قصة جحا وجاره البخيل
تعد قصة جحا وجاره البخيل من القصص الشعبية القديمة التي تروي قصة الشح والبخل، والتي يصبح جحا ضحية لها عندما يعيش بجوار جار بخيل، ولكن باستخدام ذكائه وفطنته المعتادة، يستطيع جحا في النهاية التغلب على بخل جاره.
الجار البخيل:
كان جحا يعيش بجوار أحد الجيران الأغنياء، وعلى الرغم من ثروته الكبيرة، إلا أنه كان يستعير كل ما يحتاجه من جاره جحا. لم يترك شيئا دون أن يستعيره منه. وكان جحا يعطيه ما يحتاجه دون أن يشعر بالملل، فهو جاره وفي أي حالة، وكما يقول المثل: `الجار للجار`. في يوم من الأيام، دق جحا بابه وعلم أنه جاره البخيل الذي لا يوجد غيره يدق بابه في هذه الساعة، ومن المؤكد أنه يحتاج إلى شيء كالعادة. ذهب جحا وفتح الباب ورحب بجاره.
أريد حمارك:
بعد أن دخل الجار قال لجحا، يا جحا أنت جاري الكريم الذي لم يرفض لي طلب ولا حاجة منذ أن أصبحنا جيران، وأنا أقدر لك ذلك ولكن لي حاجة عندك قد تجدها مزعجة، قال له جحا أبدًا تفضل وقل حاجتك، قال له أريد منك حمارك فأنا محتاجه في موعد هام، وافق جحا على الفور وأعطى له الحمار، وانصرف الجار وهو مسرور لحصوله على الحمار ، وبعد فترة صارت عادة الجار أن يأخذ الحمار معه في كل موعد يذهب فيه ويحمله من الأحمال الثقيلة حتى تعب الحمار وأنهك.
جحا يحتال على جاره:
في يوم من الأيام، جاء الجار ليأخذ الحمار كما يفعل يوميا. فقال جحا له: ما رأيك لو أهديتك هذا الحمار؟ فأجاب الضيف: ولماذا أعتبره هدية عندما أنت من يعتني به، وتقوم بتنظيفه وتأمين طعامه ورعايته، بينما أنا أستخدمه في الوقت الذي أشاء؟ غضب جحا من كلمات جاره وقال له: إن الحمار تعب وإنهك بسبب الكثير من المشاوير التي يقوم بها معك. فرد الجار عليه قائلا: هل تصدق أنك ستهديني الحمار وتكذبني؟ فأنا لا أحمل عليه أبدا وأقدم له الطعام في كل مرة.
أتصدق الحمار وتكذبني ؟
اغتاظ جحا بسبب كلمات جاره وقرر ألا يعطيه الحمار مرة أخرى. عندما أعاد الجار الحمار، أخذ جحا يمرضه ويقدم له الطعام، ثم أخفاه في الساحة الخلفية لمنزله. في اليوم التالي، جاء الجار كعادته يطلب الحمار ليأخذه إلى السوق. فقال له جحا: `لقد ذهب الحمار إلى السوق`. فسأله الضيف كيف يذهب الحمار وحده إلى السوق؟ فأجاب جحا: `أرسلته لطلب بعض الأغراض`. فاستغرب الجار وعلم أن هناك حيلة. وبينما هو يتحدث مع جحا، سمع نهيق الحمار. فقال لجحا: `ها هو صوت الحمار، فكيف تقول إنه في السوق؟` فضحك جحا وقال للجار: `أتصدق الحمار وتكذبني!`. علم الجار أن جحا يرد عليه بنفس الطريقة ولن يعطيه حماره مرة أخرى، فذهب وتركه. وظل جحا يضحك مسرورا لتخلصه من هذا الجار البخيل.