قصة ذات النطاقين
ذات النطاقين هي الاسم الذي أطلق على ابنة أبي بكر الصديق، وهي أخت السيدة عائشة، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وزوجة الصحابي الزبير بن العوام، وهي أم الصحابي عبد الله بن الزبير.
أسماء بنت أبي بكر
الدين الإسلامي أعطى للمرأة مكانة وأهمية كما للرجل، ونجد المرأة على مر التاريخ قد برزت في الأحداث العظيمة أسماء كثيرة من النساء، لهن دور واضح في نصرة الإسلام، ومن بين تلك النساء، كانت السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن والدها، وللسيدة أسماء العديد من المواقف التي تحسب لها، فقد وقفت أسماء رضي الله عنها، على إحدى ثغرات الإسلام وصانتها بكل حرص، وتم تأكيد ذلك من خلال تاريخها الحافل بالأحداث.
اسم أسماء بنت أبي بكر ونسبها
هي ابنة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولقبت بذات النطاقين، وهي زوجة الزبير بن العوام وأم عبد الله بن الزبير، واسم أمها قيلة أو قتيلة، وهي ابنة عبد العزى بن عبد أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي.
سبب تسمية أسماء بذات النطاقين
تم تسمية السيدة أسماء بنت أبي بكر بذات النطاقين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وذلك لأنها قامت بتحضير الطعام للنبي صلى الله عليه وسلم ولوالدا أبي بكر الصديق، رفيقه في الهجرة، أثناء هجرتهما وقبل خروجهما من مكة.
بما أنها لم تجد مكانا لوضع الطعام، أخذت خمارها وشقته إلى نصفين، ثم شدت السفرة بنصفها وتطوقت بالنصف الآخر، وبسبب ذلك أطلق عليها النبي صلى الله عليه وسلم اسم `ذات النطاقين`.
تعود أصول هذه القصة إلى ما روي عن أسماء رضي الله عنها في صحيح مسلم، حيث خاطبت الحجاج قائلة: “كان لي حزام أغطي به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم من النمل، وحزام آخر لا بد للنساء منه”، وهذه القصة تدل على التضحية والتفاني الذي كانوا يمارسونه في سبيل الإسلام.
وكذلك روي عنها أنها قالت( صنعت سفرة رسول الله صل الله عليه وسلم، في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به، فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئا أربط به إلا نطاقي، قال: فشقيه باثنين، فاربطيه بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت، فلذلك سميت ذات النطاقين).
مواقف من حياة أسماء
تعتبر مواقف أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما كثيرة وعظيمة، ولم يقتصر موقفها عندما انتقلوا إلى المدينة المنورة فحسب، بل امتدت لتشمل الفترة النبوية التي أعقبتالهجرة، ومن بين هذه المواقف:
ـ أنه عند هجرة النبي صل الله عليه وسلم، مع أبي بكر رضي الله عنه، أتت جماعة إلى بيت أبي بكر جماعة من قريش وكان معهم أبو جهل بن هشام، فعندما وقفوا على باب أبى بكر، خرجت لهم السيدة أسماء، فقالوا لها أين أبوك يا بنت أبي بكر، فقالت لهم لا أدري والله أين أبي، فوقتها لطمها أبو جهل بيده على خدها فطرح قرطها من لطمته هذه.
ومن سلوكها الحميد، عندما خرج والدها مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأخذ معه جميع أمواله، جاء جدها أبو قحافة وهو أعمى. فقال لها: `والله إني أرى أن والدك قد ألحق بكم ضررا بأخذ أمواله معه.` فردت قائلة: `لا يا أبت، قد ترك لنا الكثير من الخير.` ثم جمعت بعض الحجارة ووضعتها في مكان كان والدها يضع فيه المال. ثم قامت بتغطيتها وأخذت يد جدها ووضعتها على المكان، فقال لها: `لا بأس إذا ترك لكم هذا، فقد أحسن.` وفي هذا يكمن بلاغ لكم.” قالت أسماء: “لا والله، ما ترك لنا شيئا، ولكنني أردت أن أسكن الشيخ بهذا العمل.
مولد أسماء بنت أبي بكر
السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما هي الأكبر سنا بين السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وتعتبر أختها من الأب وليست شقيقتها، وعبد الله بن أبي بكر هو شقيق أسماء رضي الله عنهم جميعا، ولدت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قبل الهجرة بـ 27 عاما، وكان عمر أبيها 20 ونصف عند ذلك الحين، وتعتبر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها واحدة من أوائل المسلمين حيث كانت الشخص رقم 18 الذين أسلموا، وكانت حاملا من عبد الله بن الزبير عندما هاجرت إلى المدينة المنورة، وتم ولادة ابنها في قباء.
وفاة أسماء بنت أبي بكر
توفيت السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بعد وفاة ابنها عبد الله بن الزبير بعدة أيام. قام بقتله في يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين للهجرة. عندما حانت وفاتها، طلبت من أهلها أن يجمعوا ثيابها بعد وفاتها ويحنطوها. كما طلبت منهم ألا يتركوا أي حنوطنة على كفنها ولا يحتفظوا بأي من ثيابها.