قصة حمده السكنية “الحقيقية ” .. والقصائد التي ذكرت بها
القصة الحقيقة لحمده السكنية
يثير الكثير من الأسماء التي نسمعها تفكيرنا، ومن بينها اسم حمدة السكنية، والذي يثير الفضول حول تاريخه والسبب وراء انتشاره وكتابة القصائد التي تحكي عنه، والحقيقة أن قصة حمدة السكنية “الحقيقية” هي إحدى القصص المثيرة.
تحكي قصة حمده السكنية عن حمدة، الفتاة التي قامت بالانتحار بعدما فُرض عليها زواج ابن عمها من دون إرادتها، على الرغم من أنها كانت تعارض ذلك تمامًا، وكان ذلك يتماشى مع العادات والتقاليد السائدة في ذلك الوقت، حيث كانت تعيش الفتيات البدويات مثل حمدة.
نظرا لأن تلك الفتاة كانت واحدة من الفتيات البدويات المميزات اللاتي يعيشن في ذلك العصر، واللاتي تم افرض الزواج عليهن بالقوة بدون موافقتهن أو رغبتهن في هذا المجتمع، لذا كانت تعاني من الألم في قلبها والدموع في عينيها. ومع ذلك، أظهرت قوتها ورفضها، وواجهت تلك العادات التقليدية المنتشرة في مجتمعها بشجاعة. بعد ذلك، أخبرت ابن عمها وعريسها الذي تم تزويجها به بالقوة أنها لا ترغب في هذا الزواج، ثم قامت بالانتحار على وعيها بالتداعيات التي ستواجهها نتيجة هذا الاعتراض. ومن ثم، قالت كلمات قصيدتها المشهورة.
القصائد التي ذكرت حمده السكنية
الكثير من القصائد التي كتبها الشعراء كانت تحكي عن عدد من المشاكل والظروف المأساوية التي عاشها بعض الأشخاص في زمن ما، كمحاولة منهم لحل تلك المشكلات، ولنشر الوعي بين الناس حتى لا يتم تكرار الأمور ذاتها، وبالفعل عندما يسمعها أو يقرأها أحد الأشخاص ينتابه الشعور بالحزن لما حدث في تلك القصيدة، والبعض منهم قد يتعظ منها.
توجد قصيدة مكتوبة من قِبَل شاعر مشهور تحكي قصة حمده السكنية وهي القصيدة التي قالتها لابن عمها الذي كان سيتزوجها، وفيما يلي كلمات تلك القصيدة:
أريدك، أريدك حتى لو قتلتني بيدك
ما أريدك إبن عمي، ومثل أخوي، ودم وريدي
من وريدك، وأما خطبتك، لا يا عيني، لأنني نعجة
“أنت تشتريها، ولست عبدًا لي، ومن عبيدك، لا يهمني
هذه الكُصة، كُصة حمده، حمده الرمش الذي
يتحدّا، الرمش اللي ياخذ كَلب الناس
الرمش اللي ما يساوي درهم، حمده جانت
أجمل ورده، بوجه الريح .. وصمدت مده
حمدة جانت، نقشته في المصحف، وتحدت جميع سيوف الردة
في اليوم الأول، تحدا حمدة، وفي اليوم الثاني، صرخ حمدة
في اليوم الثالث، نزلت دمعة، وفي اليوم الرابع، كان يوم الجمعة
دخلت أم حمده غرفتها، فانشدت ورجفت وعيون تجذب
كلبٌ يلجج، يخاف، يشاهد، جسمٌ مثلج، شعرٌ متناثر
فوكَ مخده، صاحت، جاوب مِرْوَد كحله
توفيت حمدة، توفيت حمدة، وثوبها من المخمل، ومرآتها حمدة
المشط والبكلة والجميع يهتفون، والصوت يتلاشى
تودُّ أن تبكي كل رمال الصحراء وكل امرأة حرة
حتى تنفتح الورمة، تنط، وتندفع ترابجها، يرتفع خدها
تغطي حمده، برد الصيف، المثل السيف، يصيب عينك
أخشى أنها تمرض عينيك، تعطي حمدها، تهني حمدها
هذه الأرض التي نسيقر عليها، أكرم من أي شيء .. فوق مداه
تبارك حمده وتقسم أمي، ويشهدن عليها جميع نساء الحارة
هؤلاء هم الشهود، في ليلة تجمعهم، فوق العتمة الكبيرة يحمدونه
نتائج العلاج: شفينا، الشمعة، شمعة نور، وانتصرنا
عليت. عليت. فوك. لفوك. لفوك الذي لا يعرف حدوده
وحلفنإنهن سمعن حمده، وتصيح من بطونهن الكَبر
تندُّ وتصرخ: ما أريده، ما أريده، ما أريده.
صاحب قصيدة حمده السكنية
صاحب قصيدة الفتاة البدوية هو الشاعر المرموق حمدة السكنية، واسمه الحقيقي عمر الفرا، ولد في سوريا عام 1949 ميلاديا، وهو شاعر شعبي بدأ كتابة الشعر الشعبي عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، أي أنه كان طفلا.
وقصيدته التي تحكي عن حمده البدوية الشابة التي اختارت الانتحار بدلاً من الزواج من شخص اضطرت إلى الزواج منه وهو ابن عمها، منحته مكانة مرموقة بين الشعراء وأصبحت رمزًا قويًا لأعماله الفنية.
معلومات عن الشاعر عمر الفرا
ليس أي شخص يستطيع كتابة قصيدة مثل قصيدة حمده السكنية، فعمر الفرا كان شاعرًا متميزًا، ويثير هذا فضول الكثيرين لمعرفة مزيد من المعلومات حول حياته ونشأته، ولذلك نقدم بعض المعلومات عن الشاعر عمر الفرا
- ولد الشاعر عمر الفرا في مدينة تدمر القديمة، التي تقع وسط سوريا، وكانت مولده في عام 1949، ثم انتقل مع أسرته للعيش في حمص.
- بدأ الفرا كتابة الشعر الشعبي باللهجة المحلية، عندما كان عمره ثلاثة عشر عاما.
- عمل الشاعر عمر الفرا كمدرس في حمص لمدة 17 عامًا قبل أن يقرر أن يكون شاعرًا متفرغًا ويصبح من أبرز الشخصيات الأدبية.
- على الرغم من أن غالبية أشعاره كانت مكتوبة باللهجة السورية، إلا أنه كتب أيضًا أبيات شعرية قوية باللغة العربية الفصحى.
- تضم قصائده العديد من الموضوعات المهمة، ومع ذلك، فإن الموضوعات الرئيسية التي تناولها هي الحب للوطن ومقاومة أي شكل من أشكال الاحتلال، وهذه هي التي جعلته يحظى بتقدير واحترام القراء في جميع أنحاء العالم العربي.
- قام عمر الفرا بالتفوق في كتابة قصائد الحب.
- كتب الفرا قصيدة حمده السكنية التي تدور حول فتاة بدوية اضطرت للزواج من ابن عمها وأقدمت على الانتحار، وحصل عمر بفضل هذه القصيدة على مكانة عالية وأصبح رمزًا للشعر العربي.
- توفي الشاعر السوري الشعبي عمر الفرا عن عمر يناهز 66 عامًا بسبب نوبة قلبية.
- وبحسب بعض التقارير السورية، فإن وفاة الفرا كانت مفاجئة وصدمة كبيرة لعائلته وأصدقائه، حيث كان يبدو أنه بصحة جيدة، ولكن قال ابنه إن أباه “كان حزينًا على الوضع المؤسف في سوريا.
- كما صرح بعض الأدباء، فإن وفاة عمر الفرا هي خسارة كبيرة للأدب السوري والعربي.
أبرز أعمال الشاعر عمر الفرا
يعد الشاعر السوري عمر الفرا من أهم الشعراء العرب، حيث كتب العديد من الأعمال الرائعة التي منحته شهرة كبيرة، وفيما يلي بعض أبرز أعماله:
- رسالة بليلة عواصف.
- قصيدة حمدة السكنية.
- قصيدة الغريب، وكل ليلة باللغة العامية.
- قصيدة رجال الله باللغة العربية الفصحى.
- تحدثني عيناك عن موعد في البادية والثأر.
- جول جمال، الياسمينة، عرار، الأرض إلا، حديث الهيل.
- شعري وقلبي، قصيدة محمد الدرة، سأكتب، البندقية، الغربة، مشنشلة.
- تتضمن القصيدة خطار، قصة امرأة، الدكتور، نور، الكوثر، مارايدك، وموعد في المدينة.
- قصيدة الله أكبر هي التي تم تقديمها لسيد المقاومة حسن نصر الله.
- هي القصيدة التي كتبها الشاعر حول البطلة الشهيدة (سناء محيدلي)، وتسمى (عروس الجنوب).
- تمر أمامي قصيدة الفجر، التي تم تهديتها أيضًا للسيد حسن نصر الله، لمدة تسعة أشهر.
- قصيدة وطن هي قصيدة شعرية كتبها أب لابنه، ترمز إلى أهمية حب الوطن وتحث على التمسك بأرضه، حيث تشجع الأبناء على عدم الابتعاد عن وطنهم وأن العودة إلى وطنهم هي الشيء الذي سيجعلهم سعداء.