ادب

قصة تيدي ستودارد

كل شخص ناجح لديه العديد من القصص والدروس التي ساعدته على النجاح والوصول إلى مرتبة مرموقة. ويعود نجاحه أيضا إلى دعم الوالدين في البداية لإرشاده نحو النجاح. إذا لم يكن للطفل أم، فإنه سيواجه صعوبات كبيرة في بداية حياته. ولكن يمكن تعويض هذا النقص بواسطة معلم مخلص يهتم بالطالب ويساعده على تحقيق أحلامه. وهذه هي قصة الطبيب الأشهر في العالم، تيدي ستودارد، الذي وصل إلى هذا المكان بفضل معلمة مخلصة ساعدته على تحقيق أحلامه .

قصة تيدي ستودارد
كان هناك تلميذ يدعى تيدي ستودارد، كانت ملابسه متسخة للغاية، وكان ضعيفًا في الأداء الدراسي، وكان طفلًا خجولًا لا يتفاعل مع الأطفال الآخرين، وكان يذهب إلى الحمام كثيرًا.

لاحظت المعلمة ذلك طوال العام الدراسي، وفي يوم من الأيام، قالت للتلاميذ “أحبكم جميعاً”، ولكنها كانت تستثني التلميذ تيدي ستودارد لأنها لم تكن تحبه، وكانت تصحح دائماً ورقه، باستخدام القلم الأحمر، حتى تكتب عليه “راسب دائماً.

في إحدى الأيام، طُلب منها مراجعة سجلات جميع الطلاب، وعندما وصلت إلى ملف تيدي ستودارد، فوجئت بوجود معلم في الصف الأول كتب عنه أنه طفل ذكي وموهوب.

ذكر معلم صف الثاني في كتابته أن تيدي ستودارد طالب موهوب ومحبوب ولكنه يشعر بالاضطراب بسبب مرض والدته بمرض السرطان.

ذكر معلم الصف الثالث أن وفاة أم تيدي ستودارد تأثرت حالته النفسية بشكل سيء، بينما بذل والده قصارى جهده للعناية به والاهتمام بمظهره، ولكنه لم يستطع التمكن من ذلك.

ذكر معلم الصف الرابع في كتابته أن تيدي ستودارد طفل منطوي على نفسه، ولا يملك أصدقاء، وينام خلال الحصص الدراسية.

في هذا الموقف، عرفت المدرسة مشكلة تيدي، وشعرت بالخجل في نفسها، وفي عيد ميلادها، قدم التلاميذ هدايا ملفوفة بأشرطة جميلة، ولكن تيدي قدم هدية ملفوفة في كيس من أكياس البقالة.

فوجئت المعلمة بالهدية التي قدمها لها تيدي، حيث كانت عبارة عن عقد من الماس الناقصة وزجاجة عطر بها ربع محتواها فقط، ولدى رؤية هذه الهدية، ضحك التلاميذ عليها، ولكن أبدت المعلمة إعجابها بالهدية وقامت بارتداء العقد ووضع بعض العطر على ملابسها، وبعد ذلك توقف التلاميذ عن الضحك.

في ذلك اليوم، لم يعد تيدي يذهب إلى المنزل، بل انتظر المعلمة حتى يلتقي بها ويقول لها: `رائحتك اليوم تشبه رائحة أمي.` وانفجرت المعلمة في البكاء، حيث علمت أن تيدي قد جلب لها العطر الذي كان يستخدمه والدته.

بعد هذا اليوم، بدأت المعلمة في إظهار اهتمام خاص بالطفل هذا، حتى تمكن تدريجيًا من استعادة نشاطه وأصبح واحدًا من أكثر الطلاب تفوقًا في نهاية العام الدراسي، وفوجئت المدرسة بعد انتهاء العام الدراسي أن الطفل قد كتب مذكرة للمعلمة عند باب غرفتها تقول “أنتِ أفضل معلمة قابلتها في حياتي

أجابت المعلمة قائلة (أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة)

نجاح تيدي ستودارد
بعد عدة سنوات، تلقت تلك المعلمة دعوة لحضور حفلة تخريج دفعة جديدة من كلية الطب، وكان ابنها تيدي جزءًا من تلك الدفعة. وحضرت تلك المعلمة الحفلة وهي ترتدي العقد الذي كان تيدي قد أعطاها إياه، وكانت تشعر برائحة العطر الذي كان قد وضعه.

هل تعرف من هو تيدي ستودارد؟ إنه الطبيب الشهير تيدي ستودارد، صاحب أكبر مركز لعلاج السرطان.

وأخيرا : من الضروري جدا في المراحل الأولى من التعليم أن يحب المعلم أو المعلمة جميع الطلاب، حتى إن كانت لا تحب بعضهم، ولا يجوز لها أن تظهر لهم ذلك، حتى لا يتعرض الطفل لمشكلات نفسية، أو لا يتأثر بمشكلة المعلم.

يجب على المعلمات التواصل مع تلاميذهن وتقريب الأسلوب التدريسي لهم، حتى يشعروا بالحب للمادة التي يتعلمونها، وإلا فإن ذلك يؤدي إلى مشكلات في تحصيلهم للمادة بسبب الأسلوب الذي يتبعه المعلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى