قصة سندريلا الحقيقية
الأطفال يحبون الاستماع إلى قصة ما قبل النوم كثيرا، وغالبا ما تكون تلك القصص من خيال المؤلف الذي كتبها، وقد تكون مستوحاة من الواقع، والكثير منها يحتوي على بعض القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يستخدمها الآباء لزرعها في أولادهم. ويجب أن يشعر الطفل بالراحة والطمأنينة ليحصل على فترات نوم مستقرة، وغالبا ما يحب الأطفال التنويع والتجديد، لذلك يسعى الآباء للبحث عن قصص جديدة، وقد يتم تحريف بعض تلك القصص لتتناسب مع الصغار، مثل إعادة صياغة قصة ربانزل الحقيقية.
قصة سندريلا الحقيقية مكتوبة
لا شك أن الجميع يعرف قصة سندريلا، والتي تعتبر من قصص الأطفال قبل النوم، وعلى الرغم من أنها تصلح لكل من الجنسين، فإن الفتيات يستمتعن بها أكثر. ومع تزايد عدد المؤلفين ورغبتهم في تحديث القصص القديمة وتطويرها، تم تغيير وتعديل قصة سندريلا الأصلية لتناسب الأطفال. وهذه هي القصة الأصلية
مؤلف قصة سندريلا
الأخوان جاكوب وويلهلم جريم كتبا قصة سندريلا الحقيقية، وهي على النحو التالي:
في إحدى الأيام شعرت زوجة رجل غني بالمرض الشديد، وعندما اقتربت من الموت دعت ابنتها لتأتي إلى جانبها، وقالت لها: `يا ابنتي الحبيبة، ابقي نقية وطيبة إلى الأبد، حتى يحميك الله، وبينما أنا في السماء سأراقبك باستمرار، وسأكون قريبة منك دائمًا.` ثم توفيت الأم.
استمرت سندريلا في زيارة قبر والدتها يوميا وكانت تبكي بحزن شديد، ومع قدوم فصل الشتاء، ظهرت قطعة قماش بيضاء نقية على قبر أمها بفعل الثلج، وفي فصل الربيع، تلاشت القطعة القماشية من على القبر تحت أشعة الشمس الساطعة، ثم تزوج والدها امرأة أخرى، وكان لديها ابنتان ظاهرهما جميل ولكن قلوبهما مليئة بالشر والظلام، ومع مرور الوقت، تدهورت أوضاع الأب كثيرا وأصبح فقيرا.
وفي يوم ما جلست زوجة أبيها وابنتيها وقالوا: لماذا يجب أن تجلس هذه الأوزة الغبية معنا في الصالون؟ إذا أرادت أن تحصل على الخبز، عليها أن تكسبه بنفسها. لذلك، قاموا بأخذ ملابسها الجميلة وأعطوها ثوبًا قديمًا باللون الرمادي وحذاء خشبي، وسخروا من مظهرها وضحكوا عليها ودفعوها إلى المطبخ.
وأصبحت سندريلا تستيقظ كل يوم قبل بزوغ الفجر وتقوم بكافة الأعمال الشاقة من إحضار المياه، إشعال النيران، تحضير الطعام، غسل الملابس وتجفيفها، وبينما هي تفعل كل ذلك كانت أختاها تفعلان كل ما يؤذيها إذ قاموا بالسخرية منها، سكبوا الطعام والعدس عليها، وكان عليها أن تقوم بتنظيف ما فعلوه بها في المساء، وفي نهاية اليوم وهي متعبة جدًا لم يكن هنالك سرير مخصص لها كي تنام عليه، بل كانت تنام بجوار الموقد.
قصة سندريلا الاصلية
في يوم من الأيام، كان الأب متجها إلى المعرض وسأل ابنتيه وزوجته عن رغباتهما لكي يحضر لهما معه. قالت إحداهما: `أريد ملابس جميلة`، بينما قالت الأخرى: `أريد مجوهرات ولآلئ`. وعندما حان دور سندريلا، أخبرت والدها أنها ترغب في أن يحضر لها أول غصن شجرة يمسك به قبعته عند عودته إلى المنزل. وبالفعل، عاد الأب وأحضر كل ما طلبته الفتيات. ثم ذهبت سندريلا إلى قبر والدته وزرعت الغصن هناك، وبكت بحرقة حتى سقطت دموعها على الغصن وتسببت في نمو شجرة رائعة. وكانت سندريلا تذهب إلى القبر كل يوم وتبكي، فيأتي طائر أبيض ويحضر لها كل ما تتمناه.
في يوم ما، دعا الملك جميع الفتيات لحفلة تستمر لثلاثة أيام ليختار ابنه الأجمل من بينهن للزواج. وعندما علمت الفتاتان بالخبر، شعرتا بالسعادة وطلبتا من سندريلا تجهيز احتياجاتهن. قامت سندريلا بتنفيذ الأوامر وهي تبكي وتتمنى أن تحضر الحفلة. ثم توسلت إلى زوجة والدها لكنها رفضت وقالت لها إنها متسخة وليس لديها ملابس مناسبة. وبعد تكرار طلب سندريلا عدة مرات، قالت زوجة والدها لها إذا استطعتي جمع العدس المنثور في الرماد في غضون ساعتين، ستتمكنين من الذهاب. ذهبت سندريلا إلى الحديقة ونادت على الحمامة لتأتي وتساعدها، وبالفعل جاءت جميع الطيور وبدأوا في جمع الحبوب. وقبل مرور ساعة، انتهت من جمعها.
ثم ذهبت سندريلا بالحبوب لزوجة أبيها، فقالت لها سأسمح لك بالذهاب إذا تمكنتي من جمع وعائين من العدس خلال ساعة واحدة فقط، فقامت سندريلا بتكرار الأمر ونادت الطيور واستطاعت جمع كل الحبوب في نصف ساعة فقط، وذهبت بها إلى زوجة أبيها ولكنها لم تسمح لها بالذهاب على الرغم من ذلك وخرجت مع ابنتيها للحفل.
ذهبت سندريلا إلى قبر أمها، وظلت تبكي حتى قام العصفور بإعطائها ثوبًا فضيًا وذهبيًا وحذاء مرصع بالفضة والحرير، ثم ذهبت إلى الحفل ولم يتعرف أحد عليها حيث كانت تبدو كالأميرة، فقام الأمير بالاقتراب منها وبدءوا الرقص سويًا حتى المساء، وعندما أرادت سندريلا الرجوع إلى منزلها طلب منها الأمير مرافقتها لكي يعرف إلى من تنتمي تلك الفتاة ولكن سندريلا قامت بالقفز في عش الحمام، وقام الأمير بإخبار والدها أن الفتاة التي أعجبته هربت إلى عش الحمام، فتساءل والدها هل من الممكن أن تكون سندريلا، وفي ذلك الوقت كانت الفتاة قد عادت إلى المنزل وأعطت الطائر ملابسها مرة ثانية.
في اليوم الثاني للحفلة، ذهب والد سندريلا وزوجته وابنتيها إلى الحفلة، وانتظرت الفتاة ذهابهم، ثم خرجت للطائر وطلبت منه فستانا. فأحضر الطائر فستانا أجمل من الأول بكثير. ثم ذهبت سندريلا إلى الحفلة، وعندما رأى الأمير لها، أخذها ليرقصوا معا. وعندما حل المساء، غادرت سندريلا وقام الأمير بملاحقتها لمعرفة أين منزلها، لكنها استطاعت الهرب منه. ثم جاء والدها وحكى له الأمير كل ما حدث. ففكر الأب هل من المحتمل أن تكون تلك الفتاة ابنتي سندريلا. وعندما عاد الأب إلى المنزل، كانت سندريلا نائمة بثوبها الرمادي.
وفي اليوم الثالث من الحفلة تكرر نفس الأمر، إذ ذهب أهلها إلى الحفل وخرجت سندريلا إلى الطائر فأعطاها ثوبًا أكثر جمالًا من السابقين وحذاء من الذهب، ومرة أخرى رقص الأمير معها، ومع حلول المساء أرادت سندريلا الرجوع إلى البيت وأراد الأمير مرافقتها، وقد استطاعت سندريلا الفرار منه، ولكن الأمير كان قد نصب لها فخًا على الدرج، وعندما كانت تقوم بالركض وقع حذائها على السلم حيث كان مليئًا بالقار، فأخذه الأمير وكان حذاء صغير الحجم ومصنوع من الذهب.
قصة سندريلا كاملة
وفي اليوم التالي أخذ الأمير يبحث عن صاحبة الحذاء في كل مكان وعندما وصل إلى منزل سندريلا طلب من والدها أن يرى الفتيات الموجودات بذلك المنزل، فسارعت الأم وجعلت إحدى ابنتيها تقطع جزء من أصابع قدمها لتستطيع ارتداء الحذاء، وبالفعل تمكنت من ذلك وقام الأمير بأخذ الفتاة على حصانه وبدأ بالسير، ثم سمع الأمير صوت الطيور تقول أن الحذاء ملطخ بالدماء، فقام الأمير بتفقده وعندها علم أنها ليست الفتاة الصحيحة، ثم عاد مرة أخرى إلى منزل سندريلا وطلب من والدها أن يرى الفتاة الأخرى، فقامت الأم مسرعة وجعلت ابنتها الثانية تقطع جزء من كعب قدميها حتى تتمكن من ارتداء الحذاء، واستطاعت الفتاة ارتدائه، ثم ذهبت مع الأمير على حصانه وبدأ بالسير، ولكن الطيور صاحت مرة أخرى بأن الحذاء ملطخ بالدماء، ورأى الأمير أن جورب الفتاة متسخ بالكثير من الدماء، فعاد إلى منزلها وقال لوالدها ليست تلك الفتاة صاحبة الحذاء، هل يوجد لديك ابنة أخرى، فأجابه الأب بأن لديه فتاة غير مُرتبة من زوجته السابقة، فطلب منه الأمير بأن يحضرها ومع الكثير من محاولات الزوجة بعدم إحضار سندريلا أصر الأمير على الأمر، وجاءت سندريلا وقامت بخلع حذائها الخشبي وارتدت الحذاء الذهبي فأدرك الأمير حينها أنها الفتاة التي أحبها، ثم أخذها على حصانه وصاحت الطيور قائلة: (لا يوجد دم في الحذاء، هذه هي العروسة الصحيحة)، ثم وقف طائران على كتفي سندريلا أحدهما على الأيمن والأخر على الأيسر.
في يوم الزفاف، ذهبت أختا سندريلا المزيفتان للمشاركة في سعادتها المكتسبة. عندما وصل العروسان، سارت الأختان إلى جانب سندريلا الكبرى، إحداهما على اليمين والأخرى على اليسار. ومن ثم قام الحمام بنتزع عين واحدة من كل فتاة. عندما خرج العروسان، سارت الأخت الكبرى على الجانب الأيسر، والأخت الصغرى على الجانب الأيمن. ثم طار الحمام وأخرج العين الثانية لكل منهما. فكان العمى نصيبهما حتى نهاية حياتهما كعقاب للشر الذي يكمن في داخلهما. بينما عاشت سندريلا في سعادة مع الأمي.