قصة رومان ابراموفيتش من الفقر الى الثراء
ولد رومان أبراموفيتش في جنوب روسيا في بيئة فقيرة، ولم يحظ بالدعم النفسي بسبب وفاته والده في وقت مبكر، حيث كان عمره لا يتجاوز العامين، وانتقل للعيش مع أولاد عمه في منطقة القطب الشمالي الروسي، وفي فترة شبابه وأثناء دراسته في معهد موسكو لنقل السيارات في عام 1987، بدأت أول إنجازاته عندما أسس شركة صغيرة لإنتاج اللعب البلاستيكية، وكانت هذه البوابة الإكتشافية لمواهبه وقدراته الإدارية المتعددة.
بداية رومان ابراموفيتش
اتجه أبراموفيتش إلى مجال إدارة الأعمال وتأسيس الشركات في مجالات النفط ونجح في ذلك ببراعة كبيرة وأسس شركة “سيبنيفت لتجارة النفط المحدودة”، وأصبح زعيما لها بعد إتمام عملية الدمج التي جعلت منها رابع أكبر شركة نفط في العالم، وقرر بيعها في عام 2005 بمبلغ يقرب من 13 مليار دولار أمريكي، وبعد أن أصبح معروفا، قرر شراء نادي “تشيلسي”، وهو واحد من أشهر أندية كرة القدم في العالم، في عام 2003.
يعني: رجل أعمال روسي يمتلك أغلى يخت في العالم بتكلفة تفوق 400 مليون دولار في عام 2010، وثروته تقدر بحوالي 11.6 مليون دولار أمريكي، وهو رجل عصامي ومستثمر وسياسي، ويعد واحدا من أغنى الأشخاص في العالم، وقد نجح في بناء إمبراطوريته الخاصة بسبب عمله الشاق وثقته بنفسه، على الرغم من أنه نشأ في ظروف متواضعة.
أصبحت شهرة إبراموفيتش تتجاوز روسيا وتصل إلى جميع أنحاء العالم بعد أن امتلك نادي الآس الإنجليزي لكرة القدم. تم تجنيد رومان في الجيش الروسي لفترة قصيرة حيث تعلم كيفية التكيف مع الظروف والعمل. بعد ذلك، نجح في إنشاء مشروع بسيط يتمثل في تفريغ الآليات الحربية من الوقود وإعادة بيعه لعملائه. جمع الأموال وأسس شركة نفط صغيرة ناجحة، وتلقى عروضا كثيرة لتوسيع استثماراته وتحقيق الربح. بفضل بصيرته التجارية ونجاحه في مشاريعه البسيطة التي بدأها أثناء فترة خدمته في الجيش، زادت رغبته في العمل بجد وتحقيق هدفه في كسب المال.
قصة حياة رومان ابراموفيتش
ولد رومان في ٢٤ أكتوبر ١٩٦٦ في ساراتوف، روسيا، في عائلة من الطبقة الدنيا، وتوفيت والدته قبيل ولادته بقليل، وتوفي والده بعد عامين، وشهد الوجه الحزين للحياة وعاش حياة قاسية وشقية، ولهذا فهم مدى أهمية المال في وقت مبكر، وأثناء فترات طفولته ومنذ كان طالبا في المدرسة بدأ أول مشروع له في شكل شركة تصنيع لعبة من البلاستيك، وتسببت الإصلاحات التجارية والضريبية والتسهيلات التي أقرتها روسيا أمام رجال الأعمال والمستثمرين في أواخر عام ١٩٨٠ ودفعته من أجل إنجاح استثماره وجعلته أكثر الأشخاص حظا، وسهلت عليه عملية التوسع في استثماراته، وخلال العام ١٩٩٢/١٩٩٥ فهم رومان السوق وتوجهاته وكان حريصا على الاستثمار في قطاع الصناعات الصحيحة واقتصر تركيزه على تأسيس شركات إعادة البيع التي عملت كوسطاء.
استحوذ رومان على أغلبية أسهم الشركة التي قدرت قيمتها الصافية بحوالي 150 مليون دولار أمريكي، وشهدت الأسهم ارتفاعا كبيرا، مما جعل الملايين من الأرباح تعود إلى رومان وشريكه في عام 2000، ولكن غادر شريكه البلاد بعد اتهامات وجهت إليه بالتزوير، وقام ببيع أسهمه لصديقه رومان، وزادت تلك الأسهم المباعة من إمبراطوريته.
بعد ذلك، بدأ رومان يولي اهتماما بصناعة الألمنيوم الروسية التي كانت مجالا مربحا للغاية، وكان هذا المجال سيئ السمعة بسبب الحروب بين المستثمرين. خسر رومان في هذه الحروب، ولكن في يونيو 2003، اشترى رومان الشركات التي تمتلك نادي تشيلسي لكرة القدم وقام بإدارتها. كان النادي معروفا بأنه ضعيف في ذلك الوقت، ولكن بفضل دعم رومان، أصبح أداء الفريق جيدا في كل مباراة يلعبها.
حياة رومان السياسية
لم تقتصر خبرات الرومان على التجارة والاستثمار فقط، بل امتدت إلى المجال السياسي، حيث تولى رئاسة جمعية الراحة، كما انتخب حاكما لمدينة لشوكوتكا في عام 2000، وظل في هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة تم تكريمه بوسام الشرف لإنجازاته الكبيرة في مجال الاستثمار والسياسة، ولعبت قربه السياسي من صديقه الجديد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دورا كبيرا في أن يصبح رمزا لرجال الأعمال في روسيا.
قيمة ثورة رومان ابراموفتش الصافية
أظهرت الإحصائيات النهائية أن صافي ثروة رومان في عام 2017 بلغ حوالي 7.6 مليار دولار أمريكي، وتم إدراج اسمه ضمن قائمة أغنى 151 رجلا في العالم، وأصبح اسمه متداولا كثيرا داخليا من خلال التبرعات الخيرية التي يقوم بها، حيث تبرع بالملايين لبناء المدارس والمستشفيات، وأنفق المليارات لتحسين الرفاهية الاجتماعية والهيكلية في روسيا.