكليه الطب ليس بهدف التربح ولكن لمساعده الناس وتقديم النصائح الطبية لهم وتشخيص الأمراض ووصف العلاج .
تخرج الدكتور محمد مشالي من كلية الطب سنة ١٩٦٧م وهو نفس العام الذي توفي فيه والده، تاركا له إخوته الصغار لكي يتولى تربيتهم. اضطر محمد للعمل فورا لرعاية إخوته، ثم توفي شقيقه الأكبر، فتحمل محمد مسؤولية إنفاق إخوته بالكامل. لم يتزوج محمد، المعروف بـ `دكتور الغلابة`، حتى يتفرغ لتربية إخوته وتقديم الرعاية للمرضى الفقراء. بعد انتهاء مسؤوليته تجاه إخوته، تزوج محمد وأنجب ثلاثة أبناء يعملون كمهندسين .
في فترة الثمانينات، قرر الدكتور محمد مشالي فتح عيادة لعلاج الغلابة، وكان الهدف من ذلك هو علاج الفقراء بعيدًا عن تحقيق أي أرباح مادية، وعلمت زوجته بذلك وشجعتهعلى فعل الخير لوجه الله، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف العلاج وأجور كشف الأطباء التي وصلت إلى أرقام خيالية .
يقول طبيب الفقراء الدكتور محمد مشالي إنه اكتشف بعد تخرجه أن والده قد ضحى من أجل تكاليف علاجه ليصبح طبيبًا، ومنذ ذلك الحين، تعهد الدكتور محمد مشالي بألا يأخذ قرشًا واحدًا من الفقراء أو المعدمين، ويقول دائمًا “كُن إنسانًا قبل أن تكون طبيبًا”، وهو مقولة مهمة .
قيمة كشف دكتور الغلابة
كان الدكتور محمد مشالي، وهو طبيب الفقراء، يتقاضى خمسة قروش فقط مقابل الكشف الواحد، وعلى مر السنين زادت قيمة الكشف إلى عشرة جنيهات كحد أقصى. وغالبًا ما يقوم الدكتور مشالي بإجراء بعض التحاليل مجانًا للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها .
– يعمل الدكتور محمد مشالي أو ما يعرف بطبيب الغلابة يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً، ويمتلك عيادتين، الأولى في مدينة طنطا والثانية في إحدى القرى القريبة منها، على الرغم من تجاوزه سن السبعين .
هوايات دكتور محمد مشالي
قال الدكتور محمد مشالس أنه يحب القراءة بشدة ويستمتع بكسب معلومات جديدة تمكنه من تقديم خدمة طبية أفضل للمرضى، كما يعجب الدكتور محمد مشالي بالكاتب طه حسين كثيرا وقد قرأ جميع مؤلفاته. ويفضل الدكتور الغلابة أن يكون سببا في علاج الناس بدلا من أن يكون من الأثرياء، ولذلك فإن رسوم الكشف لديه ميسورة للجميع .
لا يمتلك الدكتور مشالي سيارة حتى الآن، ولكنه سعيد جدا بأنه يكون سببا في علاج العديد من الفقراء الذين يتعامل معهم بالرحمة والحنان واللطف، لأنه يرى أن بعضهم ليس لديه قوت يومه ولا يستطيع تحمل تكاليف طعامه، خاصة المرضى من الأطفال وكبار السن. لذلك، فإنه لا يرى أي مانع في أن يدفع من جيبه الخاص لشراء الدواء لأي مريض لا يستطيع تحمل تكلفة العلاج .
رفض الدكتور محمد عبد الغفار مشالي تقديم ملايين الجنيهات وتجهيز عيادة حديثة له في أحدث شوارع مدينة طنطا، ولكنه قبل هدية عبارة عن سماعة طبية لا يتجاوز سعرها ثمانين جنيها فقط من شاب إماراتي يدعى غيث مقدم برنامج “قلبي اطمئن .
يتجنب الدكتور محمد مشالي الظهور الإعلامي بشكل كبير بسبب انشغاله الشديد والكثير من الأعمال التي يتولاها، بالإضافة إلى زيادة عدد مرضاه الذين يحتاجون إلى الكثير من وقته، والذي وهب جهده وشبابه لخدمتهم وتفاني في علاجهم والعمل على شفائهم بأفضل طريقة ممكنة .
عندما سمع أحد الأثرياء عن دكتور الغلابة، قام بالتبرع له بمبلغ 20 ألف دولار وهدية سيارة، ولكن بعد عام اكتشف المتبرع عند عودته إلى مصر أن الدكتور مشالي قام بتوزيع المال وبيع السيارة لشراء أجهزة تحليل حديثة تساعده في علاج المرضى .
قصة مؤثرة يرويها طبيب الغلابة
يجذب الدكتور محمد مشالى، الملقب بطبيب الغلابة، اهتمام جموع الشعب المصري بسبب جهوده وخدماته التي يقدمها لأهل قريته في محافظة الغربية. وروى طبيب الغلابة قصة مؤثرة هي أحد الأسباب التي تجعله يساعد الفقراء، حيث كان هناك طفل صغير يحتاج إلى حقنة أنسولين لعلاج السكري، وكانت أمه لا تملك المال لشرائها. عندما سأل الطفل أمه لماذا لا تشتري الدواء، قالت له الأم إنها لا تملك إلا ما يكفي لإطعام إخوته الصغار، فقام الطفل بإشعال النار في نفسه ليوفر لأخوته ثمن الطعام. عندما علم الدكتور مشالى بذلك، عاهد الله أن يعالج الفقراء حتى يموت .